الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

كاتب بريطاني: أردوغان محاصر بين "بوتين" و"ترامب"

الكاتب الريطاني ديفيد
الكاتب الريطاني ديفيد جاردنر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قال الكاتب الريطاني ديفيد جاردنر إن تركيا رغم ما تتلقاه من ‏ضربات إرهابية وما يعانيه اقتصادها من تراجع ورغم انخراط جيشها في سوريا، إلا أنها ‏منشغلة رغم كل ذلك بحملة تستهدف تغيير الدستور وتخويل الرئيس رجب طيب أردوغان ما ‏يتمتع به نظيره الروسي فلاديمير بوتين من سلطات.

‏ وأضاف جاردنر في مقال له بصحيفة الـفاينانشيال تايمز أن أحدا لا يمكنه الجزم بفوز أردوغان ‏في الاستفتاء المزمع إجراؤه في أبريل على الرغم من إحكام قبضته على السلطة وتضييق الخناق على ‏الإعلام.‏

ورأى الكاتب أن وراء هذا الواقع الدرامي الذي تعيشه تركيا، ثمة أسئلة كبرى حول مستقبل البلد ‏العضو في حلف الـناتو والمرشح للاتحاد الأوروبي، البلد الذي كَفّ منذ وقت طويل عن ‏تمثيل دعامة الاستقرار في شرق أوسطي يشهد تداعيات، كما كَفّ أيضا عن أن يكون شريكا ‏يمكن للقوى الغربية أن تعتمد عليه.

‏ وقال جاردنر إن تركيا تباشر توجهها الاستراتيجي الآن؛ إن المستر أردوغان مصمم على تحطيم ‏القيود الدستورية الرقيقة في ممارسة سلطته المتراكمة، بينما هو الآن ‏محاصر بين نظيريه الروسي فلاديمير بوتين والأمريكي دونالد ترامب رغم إعجابه بكليهما ‏كرَجُلين قويين.

‏ وأضاف جاردنر بالإشارة إلى أن العلاقات بين تركيا والاتحاد الأوروبي الذي لا ينوي جادا أن ‏يعترف بأنقرة هي علاقات تتسم بالتبادلية؛ فإن بروكسل تحاول منع تركيا من التوجه صوب ‏الشرق عبر دعم الاتحاد الجمركي ذي العشرين عاما كتعويض جزئي عن عشرة أعوام من الإحباط في مفاوضات ‏بشأن دخول تركيا للاتحاد الأوروبي.‏

وعلى الصعيد الروسي، رصد الكاتب رغبة أردوغان في الاقتراب من الكرملين وذلك بعد ‏إصلاح العلاقات مع بوتين في أعقاب الانقلاب الفاشل في يوليو الماضي؛ فبغير ضوء أخضر من روسيا ‏التي قلبت ميزان الحرب الأهلية السورية – بغير هذا الضوء الأخضر لا تستطيع تركيا منع ‏الأكراد السوريين من توحيد مناطقهم إلى كيان ذاتيّ الحُكم مرتبط بالتمرد الكردي داخل تركيا والذي عاود ‏الاشتعال.

من جهة أخرى، رأى صاحب المقال أن نظرة بوتين للعلاقة مع تركيا قد تبدو تبادلية هي ‏الأخرى: فهي مفيدة في تشكيل قوى ثلاثية مع إيران في سوريا، إضافة إلى اعتبار تركيا بمثابة ‏ركن قوي في المحور الأوروبي الآسيوي الذي هو بالأساس أحد مشاريع بوتين.

‏ وعلى الصعيد الأمريكي، رجح جاردنر أن يعمد المستر أردوغان إلى التودد إلى نظيره الأمريكي ‏دونالد ترامب والذي لقي فوزه في الانتخابات الرئاسية ترحيبا واسعا من جانب أردوغان وإعلامه الذين يتوقعون أمورا ‏غير واقعية فيما يتعلق بتسليم الولايات المتحدة للداعية فتح الله كولن الذي يتهمه نظام أردوغان ‏بالتدبير للانقلاب الفاشل.‏

ورأى الكاتب أن الأمر الأكثر أهمية هو ما إذا كانت واشنطن ستظل داعمة لمقاتلي الأكراد ‏السوريين في حملتهم لتحرير مدينة الرقة من تنظيم داعش، إن تركيا ربما تحتاج إلى توجيه قواتها صوب الرقة شرقي سوريا للحيلولة دون دعم الرئيس الأمريكي لمقاتلي الأكراد السوريين، ‏غير أن القوات التركية لا تزال منخرطة في غربي سوريا.‏

واختتم جاردنر قائلا نقلا - عن أحد الباحثين الاستراتيجيين في إسطنبول: "إذا لم تعلن تركيا ‏التزامها بتحرير الرقة من قبضة داعش، فكيف يمكن لها مهاجمة الولايات المتحدة إذا دعمت ‏الأخيرة الأكراد (السوريين)؟"