السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

«التنظيم» الذي في نقابة الصحفيين..!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس سرًا أن نقابة الصحفيين باتت تُدار بواسطة تنظيم سياسى قائم على تحالف قديم بين اليساريين والإخوان، يبدو أن أعضاءه يعيشون داخل جيتو أو مستعمرة منعزلة عن الجماعة الصحفية، ولديهم شعور بالتميز مشابه لعقيدة اليهود بأنهم شعب الله المختار الذى أعطاهم الرب وعدًا بالأرض من النيل إلى الفرات.
فكأن صاحبة الجلالة قد اصطفتهم ليكونوا الجماعة الصحفية المختارة وأعطتهم الوعد لمجلس النقابة، لهم الكلمة العليا على رقاب الصحفيين، لمَ لا فقد باركتهم صاحبة الجلالة كما لعنت لاعنيهم من غير أعضاء تنظيمهم. كان أول ظهور لهذا التنظيم فى الانتخابات التى شهدت مواجهة بين شيخ النقباء مكرم محمد أحمد، والأستاذ ضياء رشوان حيث تحالف الناصريون والشيوعيون والإخوان ضد مكرم واستعانوا ببعض نشطاء الحركات الاحتجاجية حينها من غير أعضاء النقابة لرفع شعارات وهتافات سياسية لمؤازرة رشوان.
وتبلورت معالمه أثناء الأزمة الأخيرة بين نقابة الصحفيين ووزارة الداخلية، على خلفية قيام رجال الشرطة بالقبض على صحفى وشخص آخر من داخل مقر النقابة لصدور أمر ضبط وإحضار بحقهما من قبل النائب العام.حيث تبين أن النقيب يحيى قلاش ومجلسه قد أدار الأزمة بالتشارك مع مجموعة من المراهقين السياسيين، الذين رفضوا دعوة الجمعية العمومية للانعقاد بشكل قانونى لتتحمل مسئوليتها تجاه الأزمة وتتخذ القرار المناسب حيالها، لذلك كانت جميع دعوات النقيب لاجتماع الصحفيين غير قانونية؛ وهو ما سمح بتواجد عناصر كثيرة من غير الصحفيين فى تلك الاجتماعات رغم التشديدات الأمنية حول النقابة، وقد دهشت عندما التقيت فى أولها بمخرجين فى التليفزيون وعدد كبير من النشطاء سواء فى المجتمع المدنى أو الحركات السياسية وجميعهم لا ينتمون إلى الجماعة الصحفية.
تلك «الشلة» التى سيطر عليها الإخوان والاشتراكيون الثوريون، فرضت على النقيب ومجلسه عدم استشارة الجمعية العمومية حتى فى البيانات التى يصدرها المجلس بل إنهم وبعض رفقائهم الذين استدعوهم من مقاهى وسط البلد كانوا يقتحمون اجتماعات مجلس النقابة ويتدخلون فى صياغة بياناته ويوجهون السباب والاتهامات بالعمالة للأمن الوطنى لبعض أعضاء المجلس فى مشهد سقطت فيه هيبته، حدث ذلك فى اجتماع مجلس النقابة، أثناء وجود النقيب يحيى قلاش وزميليه جمال عبد الرحيم وخالد البلشى فى النيابة وبعد صدور قرار الإفراج عنهم بكفالة.
وجاء مشهد تورتة عيد ميلاد النقيب وحوله أعضاء التنظيمين المحظورين الإخوان الإرهابيين والاشتراكيين الثوريين بعد أقل من اثنتى عشرة ساعة على استشهاد ثمانية من أبطال الشرطة بحلوان ليؤكد أن الحفاظ على كرامة الصحفى وحماية هيبة النقابة لم يكن الهدف من تصعيد الأزمة مع وزير الداخلية؛ وإنما أن تظل نقابة الصحفيين نقطة مشتعلة تُستخدم لاستدعاء ضغوط الخارج، ولانطلاق تحركات وتظاهرات يعتقدون أنها ستعيد أجواء الثورة مجددًا. 
فشل تنظيم الإخوان اليساريين داخل نقابة الصحفيين فى إدارة الأزمة مع وزارة الداخلية، بل وفشل فى الاحتفاظ بتأييد الجماعة الصحفية لموقف النقيب ومجلسه، كما فشل فى إدارة باقى الملفات بدءًا برفع أجور الصحفيين، مرورًا بحمايتهم من بطش مؤسساتهم القومية أو الخاصة، وصولًا إلى أزمة الصحفيين العاطلين بسبب غلق الصحف الحزبية، مع ملاحظة أن أعضاء هذا التنظيم خاصة الناصريين كانوا يزايدون على الأستاذين مكرم محمد أحمد وإبراهيم نافع ويدعون امتلاكهم لحلول سحرية لأزمات الصحفيين، لم نسمع عنها شيئًا عندما أصبح منهم النقيب والعضو بدءًا من الأستاذ جلال عارف مرورا بممدوح الولى وضياء رشوان ووصولًا إلى يحيى قلاش.
رغم كل هذا الفشل بدأ مجلس نقابة الصحفيين الدعاية الانتخابية مبكرًا لنقيبه وأعضائه الخارجين فى التجديد النصفى قبل فتح باب الترشيح للانتخابات المقبلة؛ حيث قام بتعليق لوحة كبيرة يعلن فيها تجهيز الطابق السابع ليكون ناديا اجتماعيا وثقافيا.
وكأن الأمر إنجاز لإعجاز، لكن المجلس لم يذكر ما إذا كانت النقابة هى الممول أم أحد رجال الأعمال، على غرار ذكره للمقاولين المنفذين، لا نشكك فى ذمة أحد لكن الشفافية تقتضى اطلاع الجماعة الصحفية على كافة التفاصيل وما إذا كانت هناك دراسة جدوى للمشروع وما جرى فى مناقصة تنفيذه، على الأقل لغلق باب علامات الاستفهام والقيل والقال.