الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإخوان والمثلية الجنسية

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
أقامت لجنة العلاقات الخارجية فى مجلس العموم البريطانى جلسة استماع لقيادات الإخوان المسلمين، لاستجلاء علاقتهم بالتطرف فى ضوء التقرير الذى أعدته لندن عن مدى علاقة الجماعة بالتطرف والإرهاب والذى لم يعلن عنه رسميًا حتى الآن.
وحضر من قيادات التنظيم الدولى للإخوان المسلمين إبراهيم منير نائب المرشد للجماعة فى مصر، ومروان مصمودى، مستشار زعيم حركة النهضة فى تونس راشد الغنوشى، وأنس التكريتى رئيس مؤسسة قرطبة ومن أبرز القيادات للحزب الإسلامى (الإخواني) فى العراق، ووالده أسامة التكريتى الرئيس السابق للحزب الإسلامى، كما حضرت سندس عاصم وكانت منسقة الإعلام الخارجى فى مكتب الرئيس المعزول محمد مرسى، وصدر حكم الإعدام بحقها غيابيًا فى مصر.
والمُخزى والمُزرى فى آنٍ واحد، أنك تكتشف إلى أى مدى لا يوجد لهذه الجماعة عقيدة أو مبدأ، وأنها تتكلم بألسنةٍ حداد مع الشعب المصرى وبألسنةٍ أشد حدة عن نظام الحكم فى مصر، فى حين تتكلم كلامًا لينًا يقطر عسلاً وشهدًا عند الإجابة عن أسئلة أعضاء مجلس العموم البريطانى، وهى أسئلةٌ كثيرة طرقت موضوعاتٍ عدة سنعود إليها فى مقالات قادمة.
ولكن أكثر ما جعلنى أشعر بالغثيان فى نهار رمضان وأنا أقرأ تفاصيل هذه الجلسة الأنجلو ـ إخوانية أن مبادئ الجماعة أصبحت كـ«الأستك» تستطيع أن تجعله مرنًا بقدر ما تحقق به هذه المرونة مصالحها دون النظر للعقيدة والتقاليد الشرقية، ولا حتى مبادئ حسن البنا الذى ذهب وترك لنا كل هذه الانتهازية السياسية المتلفحة بعباءة الدين والتقوى والورع. لقد أوحى الإخوان لأعضاء لجنة الاستماع بمجلس العموم البريطانى بأن مبادئ جماعة الإخوان تتسم بالمرونة وقابلة للتفاوض، بدايةً من الشريعة مرورًا بالديمقراطية والمرأة وانتهاءً بالمثليين. 
وأرجو ألا تندهش عزيزى القارئ أو تفتح فمك دهشةً واستغرابًا، أو تعتقد أننى أتحامل على الجماعة، فللأسف هذه هى الحقيقة المُرة والوجه القبيح للجماعة التى لا دين لها ولا مبادئ ولا أخلاق، بل كل مبتغاها عَرَضُ الحياة الدنيا وزينتها، والوصول إلى قصور الحكم وكراسى السلطة الزائلة. 
هل هناك مسخرة أو «استربتيز» سياسى حقير أكثر من هذا. 
هل يليق بجماعة تدعى التدين والتُقى والورع أن تُخضع نصوص الشريعة والاعتراف بالمثليين للتفاوض، هل يفاوض الإنسان على دينه وتقاليده ومبادئه وأخلاقياته، هل أصبحت الشريعة سلعة تُباع وتُشترى فى محلات «هارودز» فى بريطانيا، هل يذهب نائب مرشد مصر وقيادات الجماعة فى تونس والعراق إلى حديقة «الهايد بارك» ليشاركوا فى مظاهرة للمثليين تأييدًا لهم ودعمًا لعدم حصولهم على حقوقهم كاملة فى بلاد الإنكليز؟ من الواضح أن قيادات الجماعة الملعونة ذهبت إلى مجلس العموم، وهى تنوى أن تخلع ملابسها قطعةً قطعة فى مشهد غير مسبوق يندى له الجبين ويُجسد مدى الضعف والهوان الذى وصلت إليه الجماعة، ولكن هل هناك فى جسد الجماعة ما يُغرى أحدًا بالتحرش جنسيًا بها، أو ممارسة المثلية الجنسية معها، وهل توافق الجماعة على ذلك دعمًا لحقوق المثليين فى بريطانيا والعالم أعتقد أن كل خطى الجماعة وخطابها الممحون للغرب عامة والإنجليز خاصةً سوف يقودها إلى وكر الملذات والتهتك على قارعة كل طريق فى أوروبا، اعتقادًا منها أن هذا سيُرضى أسيادهم القدامى من الإنجليز وأسيادهم الجدد من الأمريكان ناهيك عن إسرائيل التى يوجد فى عاصمتها شارع كامل للشواذ أنصح الإخوان بالذهاب إليه للتضامن مع حقوق المثليين هناك. والدليل على دعم الإخوان لحقوق الشواذ أو المثليين أو على الأقل مغازلة الغرب من هذه الزاوية، قيام محمد سلطان ابن القيادى الإخوانى د. صلاح سلطان بالتفاعل الفورى على شبكات التواصل الاجتماعى مع مجزرة الشواذ الأمريكيين التى وقعت فى أورلاندو.
وفى حين أن أحد القساوسة الأمريكان المتدينين ذكر أنه كان يتمنى سقوط عدد أكبر من الشواذ فى هذه المجزرة عقابًا لهم من الرب على فعلتهم التى لا يقرها الكتاب المقدس، إلا أن محمد سلطان الإخوانى ابن الإخوانى كان متضامنًا مع شواذ أورلاندو، فكتب على تويتر: «كلنا أورلاندو».. هل هناك تهتك دينى وأخلاقى أكبر من هذا. 
وقد قام هذا الشاب الإخوانى المتهتك محمد سلطان المفرج عنه صحيًا من السجن فى مصر بزيارة إلى بريطانيا، طاف فيها بعدة معاهد وجامعات ومنظمات إنجليزية، وشارك بعدد من الفعاليات فى لندن حكى فيها للبريطانيين تجربة عامين قضاهما فى المعتقل وصنوف العذاب التى مورست معه منذ فض اعتصام «رابعة»، و٤٩٠ يوما من الإضراب عن الطعام حتى نال حريته. 
وهذه هى آخر الرأفة والعطف واللين مع هؤلاء الأشرار الذين لا يريدون للوطن خيرًا.. تُحسن إليهم فيسيئون إليك وإلى وطنهم، ويقومون بابتذال العواطف والمشاعر فى الغرب بحجة التعذيب الوهمى الذى لا يوجد سوى فى مخيلاتهم المريضة. نحمد الله أن هذا الإخوانى المتهتك لم يدع كما ادعى بعض قادته من الجماعة الممحونة - أن السجانين اغتصبوه فى السجن تمامًا كما هو الحال فى أورلاندو.. وإنه لما كشف.. لقى نفسه حامل..!!.. ولا حولَ ولا قوةَ إلا بالله.