الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

صراع القوى السياسية الليبية وحكومة الوفاق الوطني "2"

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وكما خلف الصراع على السلطة فى ليبيا تقسيمًا جغرافيًا وإداريًا، فإن هذا الوضع أنتج صراعًا عسكريًا داميًا، فلكل طرف سياسى جناح مسلح يخضع لسيطرته، وقوات عسكرية أخرى موالية له، وفيما يلى توضيح لأبرز نقاط المواجهة الساخنة على الأراضى الليبية.
المنطقة الغربية: ١
يدور فيها صراع بين قوات «فجر ليبيا»، وهو مكون مسلح يوالى «المؤتمر الوطنى»، وبين «غرفة عمليات الجيش» التابعة لمجلس النواب المتحالفة مع «كتائب مدينة الزنتان».
وقوات «فجر ليبيا»، التى تديرها غرفة ثوار ليبيا (ائتلاف من الثوار الذين قاتلوا نظام العقيد معمر القذافى عام ٢٠١١) من العاصمة طرابلس، تسيطر على كامل مدن الساحل الليبى من بعد مدينة سرت شرقًا، إلى منفذ «رأس جدير» الحدودى مع تونس غربًا، مرورًا بالعاصمة طرابلس، إضافة إلى اقتسامها السيطرة على مدن «الجبل الغربى»، مع القوات المناوئة لها.
وخاضت قوات «فجر ليبيا»، العديد من المعارك عام ٢٠١٤، قبل أن ينتهى بها الأمر للسيطرة على العاصمة، فى أغسطس ٢٠١٤، بعد أن طردت ما تسمى بـ«كتائب مدينة الزنتان» منها، ولا زالت تتجدد المعارك فى تلك المنطقة بين الحين والآخر.
أما عن الطرف المناهض لقوات «فجر ليبيا»، فى غربى البلاد، فهو «غرفة عمليات الجيش الليبى»، وهى غرفة مستحدثة من قبل الجيش المنبثق عن مجلس النواب المنعقد فى طبرق، وتتألف من «كتائب مدينتى الزنتان ورشفانة»، وتسيطر على بعض مدن «الجبل الغربى»، مثل الزنتان والرجبان، إضافة إلى سيطرتها على مراكز عسكرية، من أبرزها «قاعدة الوطية الجوية» (١٧٠ كلم غرب طرابلس).
ويدور القتال، حاليًا، بين القوتين (فجر ليبيا وغرفة جيش مجلس النواب) فى قرى «زلطن»، و«رقالدين»، و«الجميل»، و«العجيلات»، و«العزيزية»، و«بئر الغنم»، و«الكسارات»، وكلها تشكل خط تماس، حيث تقع تلك المناطق متفرقة بين المدن الساحلية، والطرق الصحراوية، جنوبى المدن الساحلية.
المنطقة الشرقية: ٢
تتوزع بؤر التوتر والمعارك فى مناطق الشرق الليبى، على ثلاث مدن، وهي: بنغازى، ودرنة، وأخيرًا أجدابيا، التى دخلت على خط التوتر حديثًا.
ويحتدم الصراع فى مدينة بنغازى، بين قوات «الجيش الليبى» المنبثقة عن مجلس النواب، بمساندة مسلحين من أهالى المدينة من جهة، و«مجلس شورى ثوار بنغازى»، وتنظيم «داعش»، الذى أعلن عن تواجده فى المدينة قبل نحو عام، من جهة أخرى. وبدأت تلك المعارك فى ١٦ مايو ٢٠١٤، وهو تاريخ إطلاق الفريق خليفة حفتر، لعملية عسكرية، سميت «الكرامة».
وفى ١٦ مايو ٢٠١٤، دشن خليفة حفتر، الذى كان وقتها لواء متقاعدًا العملية العسكرية التى سميت «الكرامة»، ضد تنظيمى «أنصار الشريعة» و«كتائب الثوار» (قاتلت النظام السابق)، بذريعة أنهما يقفان وراء تردى الوضع الأمنى فى بنغازى، وسلسلة الاغتيالات التى شهدتها المدينة فى ذلك الوقت.
واعتبرت أطراف حكومية آنذاك، عملية «حفتر»، بأنها «انقلاب على الشرعية كونها انطلقت دون إذن من الدولة»، لكن بعد انتخاب «مجلس النواب» فى يوليو ٢٠١٤، أبدى المجلس، دعمه للعملية التى يقودها «حفتر»، وترقيته لمنصب القائد العام للقوات المنبثقة عن المجلس.
معارك مزدوجة: ٣
أما فى مدينة درنة، التى لا وجود بها منذ سقوط نظام معمر القذافى فى ٢٠١١، لأى تواجد حكومى عسكرى أو أمنى، فإن المعارك بدأت هناك بعد إطلاق قوات «جيش مجلس النواب»، عملية عسكرية ضد «مجلس شورى مجاهدى درنة».
وشهدت المدينة صعودًا متسارعًا لـ«تنظيم الدولة»، الذى سيطر على المدينة لمدة تجاوزت السنة، ثم طرد منها على يد «مجلس شورى مجاهدى درنة»، إثر اشتباكات عنيفة، حيث ما يزال الأخير يسيطر على المدينة منذ أربعة أشهر.
وتدور المعارك حاليًا فى درنة، بين مقاتلى «تنظيم الدولة»، و«مجلس شورى مجاهدى درنة»، فى منطقتين إحداهما داخل المدينة، والأخرى فى ضواحيها، إضافة إلى معارك أخرى تدور بين «المجلس»، وقوات «الجيش الموالى لحفتر»، وذلك فى الضواحى الشرقية للمدينة.
أما فى مدينة أجدابيا، شرقى البلاد، التى دخلت على خط المواجهات حديثا، ففى ١٥ ديسمبر الماضى، أطلقت القوات الموالية لحفتر، عملية عسكرية فيها على غرار عملية «الكرامة»، التى أطلقتها فى بنغازى، منتصف العام ٢٠١٤.
المنطقة الوسطى: ٤
هناك معارك أخرى متقطعة تدور فى منطقة «الهلال النفطى»، شرقى البلاد، بين «قوات حرس المنشآت النفطية»، التابعة للحكومة «المؤقتة» المنبثقة عن مجلس النواب، وبين مسلحى «تنظيم الدولة»، الذين شنوا عدة هجمات على الحقول النفطية، فى محاولة للسيطرة عليها.
المنطقة الجنوبية: ٥
تطغى على هذه المنطقة السيطرة القبلية فمعظم المعارك، التى اندلعت فيها، كانت لأسباب قبلية صرفة، وباستثناء القوة التابعة لمدينة مصراتة، والتى تسيطر على مدينتى سبها والجفرة، فإن كامل مناطق الجنوب الليبى تتخذ موقف الحياد من العمليات العسكرية فى الشمال.
ولكن إجمالًا فإن حضور القوات الموالية لحكومة الإنقاذ التابعة للمؤتمر الوطنى فى طرابلس، أكبر وأهم. وتنشب من حين لآخر فى هذه المنطقة معارك بين قبيلتى «التبو» و«الطوارق»، توقع قتلى وجرحى من الطرفين.