الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

المصريون بالخارج يظهرون معدنهم الأصيل.. أطلقوا حملات لدعم الجنيه والتصدي للمؤامرة على الاقتصاد.. مغتربون: سندعم بلدنا بـ100 دولار شهريًا.. وخبراء: مطلوب ويجب ضبط السياسة الاقتصادية

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"باديك يا مصري أنقذ اقتصاد بلدك" حملة جديدة من نوعها في حب مصر ينادي القائمون عليها بدعم الجنيه المصري لدعم الاقتصاد المصري من خلال دعوة عامة للمصريين المغتربين بالخارج لتحويل أموالهم إلى مصر.
يأتي هذا بالتزامن مع العديد من الحملات التي نظمتها الجاليات المصرية بالخارج لدعم الاقتصاد المصري من خلال العديد من الآليات مثل تحويل 100 دولار شهريا إلى مصر.
وهو ما يطرح تساؤلات حول تلك الحملات والجدوى الاقتصادية منها ومدى إمكانيتها في تحقيق أهدافها بصورة عامة.
حاورت البوابة نيوز في البداية عددا من العمالة المصرية بالخارج لمعرفة آرائهم حول المبادرة.
حملة دعم الجنيه المصري:
عند إطلاق الحملة على صفحتي لم اتوقع حجم الدعم والتجاوب ففي خلال ٣ أيام وصلت المشاركات للحملة إلى ٣٣٠٠ مشاركة من المصريين من جميع أنحاء العالم هكذا يقول محمد سعد، أحد المغتربين بالسعودية، مطلق حملة دعم الجنيه المصري وصاحب أول توكيل من المصريين بالخارج للرئيس السيسي ايام المعزول، قائلا: إننا كمغتربين غير منتمين إلى أي كيانات قلقين على مستقبل مصر ونحن أكثر هما بها لأننا مغتربون ونفهم معني وطن لبعدنا عنها ونظرا لما لاحظناه بالخارج من تحريض الإخوان وأعوانهم لوقف التحويلات لمصر وجمعهم العملات من المغتربين بأسعار خرافية لإغرائهم بالتعامل معهم حيث يجمعون العملات خارج مصر ويتم الدفع للمغترب في مصر بالجنيه بواسطة عملائهم بمصر فجاء قرار إطلاق حملات دعم الجنيه قائلا هذا الفعل جاء ردا على فشلهم في دمار مصر بالإرهاب أو بالتفجيرات فوجدوا أن تدمير الاقتصاد يفوق ضرر التفجيرات وأيضا يؤدي إلى إلهاب الأسعار على الشعب وبالتالي يزيد الاحتقان ويثورون على الدولة لافتا إلى ضرورة غلق شركات الصرافة لأنها أول أداة لتحويل الدولار.
وأضاف سعد ولأننا مصريون ولسنا إخوان فإنه حق علينا أن نقف ضد هذا المخطط الاجرامي ونتصدي له فكما أن هناك جنودا تحارب إرهاب بالداخل فواجب علينا أن ندافع نحن عن مصر بالخارج.
وأضاف أن فكرة التحويل لمصر ليست جديدة، ولكن ما فكروا فيه هو أنهم لن يطالبون أحد بالتبرع لمصر لأننا لا نتسول ولكننا سندعو الناس للتحويل لذويهم بمصر واستبدال العملات من البنوك بدلا من شركات الصرافة التي يسيطر عليها الإخوان فما سيضحي به المغترب في هذه الحملة هو الفرق بين سعر الصرف بين البنوك وبين شركات الصرافة الخارجية وهذه الفكرة جاءت بهذه الطريقة لأن هناك من يتقول أن الدولة تتسول وهذا ما لا نقبله على مصر وهنا لن يخسر المغترب شيئا من رأس ماله لأن هبوط سعر الدولار سيؤدي لثبات الأسعار التي لو ارتفعت فستأكل أي زيادة تحصل عليها في سعر الصرف وأيضا ستؤدي إلى انعاش الاقتصاد بشكل عام الذي يعتمد على العملة الصعبة في عملياته.

"أي شيء يخدم مصر ويغيرها احنا معاه وبنشجعه بكل قوتنا واللي نقدر عليه وأي فكرة زي كده بندعمها ونسوق ليها من خلال الاتحاد العام للمصريين بالسعودية وبين أعضاء الاتحاد في جدة والرياض وكل مدن المملكة"، هكذا استهل المهندس سراج صلاح، مغترب مصري بالسعودية، حواره مشيدا بحملة "بأيدك يا مصري"، لافتا إلى أن هناك حملة تحويل للدولارات شهريا لمصر لدعم الاقتصاد المصري الذي يعاني من أزمة في العملة الصعبة.
ولفت سراج إلى أن هناك اتجاها عاما من المصريين داخل السعودية لدعم الاقتصاد الوطني من خلال تنفيذ العديد من المشروعات التنموية والعمل على خدمة مصر من خلال تدعيم الاقتصاد المصري، لافتا إلى أن التحركات تأتي من خلال الاتحاد العام للمصريين بالسعودية. 
وأضاف سراج أن الاتحاد يتبع العديد من السياسات التي من بينها دعم الجنيه المصري، حيث بدأ ذلك منذ بداية الأزمة التي يتعرض لها الدولار منذ نحو 5 أعوام، علاوة على تدشين العديد من الحملات التي تدعم التنمية للقري داخل مصر، فهناك العديد من المشروعات التنموية لقري مصريه في العديد من المحافظات مثل محافظة الغربية والمنوفية بتمويل ابناء الخارج ومن خلال جهود ذاتية خالصة لأبناء الخارج وعمل أبناء الداخل على الأرض. 
وأشار سراج إلى أن هناك العديد من العمل على الأرض حيث قدم الاتحاد مشروع لوزارة الخارجية وللسفارة المصرية للمشاركة في بناء العاصمة الإدارية الجديدة بدعم أبناء الخارج، كما سبق أن تقدم الاتحاد بمشروع خاص باستصلاح نصف مليون فدان قمح بتمويل أبناء الخارج أيضا في شكل أسهم مثلما حدث مع مشروع تنمية محور قناة السويس.
ومن جانبه أشار عمرو مدبولي، مغترب مصري بألمانيا يعمل على تحضير رسالة الماجستير، أن تلك المبادرة لن تنجح في تحقيق جديد أو إضافة إذا لم يكون هناك أمن وأمان داخل مصر لافتا إلى أن تحقيق الأمن سيعمل على جذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر بصورة كبيرة ولاسيما أن مصر دولة خصبة بالمقومات التي تجذب المستثمر الأجنبي إذا كان هناك أمان داخل البلاد، مضيفا أنه يجب كذلك التركيز على عمل المشروعات التي توجد بيئة خصبة للاستثمار وتعمل على تحقيق التنمية داخل البلاد أما تنفيذ أي حملات منفردة بدون وجود ضوابط لن يثمر عن تحقيق جديد.
كان من الضروري معرفة الجدوى الاقتصادية من الحملة التي تم إطلاقها من خلال عدد من الخبراء في مجال الاقتصاد. 

آراء خبراء اقتصاد:
طالب الدكتور رشاد عبده خبير الإقتاد الدولي ورئيس المنتدي المصري للدراسات الاقتصادية المصريين بالخارج بضرورة العمل على تقديم يد العون لبلدهم مصر من خلال تحويل الدولار لافتا إلى أن المشكلة أنه يكثير مثل ذلك النوع من الحملات ولكنها لا تؤدي الدور المطلوب منها لعدم اهتمام المصريين بالخارج لها أو الإلتفات إليها مستنكرا ذلك التصرف من المصريين بالخارج تجاه وطنهم الأم مصر.
وأشار عبده إلى أن هناك أعداد كبيرة من المصريين العاملين بالخارج الذين يمكنهم تحويل العملة الصعبة إلى ذويهم لحاجتهم إليها في المدارس والجامعات وغيرها من أوجه الأنشطة بحيث يتم دعم مصر والعمل على اجتياز أزمة نقص الدولار.
قال الدكتور مصطفى النشرتي، أستاذ التمويل والاستثمار، بكلية الإدارة بجامعة مصر الدولية، أن المبادرة التي تم إطلاقها عبارة عن دعم معنوي للاقتصاد الوطني المصري ولكنها نحتاج إضافة إلى ذلك الدعم تقديم حل داخلي لأزمة الدولار.
وأضاف: نحن بحاجة إلى حكومة لديها رؤية إستراتيجية ورؤية اقتصادية لتقديم حلول كلية وتجاوز أخطاء السياسات والقرارات الاقتصادية الخاطئة التي وضعها البنك المركزي والتي من بينها تدخل البنوك لوضع حد أدنى وأقصى للإيداع والسحب من البنوك ما أسفر عنه تقليل العرض والطلب على الدولار، مضيفا أنه كان يجب البنوك المصرية بالخارج من البداية شراء الدولار بسعر مناسب حتى لا تترك الفرصة لشركات الصرافة المجهولة وغير الملتزمة بضوابط السوق بالإستيلاء على الدولار وتوجيهه وهو ما تسبب في تدني نسبة الدولار المحول من المصريين العاملين بالخارج والذي كان يصل إلى 25 مليار دولار وتدنت نسبته ليصل إلى 19 مليار دولار فقط وأصبحت 6 مليار دولار غير موجودة في السوق المصري بسبب شركات الصرافة المجهولة.