الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

دليل المتشائم.. وانهيار المملكة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مع قرب سقوط آخر ورقة من نتيجة ٢٠١٦ التى حملت الكثير من الأتراح والمواجع، مقارنة بالأفراح التى كانت عزيزة فى تواجدها على معظم شعوب العالم، خاصة عالمنا العربى.. بدأت العديد من الهيئات والمواقع نشر توقعاتها وتنبؤاتها لعام ٢٠١٧.
ولفت الموقع الدولى الشهير «بلومبيرج» الانتباه إلى تقريره «دليل المتشائم» لعام ٢٠١٧، الذى يطرح فيه توقعاته للعام الجديد ويعد استكمالًا لما قدمه العام الماضى من توقعات صادقة، كان أبرزها فوز دونالد ترامب، برئاسة أمريكا وانفصال بريطانيا عن الاتحاد الأوروبى!!
وتقوم فكرة التقرير على توقع الأسوأ فى أبرز مناطق العالم.. حيث قال معد التقرير «جون فراهر»: إن هذه «التوقعات التشاؤمية» ليست تنبؤات بما يمكن حدوثه، وإنما دعوة للتفكير فى المخاطر التى قد تنتجها أحداث العام المقبل لأماكن مختلفة من العالم، من الانهيار الاجتماعى فى الولايات المتحدة، وأزمة البرنامج النووى فى كوريا الشمالية، وهزيمة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، وحدوث فوضى وانقلاب ملكى فى السعودية ما يجعل احتمال حدوث فوضى كبيرًا.
ونرصد أهم ما جاء فى التقرير بالنسبة للشأن العربى: 
توقع التقرير احتمالات «انقلاب ملكي» بالسعودية قد ينقل السلطة إلى فرد آخر فى العائلة المالكة، وإزاحة ولى ولى العهد السعودى، محمد بن سلمان، عن منصبه بعد فشله فى النهوض الاقتصادى وتنويع مصادر دخل المملكة بعد هبوط أسعار النفط.
كما تنبأ «التقرير» بتحول اليمن إلى «فيتنام جديدة» بالنسبة للسعودية وإنفاق المملكة مبالغ باهظة للحرب فى اليمن سيسبب أزمة اقتصادية وفرار المستثمرين من المملكة، وتزايد السخط الشعبى بتدهور مستويات المعيشة فى البلاد. وستضطر الرياض إلى خصخصة مؤسسات قطاع النفط، ومنها شركة «أرامكو» ورفع الضرائب وتخفيض قيمة العملة الوطنية.
من ناحية أخرى، توقع التقرير حدوث توازن هش للقوى فى منطقة الشرق الأوسط سيميل لمصلحة إيران، وتأزم العلاقات بين السعودية وإيران لدرجة نشوب حرب مباشرة بينهما ما سيضرب صادرات النفط والغاز عبر مضيق هرمز.
ورأى واضعو التقرير أن المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، ستلجأ إلى اتفاق مع روسيا بشأن تقسيم مناطق النفوذ بينهما فى الشرق الأوسط وشرق أوروبا فى محاولة يائسة لاستقرار الوضع فى أوروبا.
وبحسب هذا السيناريو، يتخلى الغرب عن مصالحه فى سوريا وأوكرانيا، حيث سيوافق بوتين على التوقف عن «التدخل فى شئون الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي» مقابل «اعتراف دونالد ترامب وميركل بيد روسيا الطولى فى أوكرانيا وبيلاروسيا وسوريا».
وتوقع أن روسيا ستعيد مكانتها على الصعيد العالمى تماما بعد مرور ٢٦ عامًا من تفكك الاتحاد السوفيتى، حيث سيتم رفع العقوبات الغربية المفروضة على روسيا وتعافى الاقتصاد الروسى وصعود مؤشرات العملة الوطنية. 
وبالغ التقرير فى التشاؤم عندما حذر من توجه تنظيم الدولة الإسلامية «داعش» لآسيا الوسطى ونشر عملياته فى تجارة المخدرات خارج أفغانستان. 
وبالنسبة للولايات المتحدة.. يتوقع ارتفاع شعبية دونالد ترامب فى الأسابيع الأولى من ولايته، ثم تنخفض تدريجيًا بعد شروعه فى إصدار قرارات تنفيذية لأجندته، المعاكسة لتوجهات سياسة سلفه الرئيس باراك أوباما مما يضطره لفرض حالة الطوارئ وحظر التجول فى المدن الكبرى، بعد ازدياد حدة الاحتجاجات من طلاب ونشطاء حركتى «حياة السود مهمة» و«احتلوا وول ستريت» ضده.
ويتوقع «بلومبيرج» أن تبرز كاليفورنيا بصفتها مركزًا لمعارضة ترامب، حيث ترفض تطبيق التعليمات البيئية، لافتا إلى أن المليارديرين إيلون ماسك وشيريل ساندبرج سيقومان بقيادة تحالف متنام ضد ترامب فى عام ٢٠٢٠. 
ويصاب العالم بالصدمة عندما تثبت كوريا الشمالية أن بإمكانها حمل قنبلة نووية مصغرة على صاروخ قادر على ضرب الساحل الغربى الأمريكى فيما تكشف «أمازون» و«أبل» و«جوجل» عن عمليات التنصت الحكومية على نطاق واسع من تطبيقات الهواتف الذكية، وأجهزة منزلية متصلة، فى حين يبدأ «ويكيليكس» بسلسلة من التسريبات المحرجة لترامب.
وعلى صعيد آخر يقوم قراصنة ترعاهم الدول بنشر الذعر بين المواطنين، من خلال تعطيل البنية التحتية الحيوية، مثل محطات توليد الطاقة، أو مضخات طبية متصلة بالإنترنت، أو سيارات ذاتية القيادة.
صحيح لم يتطرق التقرير إلى مصر.. لكن ما نتوقعه نحن ونتمناه هو «الستر» فى كل مناحى حياة شعبنا الذى يستاهل المعيشة الكريمة والاستقرار والأمن وفك الحزام الذى أوجع بطنه وكل مفاصله!
فعلا.. كذب المنجمون ولو صدفوا.. بل ولو صدقوا أيضا!!.