الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"كفى عبثًا".. سوية وراء القائد والعمل الجاد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سأكتب اليوم أفكارًا وكلمات ستغضب الكثيرين، من أجل تحقيق أهداف عملية على أرض الواقع بعيدًا عن الشعارات التي تنافق الشباب حينما يختارون طريق التمرد من أجل فكر جامح.
لا يا سادة، إننا نجتاز مرحلة بالغة الخطورة اقتصاديا وسياسيا وإلى حد ما أمنيا، ويجب علينا نظرة إلى أنفسنا تعطى الأولوية للانضباط، وأن ننظر نظرة احترام للقائد الذي اخترناه وانتخبناه ديمقراطيا ليقود شعبا استجاب القائد إلى أوامره بأن ينزل الجيش إلى الشارع ليضرب بيد من حديد تنظيمًا اعتدى على الحريات والشرعية واستقلال القضاء واعتدى كذلك على الجيش والشرطة.
من حق المشير عبدالفتاح السيسى أن نقول له: «شكرا» ثم نقف صفا واحدا وراءه، ونختار كلماتنا حينما ننتقده وألا نبالغ في الاعتياد على سماحته.
وتبقى قضية حياتية حول «العمل»، ولنقلها بصراحة صادمة: نحن لا نعمل أو لا نعمل بالقدر الكافى، نريد أن نتسلم مرتباتنا ثم نذهب في سبات عميق.
نريد أن ننظر إلى «العمل» كواجب مقدس يبرر ما نتقاضاه وأنه بمثابة رياضة ذهنية وبدنية تنشط خلايا الجسم والعقل. ولننظر حاليا إلى حالة مجتمعنا وعدم الاستقرار، أما الصدامات والصراعات فيجب أن نقيّمها بموضوعية حازمة لا تعرف التنازلات.
ولنضرب مثلا؛ بعض الاعتقالات الصحفية لعناصر اختارت أن تلجأ إلى نقابتها واختارت الشرطة أن تدخل إلى بيت الصحافة وأن تعتقلهم، وارتفعت الأصوات مطالبة بحرية الصحافة، ولكن في نفس الوقت اختلطت الأوراق.
فمن ناحية يمكن أن نقول إن الصحفيين من حقهم اللجوء إلى نقابتهم، ولكن حينما تكون هناك إجراءات من جانب النيابة بسبب التحقيق في قضايا معينة فعلى نقيب الصحفيين أن يرافق من اتهم من الزملاء ومعهم محامى النقابة للتقدم إلى جهات التحقيق للرد والدفاع عنهم، لقد اختار كثير من الزملاء لغة المزايدة واختار البعض من العقلاء مثل الأستاذ مكرم محمد أحمد بروح المسئولية والوعى وتجربته الطويلة لغة متوازنة توفق بين احترام القانون وحرية الصحافة، ونفس اللغة المتوازنة استعملها الإعلاميون البرلمانيون مثل رئيس جهاز مدينة الإنتاج الإعلامي الأستاذ أسامة هيكل والكاتب الكبير الأستاذ عبدالرحيم على رئيس مجلس إدارة جريدة البوابة، وحينما سنذهب دائما إلى اللغة المتوازنة سنوفر على أنفسنا لغة الصدام والصراع.
وما حدث في نقابة الصحفيين يحدث في مواقع أخرى في الجامعة والنقابات والمصانع، نريد أن نعطى الأولوية المطلقة إلى العمل والإنتاج وإلا نعطى المكان الأول إلى لغة الشعارات والمزايدات بالكلمات التي ترضى «الأنا».
ولكن هل لى أن أضيف على مسئوليتى اقتراحا: «لماذا لم يبادر وزير الداخلية عبدالغفار وأنا أعرف هدوءه وتعقله بلقاء مع بعض عقلاء الإعلام مثل المفكر مكرم محمد أحمد ورئيس مدينة الإنتاج الإعلامي أسامة هيكل والأستاذ عبدالرحيم على رئيس مجلس إدارة البوابة؛ بحثا عن مصالحة بين القانون وحرية الصحافة حتى لا نفتح الباب على مصراعيه أمام المغامرين الذين يريدون شرا وصورة قميئة لبلدنا.
عودة إلى الكلام عن العمل وأهمية النماذج التي يمكن أن نقدمها للقارئ، وأعتقد أن النموذج الأمثل بالنسبة لى هو ما يتم عمله الآن على أرض المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والذي يرأسه بوعيه وشخصيته المنفتحة على العالم أجمع الدكتور أحمد درويش، وحينما التقى في باريس مع عدد هائل من رجال الأعمال قبل زيارتهم مع الرئيس الفرنسى إلى مصر كان التقدير والإعجاب والتوافق بين آرائهم وأفكارهم كاملا.
والدكتور درويش لديه فكر متقدم في تخيله للمطلوب لكى تتغير قواعد العمل في المجتمع، ويقولها بصراحة «لما أحب أغير من نفسى بيكون صعب ولكنه شيء ضرورى حتى نتواكب مع الآخرين، أوروبا كلها تتغير كل عدة سنوات وهناك تضحيات وصبر من أجل بناء أي وطن، استخدام التكنولوجيا يعد تغيرا وتغير نمط العمل وأسلوبه للأفضل يكون صعبا ولكنه ضرورى».
وأشار الدكتور درويش في مؤتمر صحفى أخير إلى أن هناك عددا من المستثمرين الراغبين في الاستثمار في المنطقة، وأن ذلك يعد مؤشر ثقة في الأوضاع الداخلية المصرية، كما وضح أن الهيئة لديها استقلالية في اتخاذ القرار بعيدا عن تدخل الوزارات والجهات الحكومية بالدولة، وأكد الدكتور درويش مرة أخرى أن المنطقة واعدة وجاذبة للمستثمرين ومن الممكن في المستقبل أن تزيد مساحتها على المساحة الحالية التي تبلغ ٤٦١ كيلو مترا مربعا والتي تضم أربع مناطق اقتصادية: شرق بورسعيد وغرب القنطرة وشرق الإسماعيلية والعين السخنة.
إذن نحن مع الدكتور درويش أمام نموذج مطلوب ونادر لأسلوب العمل الأمثل لكى يتقدم مجتمعنا ويلحق بركب التطور والتقدم العالمي.