السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

اولاد ابو اسماعيل ..هل نحن بصدد نهاية لدولة القانون؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


كلف رجل القانون المحامى/ حازم ابو اسماعيل (المعروف بكونة احد مشايخ السلفية) انصاره من السلفيين ممن يطلقون على انفسهم (أولاد ابو اسماعيل) بالتوجة لمدينة الانتاج الاعلامى لمحاصرتها انتظارا لساعة الصفر التى سينطلقون بعدها لغزو المدينه لتطهير الاعلام من اعداء الله المفسدين . 
ولقد استوقفنى فى هذا التحرك الغريب عدة أمور : 
أولا: انه صادر من رجل قانون (محامى)، يقدم نفسه للمجتمع على أنه رجل دين (احد مشايخ السلفية)، سبق له التقدم للترشح لمنصب رئيس الجمهورية ولم يوفق بسبب تزويره فى اوراق الترشيح التي تقدم به، وعد ذكره جنسية أمه الأمريكية. 
ثانيا: الصفة التى يحملها لإصدار مثل هذا التكليف والقيام بمثل ذلك التصرف . 
ثالثا: ماذا تعنى ساعة الصفر التى بناء عليها سيتحرك انصاره ؟. 
رابعا: ما معنى كلمة تطهير الاعلام .. وكيف سيتم التطهير ؟. 
خامسا: ما هو السند الشرعى والقانونى الذى أستند اليه، في دعوته تلك، باعتباره (من المفترض) رجل دين وقانون . 
سادسا: الموقف المريب للاجهزة الامنية تجاه ذلك التصرف الغريب والمرفوض. 
سابعا: وكذا موقف مؤسسة الرئاسه من هكذا تصرف. 
لقد توجة ابناء ابو اسماعيل لمدينه الانتاج الاعلامى بناء على دعوه الشيخ حازم ..رافعين رايات الاسلام , معلنين الجهاد حيث قاموا بمحاصرتها استعدادا لمهاجمتها فى موقعة اطلقوا عليها (موقعة المراحيض) نسبة الى مراحيض ابو اسماعيل التى شيدها بإحدى الحدائق الخضراء المطلة على مدينة الانتاج لقضاء الحاجة . ولم يكتف أنصار أولاد أبواسماعيل بذلك، وإنما راحوا يمارسون بعض الاجراءات لتأمين المكان من خلال استيقاف العاملين بمدينة الانتاج والاطلاع على بطاقات تحقيق الشخصية الخاصة بهم , وتفتيش سياراتهم, والاعتداء بالضرب على المطلوبيين منهم، ممن يصنفهم أبواسماعيل وأبنائه بأعداء الاسلام، (ما حدث من اعتداء على المخرج خالد يوسف – د. سعد الدين ابراهيم – الناشط الحقوقى /حافظ ابو سعده) . سبق تلك البلطجة محاولات الاعتداء علي الفقيه الدستوري الدكتور ابراهيم درويش . والغريب الذى يحتاج الى توضيح هو موقف وزارة الداخلية من الاحداث التى تقع بمدينة الانتاج الاعلامى والتى لا نجد لها مبرر, فكيف نفسر هذه السلبية والتجاهل فى التعامل مع الاحداث باعطاء هؤلاء الخارجين على القانون الحق فى السيطرة على بوابات دخول العاملين وتفتيش سياراتهم, على مرأى ومسمع من أجهزة الأمن، وتحت رعايتها . هناك فرق بين حريه التعبير وحق التظاهر وبين ما يحدث بمدينة الانتاج الاعلامى من تآمر واعتداء زاضح على سيادة بلد، بأجهزته الأمنية والتنفيذية ، في وضح النهار. 
لقد شدنى حديث احد الأطباء النفسيين حينما تناول أحداث مدينة الانتاج الاعلامى بنوع من التحليل النفسى مؤداة، ان مايقوم به انصار ابو اسماعيل من تصرفات غريبة امر طبيعى، نظرا للظروف القاسية التى عاشوها لفترات طويلة داخل السجون، الأمر الذي كان له تأثير نفسى أنعكس على تصرفاتهم. كان من الأفضل، إذن، عرضهم على اطباء نفسيين لتأهيلهم نفسيا قبل خروجهم واندماجهم فى المجتمع ، بدلا من السماح لهم بقطع الطرق وتهديد المواطنين الشرفاء، واشاعة أجواء من الفوضى أمام صرح إعلامي تعتز به مصر والمصريين جميعا. 
والأغرب، موقف مؤسسة الرئاسة، التي لم يصدر عنها ما يشير، من قريب أو بعيد، الى موقف واضح من هذا الحصار، شأنها فى ذلك شأن موقفها من حصار المحكمة الدستورية العليا فهل مؤسسة الرئاسة تبارك تحرك ابو اسماعيل وأولاده، أم أن حصاره مدينة الانتاج جاء بمباركة من مؤسسة الرئاسة ردا على أحداث الإتحادية، وأن ما قاله أبواسماعيل حول أرتباط حصار قصر الاتحادية بحصار مدينة الإنتاج الإعلامي، وان ساعة الصفر للهجوم وغزو المدينه متوقف على الاعتداء على قصر الاتحاديه صحيحا. 
هذا الواقع، الذي ينطبق عليه قول المتنبي: وكم ذا بمصر من مضحكات ولكنه ضحك كالبكى، ينطبق على ما حدث في محيط مدينة الانتاج الاعلامى, من ارهاب.. وبلطجة.. وإجرام.. من ابناء ابو اسماعيل , وسط غياب وتجاهل غير مبرر من اجهزة الامن, وصمت ومباركة من مؤسسة الرئاسة . وأخيرا هل بات كل شئ مباح فى غياب دولة القانون، وهل نحن ذاهبون الى ما حذر منه المخرج خالد يوسف من أن كل شخص مسئول منذ اليوم عن حماية نفسه واسرته، وماذا لو أمتد ذلك الإحساس الى مدن الصعيد وعائلاته، هل أنتم مدركون حجم الكارثة، وبصريح العبارة: هل أنتهت الدولة المصرية؟ هذا السؤال يحتاج الى إجابة عاجلة وشافية من الرئيس مرسي وجماعته، قبل فوات الأوان.