الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

مجزرة دامية في تركيا مطلع 2017

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى عيد الميلاد فى ملهى ليلى شهير بإسطنبول وقعت هجمات إرهابية كان ضحيتها ٣٩ من أرواح أتراك وعرب وأجانب بلغت ٦٥ مصابًا.
وعقد رئيس الوزراء التركى بن على يلدريم اجتماعًا أمنيًا برئاسته ضم نائب رئيس الوزراء ووزراء الداخلية والصحة والأسرة ووالى إسطنبول، وصرح رئيس الوزراء بعد أن تمت الزيارة «بأن المنظمات الإرهابية لن تستطيع إفساد الإخوة والوحدة القائمة فى تركيا من خلال عملياتها الإرهابية».
وأضاف بن على يلدريم رئيس الوزراء «أن الإرهاب لن يخيف الشعب التركى وأن قوى الأمن وأجهزة الشرطة والاستخبارات تنسق فيما بينها للتعرف على هوية منفذي الهجوم الإرهابي على الملهى الليلى بإسطنبول.
ومن جانبها أدانت المملكة العربية السعودية، وأعلنت استنكارها الشديد للهجوم المسلح وأعلنت عن مؤازرتها ووقوفها إلى جانب الشقيقة تركيا ضد الإرهاب والتطرف، كما أدانت مصر وتونس والجزائر وقطر والبحرين والأردن وفلسطين وكذلك منظمة التعاون الإسلامى الاعتداء الإرهابي.
وعبر الرئيس الأمريكى ترامب عن تعازيه واستعداده لتقديم المساعدة للسلطات التركية، كما بعث الرئيس الروسى بوتين رسالة تعازى لنظيره التركى، وأن روسيا ستواصل التعاون معها فى مجال مكافحة الإرهاب.
كما أعرب الرئيس الفرنسى فرانسوا هولاند عن إدانته الشديدة للهجوم الإرهابى، كما ندد حلف شمال الأطلنطى بالحادث، وكذلك أدانت الممثلية العليا للأمن والسياسة الخارجية فى الاتحاد الأوروبى الاعتداء الإرهابي، وقالت سنواصل جهودنا للحيلولة دون وقوع مثل هذه الأحداث.
وتضامنت ألمانيا والنمسا والفاتيكان فى إدانة الهجوم الإرهابى الذى أثار الرعب فى سبع دقائق، وأعاد إلى الأذهان هجمات بروكسل وباريس، والولايات المتحدة الأمريكية فى أمريكا وفى ١٢ يونيو الماضى وفى مدينة أورلاندو بولاية فلوريدا، قام شخص يدعى عمر متين من أصول أفغانية بإطلاق النار فى ملهى يرتاده المثليون وأسفر عن مقتل ٥٠ شخصًا وإصابة ٥٣ آخرين. وفى مناسبة أخرى بمطار زافينتيم بالعاصمة البلجيكية بروكسل وقعت هجمات تبناها تنظيم داعش الإرهابى أسفرت عن مقتل ٣٢ شخصًا وإصابة ٢٧٠ آخرين، وهناك حادث آخر استهدف مسرح باتاكلان بباريس فى ١٣ نوفمبر ٢٠١٥ وأعلنت السلطات الفرنسية مقتل ٨٩ شخصًا، وكان أكثر الهجمات دموية وأعلنت حالة الطوارئ على خلفيته وفى ٧ يوليو ٢٠٠٥ نفذ ٤ إرهابيون هجومًا انتحاريًا فى لندن ما أسفر عن مقتل ٥٦ شخصًا وإصابة ٧٠٠ آخرين.
وفى ١١ مارس ٢٠٠٤ شهدت عاصمة إسبانيا مدريد، تفجيرات استهدفت ٣ قطارات مختلفة تبناها تنظيم القاعدة وأسفر عن مقتل ١٩١ شخصًا وإصابة نحو ٢٠٠٠ آخرين.
حينما ننظر إلى مسرح هذه الحوادث الدامية فى أماكن متعددة فى أوروبا، نشعر بحجم كبير من المآسي الإنسانية.
ولا شك أن مشاعر الانتقام قد تدفع البعض إلى أن نتذكر كيف أن أردوغان كان فى هجومه وعدوانه فى الماضى وقت أن كان فى عنفوان قدراته ويحمل أسلحته للاعتداء بكل قواه على الآخرين.
لا أحد يتذكر عندما كان يملك القدرة والقوة كيف يمكن أن يكون حاله عندما لا يملكها.
لن ينسى أحد كيف أن أردوغان استعمل القوة والعنف بكل قسوة ضد خصومه وأعدائه، واليوم ينظر إليه الخصوم والأعداء نظرة انتقام وهو يدفع ثمن تقلب الأحوال. ليت من لديهم السلطة والقوة يحسبون اليوم الذى تنقلب فيه الأحوال وتتحول القوة إلى هزيمة.
حينما كنا نستمع إلى خطاب أردوغان فى عصره الذهبى من القوة، كانت كلماته تعبر عن لغة الغرور والاعتداد بالنفس واحتقار قوة الخصوم والغرور هو أخطر ما يهدد القدرة الحقيقية.
المجزرة الدامية فى تركيا، لو نظرنا فى ماضى الرئيس أردوغان وهو يتولى الرئاسة ويحكم تركيا بيد من حديد، ورأينا كيف أنه يوقع عقوبات على رجال تحت سيطرته.
ولا حظنا كيف أن أردوغان كان يسب من يعملون معه ويوقع عليهم عقوبات بالحبس.
وكان أردوغان أيضًا يمثل نموذجًا لرجل يملك توقيع جزاءات قاسية على رجاله والتابعين له، ولا نستطيع أن نقول إن أردوغان كان يطبق جزاءات وعقوبات مشروعة، بل كان يطبق عقوبات غير مقبولة وغير مشروعة.
وفى علاقاته الدولية، كان أردوغان يطبق قواعد قاسية، وفى خطاباته للمجتمع الذى حوله كان يستعمل لغة غير مقبولة، لأنه يريد أن يحتفظ بصفة الرجل المتشدد، الذى لا يعطى مكانًا للتسامح.
أردوغان إذن كان بصفة عامة رجل لا يعرف التواضع.