الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إسقاط الإخوان بدأ في النجوع وليس من "رابعة"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى الذكرى الثالثة لفض اعتصامى رابعة العدوية وميدان النهضة احتدم النقاش عبر وسائل الإعلام وعلى صفحات التواصل الاجتماعى، وقد انصب النقاش حول مراجعة الاعتصام كليًا، خاصة بعد الفضيحة التى أصابت الإخوان المسلمين عقب تصريحات الشيخ محمد حسان، والتى أكد فيها أنه قدم مبادرة للإخوان تفيد بأن السيسى قبل التفاوض مع الإخوان لكنهم رفضوا هذا العرض، كما ظهرت شرائط جديدة عبر يوتيوب توضح بعض الحقائق عن التلاعب بالجثث فى اعتصام رابعة العدوية مما يثير الشكوك فيمن ارتكب جرائم القتل بغرض الإثارة ورفع عدد الضحايا من القتلى والتعمد بتصويرهم بكاميرات وعرضها فى وسائل إعلام خارجية وزيادة الضغوط على الحكومة المصرية. 
فى الحقيقة أن مراجعة المواقف التاريخية مهمة للغاية على الأقل للإجلاء عن حقيقة ما حدث فى فض اعتصامى رابعة والنهضة، ونذكر هنا للتاريخ أنه منذ ظهور حركة تمرد واستمارتها المتعارف عليها فإن الشعب المصرى تلقف دعوة تمرد التى كانت تدعو لإسقاط نظام مرسى وإعادة إجراء انتخابات رئاسية مبكرة، مؤكدين على فشل حكومة مرسى داخليًا وخارجيًا والتنصل من وعوده للشعب المصرى بحل جميع الأزمات، بل على العكس فى ذلك تزايدت الأزمات داخليا (الانقطاع الكهربائى - أنبوبة البوتاجاز والغاز - تدهور الحالة الأمنية) وخارجيا (ملف سد النهضة - انخفاض السياحة) وأشهد أنا شخصيا بأنه خلال ٣ سنين قبل ٣٠ يونيو، ومع ظهور استمارة تمرد كنت متواجدًا يوميًا فى الشارع وأقوم بجمع توقيعات وكانت استجابة الطبقات الكادحة والتوقيع على الاستمارة بمثابة أكبر وأصدق استفتاء علنى فى حياة الشعب المصرى، وأكثر الاستفتاءات شفافية، وكان السؤال الدارج من المواطنين عند توقيعهم على الاستمارة: كيف سنستطيع إسقاط مرسى بهذه الورقة؟ وكان الرد بأنه يوم ٣٠/٦/٢٠١٣ سيجتمع الشعب المصرى على قلب رجل واحد وسيسقط النظام رغم أنفه، وفى الحقيقة إن الشعب المصرى أسقط النظام قبل ٣٠/٦ ولنتذكر جميعا على سبيل المثال أن محافظ الأقصر السفاح الذى عينه محمد مرسى لم يستطع دخول مبنى محافظة الأقصر بإرادة الشعب، كذلك وزير الثقافة الذى لم يتمكن من دخول مبنى الوزارة وتصدى له الشرفاء من الأدباء والفنانين والمثقفين ومنعوه هو وميليشيات الإخوان من الاقتراب من مبنى الوزارة حتى وصل الأمر إلى تحطيم جميع مقرات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسية لجماعة الإخوان، ووصل الأمر فى كثير من القرى والنجوع إلى مطاردة عناصر الإخوان ومهاجمة منازلهم، فضلًا عن تحطيم المحال الخاصة بالجامعة، والتى كانت تمول المظاهرات المضادة، كما قام الكثير من الموظفين بمنع الرؤساء فى إطار خطة أخونة مؤسسات الدولة فى فترة حكم مرسى، وعندما سنصل إلى يوم ٣٠ يونيو وقد أعلنها الجيش والشرطة صراحة أنهما منحازان للشعب المصرى وأنهما سيدافعان عن هذا الشعب فى مواجهة ميليشيات الإخوان، ومع ذلك فإن منهج الحكومة فى التعامل مع ميليشيات الإخوان كان منهجًا محافظًا، وكان يعمل ألف حساب لنظرة الغرب دون أى اعتبارات أخرى فحدث الكثير من التهاون، خاصة من الشرطة والجيش، ما أدى إلى تفاقم اعتصامى رابعة والنهضة، حيث أصبحا يشكلان ما يشبه دويلة صغيرة داخل العاصمة، وسمح لعربيات الرمل والأسمنت والحديد المسلح بالدخول لمقر رابعة وبناء ثكنات ودشم ودورات مياه، ومئات من أتوبيسات الرحلات اليومية من جميع المحافظات، وأصبح مقر الاعتصام مكانًا للأكل المجانى والشرب والترفيه، ثم أعقبه تسريب الأسلحة وإنشاء نقط مراقبة من أعلى أسطح العمارات كما تم الاستيلاء على وحدة تصوير تخص التليفزيون، واستمر هذا الوضع لمدة شهر ونصف الشهر والشعب المصرى كله مستفز من تراخى الحكومة لتحرير ميدان رابعة من براثن الإخوان، إذًا عقلية الحكومة ومنهجها كانا لا يتناسبان مع طموحات الشعب المصرى، كان من الممكن معالجة الاعتصام منذ بدايته بقطع الماء والكهرباء عن منطقة الاعتصام، خاصة أن معظم الأهالى تركوا منازلهم من الخوف والرعب من شكل الاعتصام، وكان من الممكن حظر أتوبيسات الرحلات التى تتوافد يوميًا من المحافظات المختلفة، وقد غاب دور الإعلام فى هذه المعركة، خاصة أن معظم من كانوا يذهبون إلى مقر الاعتصام هم من البسطاء والغلابة الطامعين فى وجبات مجانية وهداية وجهاد فى سبيل الله.. ها قد مرت ثلاث سنوات على الحدث ولا يزال منهج تفكير الحكومة متأخرًا عن متطلبات وطموحات الشعب المصرى وأهمها القضايا التى يتداولها الناس يوميا، غلاء المعيشة، ارتفاع الأسعار، محاصرة المواطن المصرى فى فواتير الماء والغاز والكهرباء، وأهم القضايا قضايا الفساد التى أصبحت على عينك يا تاجر، خاصة الفساد فى وزارة الزراعة.