الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

دموع القائد في عيد الشرطة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
مشاهد عديدة أثارت شجونى وأفراحى فى احتفالات الشرطة بعيدها التى حضرها الرئيس السيسى فى أكاديمية الشرطة منذ أيام، ليشارك أبناء وزارة الداخلية احتفالهم.
المشهد الأول الذى ألهب مشاعر المصريين فى حضور الرئيس كان لحظة تكريم أسر الشهداء ومنحهم الأوسمة بقرار من رئيس الجمهورية، عرفانًا وتقديرًا لعطاء ذويهم وتضحياتهم بأرواحهم، كم كانت المشاعر صادقة من القائد، وهى مشاعر جميلة ونبيلة، وهو يتحدث مع كل أسرة شهيد بأدبه الجم، ودماثة خلقه وتواضعه الشديد، وكم كان المشهد مؤثرًا على قلب الرئيس، وهو يحتضن طفلاً رضيعًا يحنو عليه بيديه، لدرجة أننى رأيت دموع القائد، وهو يشاهد أسر الشهداء وهم يحملون أطفالهم بعد استشهاد عائلهم ضابطا أو أمين شرطة أو فردا أو جنديا.
أما المشهد الثانى، فكان عندما بدأ الرئيس فى إلقاء خطابه، وفى أدب جم طلب من أسر الشهداء أن يصعدوا إلى المنصة ليكونوا بجوار القائد، وهو مشهد يؤكد رعاية الرئيس لكل أسر الشهداء والتواصل الدائم بين كل فئات الشعب، ولم يكن غريبًا أن يعاهد الرئيس أسر الشهداء بكل صدق وإخلاص على الثأر للشهداء والوفاء لأسر الشهداء، حتى إنه أقسم برب العباد بأننا لن ننسى أبناءنا الشهداء، ولن تضيع دماؤهم هدرًا.
أما المشهد الثالث، فكان فى كلمة الأب الذى فقد ثلاثة من أسرته على أرض سيناء الطاهرة، اثنان من أبناء القوات المسلحة استشهدا فى ١٩٦٧ و١٩٧٣، والثالث كان نقيب الشرطة الذى التحق بكلية الطب نظرًا لتفوقه، ثم قدم استقالته والتحق بكلية الشرطة، لأنه تمنى أن يدافع عن أمن بلده، وتحقق حلم البطل واستشهد فى مواجهة الإرهاب الخسيس فى سيناء، ولم يتمالك القائد نفسه، ورأيت دموعه فى المرة الثانية.
وأكد الرئيس أن الأمن هو الركيزة الأساسية لتحقيق التقدم والتنمية على جميع الأصعدة السياسية والاقتصادية، وأن ما قدمه الشهداء ثمن حياة ٩٠ مليون مصرى كى يعيشوا فى أمن وسلام، ودعا الجميع ليشاهدوا الثمن الذى يدفعه أبناء مصر لكى تعيش مصر.
وقال الرئيس: «خلال العامين الماضيين رأيتم حجم المعاناة والشهداء، وأقول للمصريين إن ما دفع من أجل السلام والاستقرار كان كبيرا، خلوا بالكم من بلدكم من أجل هؤلاء الشهداء، والدم الذى دفع، فهؤلاء الشهداء سقطوا كى نعيش».
وفى كلمته خلال الاحتفال بعيد الشرطة، أكد اللواء مجدى عبدالغفار، وزير الداخلية «أننا سنظل إلى جانب أشقائنا بالقوات المسلحة فى خندق واحد نتصدى للإرهاب».
وأضاف: «إنه يوم نسترجع فيه من ذاكرة التاريخ وحاضر الأمة أياما خالدة لبطولات عظيمة يسطرها رجال الشرطة المصرية كل يوم بأحرف من نور، وهم يخوضون أشرف المعارك، ويجودون بأرواحهم الطاهرة من أجل عزة وكرامة وطنهم وسلامة شعبهم وأمانهم، أياما علموا فيها المعتدى الغاصب معنى وقيمة الدفاع عن الأرض والعرض والإيمان بالله، وأعطوا دروسا فى الوطنية والفداء، فنال ما قدموه من تضحيات جسام احترام وتقدير الشعب، إنها ليست ذكرى تتجدد فيها أسمى معانى التضحية فحسب، بل تتواصل من خلالها مسيرة أجيال متتالية تضرب أروع الأمثلة من أجل ترسيخ دعائم الدولة، ومواجهة أى محاولات للعبث بمقدراتها أو النيل من سلامة بنيتها الاجتماعية واستقرار وسلامة أراضيها».
والحمد لله مر يوم ٢٥ يناير ٢٠١٦ بخير وسلام على شعب مصر بفضل قوة ويقظة القوات المسلحة والشرطة، وكانت هناك ٤ حوادث إرهابية فى ذكرى ٢٥ يناير ٢٠١٦.. إرهابى فى كرداسة، واثنان فى السادس من أكتوبر، وإرهابى فى بنى سويف، وتم القضاء عليهم بفضل يقظة رجال الشرطة.
ومشهد الاحتفال بعيد الشرطة فى ٢٥ يناير ٢٠١٦ كان مشهدًا رائعًا تخلله تواصل إيجابى بين رجال الشرطة والمواطنين، ومشاعر إنسانية تجلت فى تبادل الزهور والأعلام، وأكد أن الحشد للاحتفال أو التظاهر إنما هو للشعب الذى خرج فى معظم محافظات مصر رغم البرودة الشديدة، ليحتفل بالثورة وبعيد الشرطة، ويقدم الورود لأولاد مصر من ضباط وجنود وأفراد الشرطة، ومثل ما قال الرئيس: «الوطن اختطفته جماعة، واستطاع الشعب المصرى أن يسترد وطنه بعدما أضحى مدركا لما كان يخطط ويدبر له من مكائد لإسقاطه».
إن ما حدث فى يوم ٢٥ يناير ٢٠١٦ يؤكد أن تنظيم الإخوان الإرهابى قد اندثر ولم تعد له شعبية، ولم نجد فى الميادين سوى احتفال المصريين بثورتهم وعيد الشرطة.
وأستعين هنا بمقولة الكاتب الصحفى الكبير الأستاذ مكرم محمد أحمد فى التليفزيون المصرى عندما قال: «جماعة الإخوان المسلمين حفرت قبرها بأيديها، وفشلت فى الحشد، وأتوقع فى ٢٥ يناير ٢٠١٧ اختفاء الجماعة من الوجود».