الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

عيد الشرطة.. عيد المصريين

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
حينما يهل علينا يوم ٢٥ يناير، عيد الشرطة وأيضا ٢٥ يناير، الذى فجر تغييرات جذرية فى حياتنا السياسية والاجتماعية، فإنه يعتبر فى ضمير الشعب المصرى عيد الحرية، وإن كان ٢٥ يناير مختلفا عليه فى تقييمه بسبب ما قام به الإخوان من مناورات ومخاطر قبل أن يأتى ٦ يونيو ٢٠١٣ فيحرر مصر حقيقة من الظلام والإظلام لحكم الإخوان ويضع جيش مصر كطرف أصيل فى تحرير شعبنا. كل ذلك يعنى أن ٢٥ يناير ١٩٥٢ كعيد للشرطة يوم أن تصدوا للعدوان البريطانى فى معركة الإسماعيلية ووقفوا بجانب شعبنا فى معركة تحرير مشرفة، وشارك فى حمل وسام التحرير وقتها فؤاد سراج الدين باشا وزير الداخلية، وفى معركة الإسماعيلية رفضت قوات الشرطة المصرية تسليم أسلحتها وإخلاء مبنى المحافظة للقوات البريطانية وتحالفت فى معركتها وتطورت الظروف والأيام منذ عام ٥٢ إلى أيامنا هذه لنجد جماعة الإخوان تريد أن تجعل من ٢٥ يناير يوم نصر لهم تخيف وتثير القلق والرعب فى قلوب المواطنين.
يريدون أن يكون هذا اليوم يوم وبال على شعبنا، وفعلا رأيت كيف أن هذا اليوم فى مجالى النشاطين الاقتصادى والاستثمارى قد أصبح يوم شلل فى حياتنا، وسمعت كيف أن كثيرا من المستثمرين المصريين والأجانب كانوا يرددون نفس الشعار «ننتظر أن يمر يوم ٢٥ يناير لكى نطمئن على استقرار الأحوال فى مصر».
إننى أستطيع أن أغامر بتحد فى التوقعات القادمة لأقول: «لن يتجرأ الإخوان على النزول إلى الشوارع فى ٢٥ يناير لتحدى الرأى العام والشرطة والجيش وسيمر هذا اليوم مثل غيره من الأيام..!».
إن تاريخ شعبنا لا سيما فى معركة الإسماعيلية يستحق منا وقفة تمعن وتذكر لصفحات نضال يجب أن نعلمها لأبنائنا: «حينما رفض رجال الشرطة تسليم أسلحتهم إلى البريطانيين وبدأت الأسلحة تتناقص بين أيديهم ولم يبق أمامهم إلا الشهادة، وطلب الملازم أول مصطفى فهمى من المجموعة التى حوله أن يقرأوا الفاتحة قبل الاستشهاد وكان بينهم الملازم أول عبدالمسيح الذى قال لزملائه، رغم أنى مسيحى سأقرأ الفاتحة معكم، هذا نموذج قوى للوحدة الوطنية فى خدمة المقاومة من أجل التحرير». أرجو من المعلمين والإعلاميين أن يعطوا لشباب أيامنا هذه النماذج المشرفة من نضال شعبنا، وأن يكون لدى الجميع عقيدة وحدة الفكر والإيمان بين الشعب والشرطة والجيش بأن الهدف واحد والمعركة واحدة والمصير واحد، وأيضا أن العدو واحد؛ هو الذى يود قتل أبنائنا وإدخال الرعب إلى قلوبهم، بادعاء زائف أنهم فى خدمة الدين وهو منهم براء.
ولينظر كل منا لحالة العالم الذى حولنا فى المنطقة، ليرى قوى التطرف والإرهاب وهى تمزق أوصال هذه الأوطان وقتل مواطنيها تحت سيطرة داعش وغيرها من قوى الشر.. ولم يبق إلا دولة واحدة وهى فى حالة وحدة وتماسك رغم ما تدفعه ثمنا من دماء شهدائها، وهى مصر بفضل قوة الحركة والمقاومة للشرطة والجيش.
ومن حق مصر أن تشكر الله وأن تفخر بانتصارها فى معركة البقاء وحماية مواطنيها. وحينما ننظر إلى غيرنا من بلاد العالم وإلى تاريخهم فى الماضى فى معركتهم ضد الإرهاب، مثل معركة بعض فصائل الجيش الفرنسى المنحازة لبقاء الجزائر فرنسية فى عصر الجنرال ديجول رئيس الجمهورية، وقامت بالهجوم على المدنيين واغتيال جزء من مثقفيهم بل القضاة والإعلاميين وسميت وقتها معركة الـ O.A.S (المنظمة العسكرية السرية) التى استمرت من ١١/٢/١٩٦١ إلى ٣ يوليو ١٩٦٢، حينما نالت الجزائر استقلالها وانهزمت المنظمة العسكرية السرية بفضل قيادة وجرأة الرئيس ديجول، ومقاومة الشعب الفرنسى للإرهاب، تماما مثل انتصار المشير السيسى فى ٣٠ يونيو.
إذن أقول إن معارك الإرهاب تنتهى فى غالب الأحوال بانهزامها، وانتصار خيار الشعوب فى الحرية وتحدى الديكتاتورية.
وسيكون ٢٥ يناير القادم علامة ودليلا على أن هزيمة الإخوان قادمة لا محالة، وإذا نظرنا إلى تاريخ معاركهم ضد جمال عبدالناصر سنجد دليلا واضحا على صدق توقعات التاريخ، وأنه فى نهاية المطاف سينتصر الحق على الباطل.