الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

اقتصاد

الفالح يستميل أوبك شيئا فشيئا مرة أخرى للسعودية

 أوبك
أوبك
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ليس من السهل استمالة الملياردير فاجيت الكبيروف قطب صناعة النفط في روسيا أو الاستحواذ على إعجابه لكن وزير الطاقة والصناعة والثروة المعدنية السعودي خالد الفالح فعلها الأسبوع الماضي.
فالدبلوماسية المكثفة التي بذلها الفالح صاحب النبرة الهادئة في أول اجتماع يحضره لمنظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) وخطابة الذي حفل بكلمات وعبارات مثل "الأسلوب الناعم" و"دون صدمات" و"الإجماع" كل ذلك أقنع الكبيروف أن أوبك مازالت تتمتع بالحيوية وليست جثة هامدة.
قال الكبيروف الرئيس التنفيذي لشركة لوك أويل الروسية للطاقة عقب عقد لقاءين منفصلين مع الفالح ووزير النفط الإيراني بيجن زنغنه في فيينا "إن مجرد اتفاق أوبك على إدارتها الجديدة يبين أنهم يريدون استعادة الدور التنسيقي. ستقوم المجموعة بإدارة السوق من جديد."
ولم تتمكن أوبك يوم الخميس من الاتفاق على تحديد مستوى واضح مستهدف لإنتاج النفط إذ رفضت إيران الحد من إنتاجها.
لكن الاجتماع كان هادئا نسبيا وخلا من الاشتباكات المعتادة بين الخصمين السياسيين السعودية وإيران ووعد فيه الفالح بعدم إغراق السوق بالنفط والاستماع لطهران.
وفي حل وسط نادرا ما يتم بسهولة، قررت أوبك بالإجماع تعيين النيجيري محمد باركيندو أمنيا عاما جديدا لها بعد سنوات من الخلافات حول هذا الموضوع. واستقرت أسعار النفط عند 50 دولارا للبرميل يوم الجمعة مرتفعة بنسبة 80 في المئة عن المستويات الدنيا التي سجلتها في يناير كانون الثاني.
وكان الفالح الذي خلف سلفه المخضرم على النعيمي في ابريل نيسان أول وزير من الدول الأعضاء في أوبك يصل إلى فيينا.
وقد التقى بمعظم زملائه من الوزراء على هامش الاجتماع وقضى عدة ساعات مع محللي أوبك المستقلين كما عقد مؤتمرا صحفيا مطولا مع الصحفيين.
وقال الفالح يوم الخميس "إذا كنتم تريدون أن تسموها (أوبك) منتدى للحديث فلا مشكلة لدى في ذلك. لكني أعتقد أنها ستفعل أكثر بكثير من مجرد الكلام. فنحن بصدد التنسيق والتعاون... لتحقيق أهداف السوق."
* سيارة بلا قائد
فاجأت طبيعة الاجتماع الذي عقد يوم الخميس الكثيرين من مراقبي أوبك الذي اعتادوا على لقاءات تتبادل فيها الأطراف الاتهامات.
وكان الرئيس الفعلي للفالح وهو ولي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان قد أحبط خططا للتوصل إلى اتفاق لتجميد إنتاج النفط العالمي في العاصمة القطرية الدوحة في ابريل نيسان.
وقال الأمير محمد إن الرياض لن تقر هذا الاتفاق - الذي كانت ستشارك فيه روسيا غير العضو في أوبك - إذا لم تشارك فيه إيران وذلك رغم إصرار طهران على أنها تريد استعادة نصيبها من السوق بعد رفع العقوبات الدولية المفروضة عليها في أوائل العام الجاري.
وقال مصدر مطلع على ما يدور في دوائر رسم السياسات في السعودية "بعد الدوحة بدأت أسواق النفط تبدو وكأنها سيارة بلا قائد."
وقال مصدر غير خليجي في أوبك إن الرياض تدرك أنها بحاجة لوحدة أوبك لأن الحرب التي تخوضها المنظمة من أجل حصتها من السوق على المنتجين ذوي التكلفة المرتفعة مثل منتجي النفط الصخري في الولايات المتحدة استغرقت وقتا أطول مما كان متوقعا عندما تم التخطيط لها في عام 2014.
وقال جار روس مؤسس بيرا للاستشارات في الولايات المتحدة الذي جاء إلى فيينا مع مراقبي أوبك ومحلليها لحضور الاجتماعات إنه بعد ما حدث في الدوحة "أدرك السعوديون أنهم لا يريدون تبديد عشرات السنين من تاريخ أوبك وقرروا أن يكونوا أكثر تعاونا."
وقالت أمريتا سن التي جاءت إلى فيينا أيضا "من المؤكد أن السعوديين قرروا تغيير الأسلوب بعد الدوحة لأنهم خشوا أن يكون الناس قد بدءوا يتشككون في حيوية أوبك. وأعتقد أن هذا النهج الأكثر نعومة سيستمر."
ويسلم الفالح بأن الرياض أدركت أنها تحتاج أوبك.
فقد قال يوم الخميس "الأسواق يمكنها أن توازن نفسها في النهاية لكن وكما شهدنا عندما نعتمد على الأسواق وحدها يكون الأمر في غاية الإيلام للجميع."
وأضاف "أعتقد أن الإدارة بالأسلوب التقليدي الذي جربناه في الماضي قد لا تحدث مرة أخرى... لن نقر تحديد سعر مستهدف لنفط أوبك... وإنما تنسيق الإستراتيجيات ومحاولة فهم ما يمكن لكل منا أن يفعله أو ما لا يمكن أن يفعله."