الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

صفاء ونهير والحلفاوي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تابعت دعاوى المقاطعة للدراما الرمضانية، والحمد لله أنها كانت دعاوى محدودة الأثر ولم تؤت ثمارها، فالمقاطعة حق وسلاح مهم يستخدمه المتضرر للتعبير عن رأيه، ولا يمكن لأحد أن يصادر هذا الحق من أصحابه، تمامًا كالحق فى التظاهر والاعتصام وكل أشكال الاحتجاج السلمى، وكاتب هذا المقال كمتظاهر قديم يرى أن الإفراط فى استخدام تلك الأدوات والتلويح بها مع كل شاردة أو واردة يؤثر بشكل سلبى على نجاعة تلك الأداة فى الوصول إلى هدفها. ولذلك أقول إن دعوة مقاطعة دراما رمضان لم تبلغ هدفها وسار المركب حتى اقتربنا الآن من اليوم العاشر والدراما الرمضانية تغطى كل الشاشات المصرية والعربية، ربما كثافة الإنتاج وما يمر به الناس من ظروف معيشية هو ما دعا البعض للاحتجاج، ولكن على الجانب الآخر تبلورت فى سماء إبداعنا عدة أسماء فنية كالذهب، أراهم ثروة قومية بحق، ولولا كثافة الإنتاج ما استطعنا الفرز والاختيار، لا أتحدث عن مسلسل بعينه ولكن أتحدث عن مبدعين تفوقوا على أنفسهم هذا العام الذى أعتبره إعادة اكتشاف لهم، ولا أتكلم عن النجوم المعروفين كعادل إمام أو يحيى الفخرانى، أركز فى هذا المقال للاحتفاء بكاتب السيناريو المؤلف الموهوب، عبدالرحيم كمال، صاحب «ونوس» وغيره، والرهان على كمال فى السنوات المقبلة رهان مضمون لما يمتاز به من عمق فلسفى وبساطة فى الطرح.
أما على مستوى التمثيل والأداء المبهر الساحر، فاسمحوا لى أن أكتب الأسماء التالية بحروف من نور، نبيل الحلفاوى، صفاء الطوخى، أحمد حلاوة، نهير أمين، أعرف أن مساحة المقال تظلمهم كما ظلمهم زمن المقاولات والفساد الذى مضى دون رجعة، ولكن ما بينى وبينهم من ود يغفر لى هذه العُجالة التى أكتب بها، الأسماء الأربعة التى أشرت إليها تفوقوا على أنفسهم هذا العام، وقدموا رسالة واضحة لشركات الإنتاج وللجمهور مفادها أنه مهما حاولت الظروف البائسة أن تهيل التراب على موهبة متوقدة فلن تفلح تلك المحاولة، من نظرة عين يرميها نبيل الحلفاوى فى مسلسل «ونوس» أو صفاء الطوخى فى مسلسل «سقوط حر» يشعر المشاهد أن سهمًا من الإبداع قد اخترق روحه، أما الدكتور أحمد حلاوة صاحب الطلة المتميزة فقد حصل على فرصة رائعة فى مسلسل «القيصر» واستطاع تقديم مباراة راقية فى الأداء معجونة بنار الموهبة.
ومن حق نهير أمين أن أتوقف طويلًا أمام دورها المهم فى «ونوس» والشخصية الجديدة تمامًا عليها كصاحبة ملهى ليلى، نهير التى ثبتت فى ذاكرة المشاهد كنمط يحتفى بالدادة أم عطيات فى «السفارة فى العمارة» تكسر قيود عزلتها وتقول للجميع ها أنا ذا وتنجح بامتياز فى إعادة تقديم اسمها على الساحة الفنية.
أعرف أن هناك الكثير من الأسماء الفنية اجتهدت هذا العام، ولكن أنا أتوقف عند تلك الأسماء تكريمًا لتاريخ من الحصار والتهميش لمواهبهم، وانتصارًا لجيل استطاع المقاومة فى الزمن الرخو الذى ثارت عليه مصر كلها، وبالمناسبة وأنا أعرف ذلك بشكل شخصى أن صفاء الطوخى والحلفاوى ونهير كانوا من أوائل الثائرين والمطالبين بالتغيير قبل أن يمتطى الثورة الأوغاد.
لا أريد لمقالى أن يتحول إلى مقال سياسى ولكن الطبع غلاب، بكل المحبة أشد على أيادى المبدعين المصريين أصحاب القوة المؤثرة الناعمة التى قد تعيد لمصر مكانها على الخارطة، مكانها الذى تستحقه، تحت كل حجر بمصر عشرات المواهب فى مختلف المجالات تحتاج الفرصة للاقتحام والتقدم، أملنا كبير فى كتيبة الكتاب والمؤلفين وهو ما يضع مسؤولية جديدة على أكتاف عبدالرحيم كمال الموهوب ليشد معه من يرى فيهم الأمل، أما الكبار الحلفاوى والطوخى ونهير وحلاوة فلهم من وجدان كل من استمتع بإبداعهم هذا العام كل الحب.