الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

محاولات البناء رغم حادث الطائرة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يكشف حادث طائرة مصر للطيران عن استمرار المحاولات لحصار مصر وخنقها، ويكشف عن استمرار حرب الاستنزاف التى تم إعلانها على مصر منذ بيان ٣ يونيو الذى قرر بوضوح طريقا جديدا للبلاد، يختلف هذا الطريق عما كان مخططًا له والذى كان يهدف للوصول بمصر إلى حالة من التشظى والاحتراب الأهلى وهو ما يخدم خارطة الشرق الأوسط الجديد، نماذج العراق وسوريا واليمن وليبيا وغيرها ليست بعيدة عن ذلك المخطط، المؤكد هو أن مصر كانت الجائزة الكبرى لدول العدوان. صحيح الإرهاب يضرب فى كل بقعة فى العالم، ولكن لا يمكن تجاهل بديهيات أساسية فى نشأة منظمات الإرهاب وتسليحها وتمويلها، فى البدء كانت القاعدة وزعيمها أسامة بن لادن الذى كان صناعة أمريكية خالصة تم تشكيله فى السى أى إيه بهدف وقف الزحف السوفيتى فى أفغانستان، ولأن اللعب مع الثعابين السامة غير مضمون العواقب، كان لابد لأحداث ١١ سبتمبر أن تكون صفعة حاسمة، الأمريكان لم يتعلموا الدرس رغم فداحة كارثة سبتمبر، فقاموا بفتح بيتهم الأبيض ليكون ملاذًا للإخوانجية وتكون وزارة خارجية أمريكا هى منصة القصف السياسى لأى دولة تحاول البناء وتجنح إلى السلم. بريطانيا وفرنسا وشمال أوروبا شركاء فى جريمة تنمية الإرهاب والإرهابيين، يكفيك جولة فى أحيائهم الهامشية لتعرف كيف تم منح الجنسية لكل الهاربين من بلادهم بعد اتهامهم فى جرائم إرهابية، التسعينات وما يخص واقعنا المصرى، كانت الجرائم المتوالية من عناصر الجماعة الإسلامية وكانت لندن هى المخبأ العلنى لهم، لم يشفع قانون دولى ولا إنتربول ورأينا هناك ما يسمى بالمراكز البحثية الإسلامية وعلى رأسها إرهابيون مازالت دماء الضحايا تغطى أياديهم، لذلك كما ذاقت أمريكا والإنسانية مرارة ١١ سبتمبر، نصحو بين الحين والآخر على كارثة فى أوروبا. هل من المنطقى بعد تمدد داعش وإعلان تنظيمه كدولة أن يقف العالم كله ذلك الموقف المتخاذل والذى يرى حسبما صرح أوباما نفسه أن القضاء على داعش يحتاج عشرين عامًا؟، هل من المنطقى أن منظمة الأمم المتحدة بجلالة قدرها عندما أرادت إجراء مفاوضات بين النظام السورى ومعارضته أن تأتى على المنصة بإرهابى محترف اسمه علوش؟.. إنها حالة الجنون المنظم والتى يأتى فى سياقها تلك الكوارث التى نشهدها فى المحيط المصرى يوما بعد يوم. من الطائرة الروسية فى سيناء إلى الطائرة المصرية فى البحر المتوسط إلى خلايا عنقودية تضرب كلما تمكنت، محاولات متواصلة لوقف عجلة الزمن والرجوع بنا إلى سنة سوداء عشناها فى كنف تنظيم الإخوان كحكام لنا، المؤكد هو أن الرجوع بالزمن صار ضربًا من المستحيل وأن البوصلة تشير إلى التقدم للأمام مهما كانت الصعاب سواء كانت تلك الصعاب صناعة خارجية أو حتى جيوبا داخلية لم تعرف معنى المستقبل والوطن. ستتواصل التحقيقات فى لغز الطائرة المصرية وسيتم استهلاك الوقت فى تفنيد أسباب سقوط الطائرة، وبينما تأخذ حرب الاستنزاف تلك مسارات وتعرجات نرى بوضوح أن مصر تمشى بخطى ثابتة نحو البناء رغم عراقيل الحصار، كل ما هو مطلوب من الشعب المصرى الذى يتابع تلك الأحداث الدرامية المتسارعة أن يزداد إيمانه بقدرة بلاده على البناء والنمو، وليتذكر أن حائط الصواريخ الذى أقامته مصر عقب نكسة ١٩٦٧ تم ونحن فى أصعب الظروف وما أشبه الليلة بالبارحة، تزداد الظروف تعقيدًا وعلى خط مواز يزداد الإصرار على البناء والانتصار، لن ألتفت – مؤقتًا – إلى مطلب هنا أو ثغرة هناك، وذلك اقتناعًا بشراسة المعركة التى تدور رحاها بهدف كسر مصر وتركيعها وإخضاعها لما كان مرسوما لها من انهيار شامل، لنزرع الأمل ونحاصر سنوات الخراب وننتصر.