السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

محررة "البوابة نيوز" تضع القبلة الأخيرة على جبين سيد حجاب

 محررة البوابة في
محررة البوابة في إحدى حواراتها مع الشاعر سيد حجاب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
عندما سمعت خبر وفاته تذكرت على الفور ذلك العمر الجميل الحنون الذي يرفرف و"يفر ويفرفر في رفة قانون" أسرعت مهرولة إلى مرقد جثمانه بمستشفى المعادي، وأخذت أردد: هل هذا صاعقة أم مجرد خبر؟ نحن الذين اعتدنا على الأخبار بحكم مهنتنا، لا أستطيع أن أجزم أنه مجرد خبر عادي، بل كان صاعقة، وهل هناك صاعقة أكبر من فقدان سيد حجاب؟!
الجو كان هادئا أمام المستشفى، كنت أظن أن الصيادين ومشايخ القرى والعمال والغلابة الذي انتصر إليهم في أشعاره يحتشدون أمام باب المستشفى لكن الغلابة لم يكونوا في أول الصفوف مثلمًا أشار هو؛ ربما لأنهم غلابة فلم يتمكنوا من المجيئ، لكن ماذا عن مبدعي ومثقفي مصر؛ لم أجد أحدًا على الإطلاق، ربما لم يطق "حجاب" العيش وحيدا في تلك الأيام، فقرر الذهاب لأصدقائه المقربين بليغ حمدي، وعمار الشريعي، وعبدالرحمن الأبنودي؛ رفقاء عمره الجميل الحنون.
تذكرت نداءه في أشعاره: "ما تسرسبيش يا سنيننا من بين إيدينا، ولا تنتهيش ده إحنا يا دوب ابتدينا، واللى له أول بكره حيبان له آخر، وبكره تُفرج مهما ضاقت علينا".
كيف سأدخل على أسرته وهم يصرخون حول جثمانه في غرفة المستشفى؟ سؤال تبادر إلى ذهني عندما لاح مبنى المستشفى أمامي، وعندما دخلت لم أجده في الغرفة ولم أجد أسرته!
وقال لي المسئولون: "لا يوجد معه أحد من أسرته، ولا يوجد جثمانه في الغرفة، لقد نقلناه إلى الثلاجة"؛ أرعبتني الكلمة لقد نقلوا العمر الجميل الحنون إلى قسوة الثلاجات، فتوجهت على الفور لتلك المنطقة القاسية لأراه عندما فتح الممرض ثلاجته رأيته ممدًا بل شعرت أن أجمل أيام حياتي ممدة في ثلاجة لقد "تسرسبت" السنين بين يدي و"انفلت" الزمان، تقمصت شخصية العمر الجميل الحنون ومنحته قبلة أخيرة على جبينه نيابة عن محبيه نيابة عن الغلابة والمثقفين والصيادين في "المنزلة والبرلس" ومشايخ قرى الدلتا؛ نيابة عن كل ذرة تراب في "بوابة الحلواني" والوادى والبوادى والبحور، "وداعًا يا عمي سيد" إنني منهارة.