الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

صحف أمريكية: غارات روسيا على "داعش" من إيران تعقد العلاقات مع واشنطن

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اهتمت الصحف الأمريكية، الصادرة اليوم الأربعاء، بالتعليق على الغارة الجوية التي نفذتها روسيا لأول مرة انطلاقا من إحدى القواعد العسكرية في إيران واستهدفت مواقع لتنظيمي داعش و"جبهة النصرة" في مدينة حلب شمال سوريا؛ حيث اعتبرت أن هذا الأمر من شأنه أن يزيد من تعقيد العلاقات المتوترة بالفعل بين روسيا والولايات المتحدة، بعد أن سعى الجانبان مؤخرا للتعاون سويا بهدف إنهاء الصراع في سوريا.
فمن جانبها، قالت صحيفة (نيويورك تايمز) – في تعليق لها بهذا الشأن بثته على موقعها الإلكتروني - إن المسئولين الأمريكيين أعلنوا انهم لم يتفاجأوا بالتعاون العسكري بين روسيا وإيران، لكن بدا مع ذلك أن واشنطن قد أُخذت على حين غرة مما حدث وأنها لم تكن على علم يقينا بنوايا الكرملين، حيث قال مارك تونر نائب المتحدث باسم وزير الخارجية الأمريكي للصحفيين في واشنطن:"إننا نحاول حتى الآن تقييم ما تفعله روسيا حيال سوريا بشكل دقيق".
ونقلت الصحيفة عن محللين سياسيين: إن الترتيب الجديد من شأنه أن يوسع النفوذ السياسي لموسكو في الشرق الأوسط ويسرع من وتيرة التقارب المتنامي في المصالح بين موسكو وطهران.
وأردفت الصحيفة تقول:" إن الاعتزاز بالسيادة لدى الشعب الإيراني هو في الحقيقة شعور عميق في الثقافة الإيرانية بشكل تصدى دوما ووقف أمام أي جهود أمريكية بمحاولة التواجد بشكل أكبر في إيران، فيما أعرب جون ليمبرت، وهو موظف أمريكي سابق في الخارجية وكان ضمن الأمريكيين الذين احتجزوا كرهائن عام 1979 في السفارة في طهران، عن اعتقاده بأن "روسيا تدفع بسخاء للحكومة الإيرانية من أجل هذا الامتياز. ففي إيران اليوم يمكن أن يخلق احتمال كسب الإيرادات الكثير من المرونة في مسألة صناعة القرار في طهران، على حد قوله.
وأخيرا، قالت (نيويورك تايمز) إنه بغض النظر عن أي مزايا تكتيكية من وراء الغارة الروسية، فإن انطلاق الغارة الروسية من إيران تبدو جزءا من خطة أوسع ينفذها الرئيس فلاديمير بوتن لتشكيل ائتلاف للقتال في سوريا وتكون روسيا في قلب هذا الائتلاف. وقد تزامنت هذه الغارة مع الانفراجة التي حدثت مؤخرا في العلاقات بين تركيا وروسيا بجانب المحادثات الأمريكية الروسية حول تعزيز التعاون الثنائي من أجل محاربة تنظيم داعش.
أما صحيفة (واشنطن بوست) فتناولت الموضوع أيضا من زاوية أنه أسهم في تعزيز موطىء قدم روسيا في الشرق الأوسط، وقالت:"إن إيران لطالما منعت الجيوش الأجنبية من انشاء قواعد على أرضها، لكن الغارة الروسية الأخيرة أشارت إلى التحالف الوطيد بين طهران وموسكو الذي من شأنه أن يوسع الوجود العسكري الروسي في المنطقة".
ونقلت الصحيفة، على موقعها الإلكتروني، عن رئيس مجلس الأمن القومي الإيراني على شمخاني قوله:"إن إيران وروسيا تتمتعان بعلاقات استراتيجية قوية ضد الإرهاب في سوريا، وانها تتشاركان المرافق والقدرات لإنهاء الصراع في سوريا".
وقالت الصحيفة:"إنه على الرغم من سعي دول عديدة في المنطقة لتعزيز علاقاتها مع روسيا، إلا أن موسكو لم تحقق تقدما ملموسا في تحقيق طموحاتها في توطيد نفوذ أكبر في منطقة الشرق الأوسط الكبير.لكن سوريا كانت دوما استثناء، فتاريخيا، كانت تحرص سوريا على شراء الأسلحة الروسية ووافقت على استضافة قاعدة بحرية روسية على البحر المتوسط"
وأضافت: "أن طهران، وإضافة إلى الدعم المشترك للرئيس السوري بشار الأسد، شهدت أفضلية إستراتيجية في العلاقات مع روسيا بعد انهيار الاتحاد السوفيتي وشاركتها الرغبة في مواجهة النفوذ الأمريكي من خلال تعزيز التعاون في مجالي الطاقة والتجارة. فضلا عن أن الاتفاق النووي الإيراني مع مجموعة دول (5+1) سمح لروسيا أن تنفذ اتفاقية قائمة منذ سنوات وتقضي ببيع النظام الصاروخي الروسي للدفاع الجوي من طراز اس-300 لإيران".
وأخيرا، أشارت (واشنطن بوست) إلى الانتقاد المتكرر الذي شنته الجماعات الحقوقية ضد كل من روسيا والنظام السوري لغاراتهما المتكررة ضد أهداف مدنية، ومن بينها منازل ومدارس ومستشفيات.بيد أن المسئولين الروس والسوريين رفضوا تماما هذه الانتقادات.
في السياق ذاته، قالت صحيفة (وول ستريت جورنال) إن الغارات الروسية الأخيرة أثارت المخاوف في واشنطن من احتمالية أن يمثل هذا التحرك انتهاكا لقرارات مجلس الأمن الدولي ويهدد بتقويض التعاون الأمريكي مع موسكو بشأن الصراع السوري.
وأضافت الصحيفة أن الغارات الروسية تعد دلالة على تنسيق جديد بين موسكو وطهران لدعم نظام الرئيس بشار، كما أنها أظهرت فشل الولايات المتحدة في جهودها الرامية لإبعاد روسيا عن طرق إنشاء تحالف عسكري وثيق مع إيران.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن قرار الأمم المتحدة رقم 2231 يحظر توريد وبيع ونقل الطائرات المقاتلة إلى إيران دون الحصول على إذن مسبق من مجلس الأمن.
ولفتت (وول ستريت جورنال) إلى حقيقة أن إيران لا تمتلك حدودا مشتركة مع سوريا، لذا فإن الطريق الذي سلكته الطائرات الحربية الروسية خلال رحلتها إلى حلب لم يكن واضحا في الحال منبهة إلى أن القاذفات الروسية طويلة المدى كانت فيما سبق تشن الغارات من الأراضي الروسية البعيدة جدا عن المنطقة.
وقالت إن رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أكد أن حكومته لم تتلق طلبا رسميا من موسكو لاستخدام المجال الجوي العراقي لعبور الطائرات الروسية، غير أنه أكد في الوقت ذاته دعمه لهذه الغارات، وقال:" إنه يشعر أنه من الواجب عليه أن يدعم الضربات العسكرية ضد تنظيم داعش في سوريا، على الرغم من ضرورة مراعاة السكان المدنيين".