الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

زامورا... صفحة من تاريخ الفن والهندسة "2-2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
محمد حسن حلمى زامورا كان له دور كبير حتى حصل الزمالك على هذه المساحة الشاسعة التى يقع فيها الآن، فقد كانت الأرض ملكًا لوزارة الأوقاف، حين كان وزيرها فضيلة الشيخ أحمد حسن الباقورى، وكان المهندس محمد حسن حلمى يذهب إليه يوميا فى مكتبه ويرجوه ويلح ويتوسل لتوافق الوزارة على تخصيص هذه الأرض لإقامة ناد كبير يخدم كل المنطقة التى كان نصفها أرضًا زراعية، وكان الباقى مهجورًا ووكرا لكل من هب ودب، وبعد أن حصل على الأرض بدأ على الفور فى إقامة هذا الصرح العظيم، وكان حلمى يرفع المعول ويحمل التراب ومعه أبناء النادى لإقامة سور حول الأرض.
بدأ محمد حسن حلمى حياته مع الكرة عندما كان طالبا فى المدرسة المحمدية الابتدائية، والتحق بفريقها عام ١٩٢٥، وكان يتمنى أن يصبح جناحا أيسر رغم أنه فى ذلك الوقت كان يلعب ظهيرا، ووضع فؤاد الجميل ظهير مصر مثلا أعلى له، وفى عام ٢٩ لعب بالفريق الأول للمدرسة الخديوية الثانوية مع محمد لطيف ومصطفى كامل طه، وانضم فى نفس العام لنادى الزمالك، فلعب فى الفريق الثانى، ثم لعب فى عام ١٩٣٤ جناحا أيسر للفريق الأول بعد إصابة جناح الزمالك «جميل الزبير» وطوال هذه الفترة كان يلعب لمنتخب المدارس الثانوية، حيث كانت مباريات المدارس لا تقل قوة أو إثارة عن مباريات الأهلى والزمالك، وكان اهتمام حلمى بالكرة سببا رئيسيا فى بقائه بالمدارس الثانوية لمدة ٨ سنوات.
اختير محمد حسن حلمى لاعبا بالفريق الوطنى «المنتخب القومى» عام ١٩٣٦، وشارك مع المنتخب فى دورة برلين الأوليمبية عام ٣٦، وبعدها بعامين تخرج فى كلية الزراعة وحصل على بكالوريوسها فى عام ١٩٣٨، وعندما أدرك أنه أدى دوره كلاعب اعتزل فى صمت، وتقدم لامتحانات الحكام بتشجيع من محمود بدر الدين أحسن حكم مصرى فى ذلك الوقت، وظل يترقى فى سلك التحكيم حتى أصبح حكما دوليا فى عام ١٩٥٧، واعتزل التحكيم نهائيا فى عام ١٩٦٢ لبلوغه سن الخمسين، وطوال فترة عمله بالتحكيم عرف بنزاهته وحياده الكامل.
انخرط محمد حسن حلمى فى مجال الإدارة الكروية، فقد كان عضوا بلجنة الكرة بالزمالك منذ عام ١٩٤٨، وفى عام ٥٢ اختير سكرتيرا عاما للنادى فى أول جمعية عمومية بالزمالك، ثم عين مديرا متفرغا لنادى الزمالك، ثم اختير مديرا للمنتخب القومى، وظل مرتبطا بالعمل فى اتحاد الكرة على فترات متفاوتة كرئيس للجنة المسابقات واللجنة الفنية ووكيل للاتحاد، وفى مايو ١٩٧٨ وقع عليه الاختيار لرئاسة اتحاد الكرة.
فى أكتوبر ٦٧ وقع الاختيار على محمد حسن حلمى زامورا لرئاسة نادى الزمالك، والجدير بالذكر أن الذى أطلق لقب زامورا عليه هو حيدر باشا رئيس نادى الزمالك فى الثلاثينيات والأربعينيات تشبيها باللاعب الإسبانى الشهير ريكاردوا زامورا حارس مرمى إسبانيا الشهير على مدى ١٦ عاما، وفى عام ٧١ ابتعد عن الرئاسة لمدة عام تولى فيه المستشار توفيق الخشن منصب الرئيس، وفى دورتى ٧٢ و٧٦ فاز بالتزكية لمدة أربع سنوات، وفى أغسطس ٨٠ فاز برئاسة النادى عن طريق الانتخابات التى أجريت لأول مرة فى تاريخ الزمالك، وظل رئيسا للنادى حتى أغسطس ٨٤، وعندما سقط محمد حسن حلمى فى انتخابات عام ٨٤ أمام منافسه حسن عامر لم يكن سقوطه يضره فى شىء، لأن بضعة أصوات لا يمكنها أن تمحو تاريخه العريق الذى قضى منه ٥٠ عاما فى خدمة نادى الزمالك، لكن من يعيد استاد زامورا بعد هدمه أيها المقاولون الجدد.
ألف رحمة ونور.. يا «لعب وفن وهندسة» زامورا باشا.