الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القصب والقلقاس بهجة الأقباط في عيد "الغطاس"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"شوية مطر وقداس وعودين قصب وحلة قلقاس.. يبقى أحلى عيد غطاس"، "إلى الناس أهدى أرق إحساس عيد الغطاس ولبشة قصب وحلة قلقاس" و "كل سنة وأنتم طيبين اللي ماياكلش قلقاس يصبح من غير راس والى ماياكلش قصب يصبح من غير عصب والى ماياكلش يوستفندى مايبقاش أفندى" و"حبايبنا يا أعز الناس.. يا دهب فى ميزان حساس.. نهنئكم بعيد الغطاس.. برتقال قصب قلقاس بعد القداس"، هكذا يتبادل الاقباط بعضهم البعض خلال احتفالهم بعيد الغطاس المجيد، علي مدار اليومين المقبلين، وهو العيد الذى يؤمن فيه المسيحيون بأنه قد حل فيه الروح القدس على السيد المسيح بعد تعميده من يوحنا المعمدان وجاء صوت من السماء يقول "هذا هو ابني الحبيب الذي به سررت"، ويعتبر هذا العيد من الأعياد السيدية الكبرى "نسبة للسيد المسيح" الذى تحتفل به الكنيسة ضمن سبعة أعياد كبرى في السنة.
واعتاد الأقباط في هذا العيد الاحتفال به بتناول وجبات القلقاس والقصب، وهى من العادات التى توارثتها الكنيسة حيث في عيد الغطاس تمتلئ البيوت "بالقلقاس" وليس عبثاً الأكل بهذا الطعام بالذات في عيد الغطاس، وطبقا للرموز الروحية داخل الكنيسة القبطية فأن القلقاس مادة سامة ومضرة للحنجرة، وهي المادة الهلامية، إلا أن هذه المادة السامة إذا اختلطت بالماء تحولت إلي مادة نافعة ومغذية، ونحن من خلال الماء نتطهر من سموم الخطية كما يتطهر "القلقاس" من مادته السامة بواسطة الماء.
وعيد الغطاس يسمى عيد الظهور الإلهي ويأكل الأقباط القصب كنبات ينمو في الأماكن الحارة، ربما يذكرنا ذلك بأن حرارة الروح تجعل الإنسان ينمو في القامة الروحية ويرتفع باستقامة كاستقامة هذا النبات ونبات القصب ينقسم إلى عقلات وكل عقلة هي فضيلة اكتسبها في كل مرحلة عمرية حتى نصل إلى العلو، وعندما نداخل القصب نجد القلب الأبيض والقلب الأبيض مملوء حلاوة أما القلقاس فيرمز للمعمودية فيجب، وضعه في الماء أولا وتنقيته ليخرج بمادة فائدة للطعام وبداخله اللون الأبيض رمزا للنقاء.
هذا العيد سمى أيضا بعيد الأنوار، حيث كانت الكنيسة ترمز إلى مفهوم الأنوار الإلهية في عيد الغطاس بالشموع الكثيرة في طقس هذا العيد ونفس الشيء كان في البيوت أيضا، حتى إن بعض الكنائس الغربية أطلقت عليه عيد الشموع، وبعض المؤرخين من المسلمين كتبوا عن كيفية الاحتفال بعيد الغطاس خاصة في عهد الخلفاء الفاطميين، أن المسيحيين كانوا يزينون كنائسهم بالشمع وجميع أنواع الزينات وكان عيدا عاما وموسما جليلا في القاهرة، في حين أن مخطوطات المقريزي أوضحت أن عيد الغطاس كان في الديار المصرية عيدا رسميا يشترك فيه حاكم البلاد.