الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

"في غرفة العنكبوت" تدخل القائمة الطويلة للبوكر رغم انتقادات "بيضون"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيطرت حالة من الفرحة على الأوساط الثقافية في مصر اليوم الإثنين بعد الإعلان عن دخول روايتين لكاتبين مصريين للقائمة الطويلة من الجائزة العالمية للرواية العربية "بوكر" للعام 2017 ضمن 16 عمل ادبي من 10 دول عربية؛ والراويتان هما "في غرفة العنكبوت" لمحمد عبد النبي الصادرة عن دار العين للنشر و"باولو" ليوسف رخا الصادرة عن دار التنوير.
وتظل معايير اختيار البوكر للروايات سواء في قائمتها الطويلة أو القصيرة أو حتى الرواية الفائزة غير معلومة، خاصة لو كانت الجودة معيار فهناك عشرات المقالات لنقاد كبار تشير إلى أن هناك الأفضل منها؛ وإذا كان الاختيار بناء على المحاصصة الجغرافية فهناك دول لم تفز بها منذ تدشين الجائزة؛ وإذا كان المعيار سياسة وتوجهات منظمات غربية فلماذا ينفون دائمًا ذلك عندما تذكره بعض المقالات، فالتساؤل الذي يطرح حاليًا هل دخول رواية مثل "في غرفة العنكبوت" للقائمة الطويلة لإنها آية في السرد أم لإنها تقرير عن المثلية التي تفتخر بعض دول العالم بإطلاقها الحرية لها مثلما ذكر الرئيس الأمريكي أوباما في خطاب وداعه.
وكانت "غرفة العنكبوت" أثارت ضجة، منذ صدورها مطلع العام الحالي بسبب الموضوع الجرئ التي تتناوله وهو موضوع المثلية الجنسية.
واحتفى بها العديد من النقاد عبر مقالاتهم العديد منها أشاد بأسلوب السرد الذي يتمتع به "عبد النبي" كما أشاد البعض أيضًا بجرأتها في تناول موضوع المثلية لكن مقال للشاعر اللبناني "عباس بيضون" فند الرواية أسلوبًا وموضوعًا نشر بجريدة السفير في يوليو الماضي.
وأشاد بيضون في بداية مقاله لأسلوب السرد الشيق الذي لا يخلو من الشاعرية؛ لكنه فرد جزءًا كبيرًا من مقالته يتناول فيه الموضوع وتوظيف الحبكات الفنية فيه.
وقا بيضون في مقاله: "إن الموضوع المثلي، على جرأته وعلى جدته، يبدو مقصودًا في الرواية مهيمنًا عليها، بدرجة اننا لا نكاد نعرف عن البطل إلا أنه مثلي، ولولا أشياء عن عائلته وطفولته، لوقفنا عند هذه الصفة. كما اننا لا نعرف عن رأفت والبرنس وميتا جميل وعبد العزيز وكريم سعدون، لولا القليل الذي نلمّ به عن كل واحد منهم إلا انهم مثليون، وقد نعرف عن أحدهم بعض الوقائع وبعض الصفات كتلك التي وصلت إلينا، على وجه الخصوص، عن كريم سعدون إلا انهم بشكل رئيسي مثليون ومحورهم ومدارهم هما هذه المثلية. حتى ان خرس الراوية في السجن ثم انفكاك هذا الخرس يبدوان كأنهما من عوارض هذه المثلية. هم مثليون في الأساس ومثليون بالدرجة الأولى، ومثليون فقط. كأن هذه المثلية كافية وحدها لحياة كاملة، أو كأن هذه المثلية لا تقول إلا نفسها. كأن المثلي ليس، بالإضافة إلى المثلية، صاحب مواقف وآراء وأفكار وأمزجة وأذواق وطبائع وصفات وثقافات، أن ليس لديه سوى مثليته. هل يمكن أن نفكر بأن ليس لدى تشايكوفسكي ورامبو وميكال انجلو وأبي نواس وسواهم سوى مثليتهم. الأرجح أنه كانت لكل من هؤلاء، ولكل مثلي آخر، دراما حياته وصراعاته وأحواله، مثل لكل إنسان، وقد يتميز المثلي بأشياء في الذوق، وفي الإحساس وفي السلوك لم نجدها في الرواية. جرأة الرواية يبدو أنها ابتلعتها وحصرتها، وقصد هذه الجرأة ضيّق عليها، فبدت من هذه الناحية أقرب إلى الدعارة، وبدت كأنها من بعض النواحي ريبورتاجًا عن المثلية وتقريرًا مسهبًا عنها".
ويبدو من كلام بيضون مدى الهجوم الشديد على العالم الروائي الذي نسجه عبد النبي حيث كان غير موفق في توظيف عناصر عالمه الروائي مع الموضوع الذي أراد تناوله؛ إذ وصل حد وصف بيضون للعمل بالدعارة.
وتبدأ "في غرفة العنكبوت" بالسجن الذي ضم عددًا من المثليين جرى التقاطهم واتهامهم بمؤامرة وهمية، انهم عبدة الشيطان وحاملو جرثومة الشر في دمهم وأجسادهم، لكن حكاية السجن تفتضح وتتلقى ردود فعل عالمية من حركات حقوق الإنسان؛ ثم تنتقل إلى طفولة البطل الذي نشأ في بيت ترزي ورث الصفة عن أبيه، وأم كانت في أول أمرها ممثلة، ولما تُوفي زوجها، وهي بعد في صباها، عادت إلى التمثيل، وحظيت هذه المرة بشهرة حقيقية؛ ثم تنتقل الرواية إلى فترة ما بعد السجن وبعد وفاة الأم.