الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

بالصور.. حوض "ملقة الفول" بالمؤسسة.. "صرخة لوزارة البيئة"

منطقة حوض ملقة الفول
منطقة حوض "ملقة الفول"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالقرب من منطقة حوض "ملقة الفول"، كوبرى سماحة بمؤسسة الزكاة، التابع لحى المرج، تحديدًا من أمام ترعة "عنانى" بيت القصيد، صرخة جديدة تضاف لملف شكاوى واستغاثات دامت لأكثر من 16 عامًا ما بين استعطاف أبواب رؤساء الأحياء المتعاقبين وبين تسويفات المجلس وسقوطها سهوًا من ميزانية المحافظة، لتظل المشكلات بتلك البقعة حبيسة الأدراج وتظل فيضانات الترعة كابوسًا مفزعًا لسكان المنطقة والمناطق المحيطة بما خلفه الرشاح من مخاطر وخسائر لم تسترع انتباه مسئولًا أو نائبًا.
في البداية يقول الأهالى: منذ 16 عامًا نطالب بصرف صحى للمنطقة؛ لكن أحدًا لم يستجب، وكأن على رءوسهم الطير، حسب تعبيرهم.
واتبع الأهالي: قاربنا على الربع قرن والحال كما هو، وليس لنا سبيل سوى توصيل مواسير الصرف الصحي على ترعة "عنانى" للأسف لم يوجد الحي لنا بديلا آخر.. الكل هنا يدلو بدلوه في البئر الخرب، حيث تقوم المصانع والمحال المجاورة بإلقاء مخلفاتها بالترعة فضلًا عن التخلص من الحيوانات النافقة وما تبقي من أعمال الهدم، ما جعل الرشاح أو الترعة تكتظ بما فيها لتعلن الفيضان وتخرج ما في أمعائها على بيوت الفقراء التي أخذت في الاندثار ما يعرض الجميع للغرق.
وماذا عن ردة فعل الحي؟، سؤال أجاب عنه الحاج محمد رشاد، من سكان الحوض، قائلًا: الشوارع هنا عبارة عن "بِرك" صيفا وشتاء، نغوص في الطين حتى الركبتين، أرسلنا الكثير من الشكاوى، وبعد ويلات قام الحي بإرسال جراف ليجرف الترعة، وليته ما فعل، لقد قام بترك القمامة والوباء علي حافة الرشاح أمام البيوت، وهو ما "زاد الطين بلة"، على حد وصف الرجل.
"رشاح عناني"، الشاهد على تقاعس حي المرج والأحياء التي رفعت سيفها في وجه البيئة بدلًا من أن تدافع عن طبيعتها النقية، فقد ظهر المشهد للرشاح علي غرار بورتو السخنة وبورتو مارينا وكثير المنتجعات ولكن علي طريقة المحليات.
توغلت عدسات "البوابة نيوز" مقتربة من الترعة العملاقة التي تتوسط الكثير من المناطق الآهلة بالسكان، فظهرت المأساة الحقيقية التي يعايشها بدءًا من مقتنيات الرشاح وطحالبه وحيواناته النافقة وقوارضه مرورًا بأصوات الضفادع التي تحيا علي ضافتيه نهاية بالرائحة وما يتم تسريبه من غازات وحشرات طائرة تنقل مئات الأمراض الجلدية للأطفال- توصيف المشهد.
الأهالي هنا محرومون من رفاهية الصرف المغطي، والاعتماد يقتصر فقط على عربات الشفط لسحب مياه الصرف ثم الزج بها في "الترعة" تلك الوسيلة البدائية التي تعيدك لعصور مضت وعافي عليها الزمن.
إبراهيم متولي، هو الآخر من ضحايا المنطقة، يشير إلى أن هناك كارثة أكبر، تكمن في قيام البعض بدق أحواض سمكية في هذه المياه العكرة المسممة، لبيعها للفقراء من الأهالي، معلقًا: "الغلابة هنا كتير وكيلو سمك معفن أرخص من ربع كيلو لحمة مجمدة الآن، والناس من غلبها بتشتري "ولا يوجد رقيب".
الصغير كريم، هنا لم يسلم في معركة الإهمال حيث تمت اصابته بمرض جلدي حمله اليه الباعوض لم تعافي منه رغم كل محاولات التداوي والتردد علي الأطباء، حيث أخبره المختصون أنه "حاجة جديدة"، حسب قول الطفل الذي خجل أن يكشف عن ساعديه قائلا ببراءة: اوعي تتعدى يا أبله.
أما طارق البقال الذي هرول إلينا للمشاركة في الحديث فأفصح: هناك حالات غرق حدثت في تلك الترعة لأكثر من مرة لافتا أن معظم الغرقي أطفال لا يتجاوزوا سن العاشرة، وذلك بسبب عدم "تدبيش الرشاح" حرام دا ولا حلال - سؤاله مطروح على دار الإفتاء.
فيما أخبرت "أم جلال" العجوز صاحبة الستين التي افترشت عتبات بيتها: لنا 20 عامًا هنا، ومنطقة "مؤسسة الزكاة"، كما هى لم يطرأ عليها أي جديد، مدفونين، نظرنا ضاع، جلدنا اتشوه من الناموس، وأمراض الحساسية لا ترحم الكبير ولا الصغير والكشف غالي، وكتاب الله يا بنتي مياه صرف الصحي تُغرق منازلنا وتُتلف الأثاث ولا حد سائل.
وتابعت: المنطقة تخلو من أعمدة الإنارة ولا توجد بها لمبة واحدة، وكل يوم والتاني ولادنا يعترضهم اللصوص ويقوموا بتثبيتهم وسرقة الهواتف والمال، حتي النائب طلع شاب لا بيحل ولا بيربط- حسب وصفها.
لتبقى الأزمة باقية ما بقي الإهمال والتقاعس المحلي لمنطقة تعدى سكانها الـ10 آلاف نسمة.