الأحد 08 ديسمبر 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

سياسة

قصة تجنيد "داعش" لـ"شيكو" على "فيس بوك"

يتسلح بـ60 منصة نشر ومئات الحسابات على «تويتر» و«يوتيوب»

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التنظيم يمتلك «خلية خاصة» لجذب الشباب.. وعناصرها يختبئون عن الأمن بتغيير محل الإقامة وتبديل «شرائح الاتصال»

يعد الهجوم المسلح على فندق «بيلا فيستا» في مدينة الغردقة، مساء أمس الأول، امتدادًا لظاهرة «التجنيد الإلكترونى» للشباب، عبر مواقع الإنترنت المختلفة، وفى مقدمتها «فيس بوك» و«تويتر»، خاصة بعد ثبوت أن «محمود شيكو»، المتهم الرئيسى في الحادث، الذي تم قتله بواسطة الأمن، تم استقطابه للأفكار التكفيرية إلكترونيًا.
ويلعب ما يسمى «الجهاد الإلكترونى» دور البطولة في إرهاب الذئاب المنفردة، والإرهاب العشوائى، عن طريق مواقع التواصل تحديدًا. وأثبتت التحقيقات في معظم العمليات الإرهابية الأخيرة، تكوين التنظيمات الإرهابية ما يمكن أن نطلق عليه «خلية التجنيد»، مهمتها إغراء المستهدفين بـ«الخلافة»، ويغير عناصرها دائمًا محل إقامتهم، ولا يستخدمون شريحة الاتصال بالإنترنت، أكثر من ٣ أيام متواصلة، للهروب بعيدا عن أعين الأمن.
ويعتمد عناصر «خلية التجنيد» على «شفرة» معينة خلال حديثهم، وكل كلمة لها مدلول مختلف لاختيار «المجندين الجدد» في التنظيمات المسلحة، بعيدًا عن الخطوات التقليدية القديمة، التي كانت تعتمد على المساجد. وتبدأ مراحل التجنيد بمحاولة جذب «الهدف»، بعد معرفة حالته النفسية، ويتم خلال هذه المرحلة التركيز على مسائل «التوحيد والحاكمية والولاء والبراء، وأهمية الحكم بالقرآن، والتأكيد أن الجهاد هو الحل».
يلى ذلك زرع «الشبهات التكفيرية والمتطرفة» في عقل «الشاب المستهدف»، ثم دفعه إلى الاستماع إلى كل ما يجعله حزينًا، عبر الاستعانة بالخطب الصوتية الحزينة على «يوتيوب»، والاستماع للأناشيد الحماسية، ثم يتم له ما يمكن أن نسميه «التنويم المغناطيسى»، اعتمادًا على فكرة أن «الإسلام الموجود في المجتمع، هو إسلام بعيد عن الحقيقى».
ويسهل عمليات «التحرك التجنيدى»، المواد الجهادية المنتشرة في الفضاء الإلكترونى، إذ تمتلك ٢١٠ من المجموعات الجهادية في سوريا موقعًا أو أكثر لكل منها. ويمتلك «القاعدة» أكثر من ١٠٠ موقع، كما امتلك «داعش» في فترة وجيزة أكثر من ٦٠ موقعًا، غير المئات من الصفحات الخاصة والعامة والمدونات، وغرف التبادل المعلوماتى، التي تمتلكها شخصيات جهادية مسلحة، تبث منها أخبارًا مرئية ومشاهد مصورة، ومواد تدريبية. ونجح «داعش» مؤخرًا، ببراعة، في استخدام جيوب مخبأة داخل الشبكة العالمية تعرف باسم «المناطق الداكنة»، لتبادل المواد والاتصالات الجهادية، بطريقة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، وهى كما يقول الخبراء في هذا الشأن إنها «شبكة متعددة الطبقات، تخفى أصول الرسائل والملفات، وتشفر جميع العناوين الإنترنتية».
ووضع متخصصو الشبكات داخل «داعش» تقنية الكلمات البديلة، والمفردات المرمزة، وبرامج التشفير والتشويش على الاتصالات والرسائل، كما نبهوا على أتباعهم بالتواصل عبر «تليجرام».
ويستخدم «داعش» حاليًا شبكة «الفرقان»، التي تبث أفلامًا ووثائقيات ذات قيمة إنتاجية وتصويرية عالية، كما توجد «الجبهة الإعلامية العالمية، ومؤسسة الأنصار الإعلامية، وأنصار المجاهدين»، كشبكات يستخدمها الجهاديون، و«قناة مجاهد إن شاء الله»، والعولقى «شهيد في سبيل الله»، على «يوتيوب»، والتي بلغ عدد متابعى أحد فيديوهاتها أكثر من ٢ مليون متابع. والغريب وفقًا لكثير من المراقبين، أن لدى «داعش» حسابات «تويتر» مركزية ورسمية، وتعمل على نشر الأخبار الرئيسية. وإضافة إلى ذلك، فإن هناك حسابات محلية في كل منطقة يوجد فيها التنظيم، وتقوم كل منطقة من خلالها بنشر أخبارها المحلية. ويحاول أتباع التنظيم استخدام الرومانسية رغم وحشيتهم، وذلك من خلال التحاق بعض الفتيات ومنهن القاصرات للقتال مع «داعش» بعد أن تورطن في علاقات حب على الشبكة، البعض منهن ذكرن قصة التحاقهن بالتنظيم، وكيف عاشت قصة حب رومانسية مع المقاتلين، مما استقطب أعدادًا جديدة على شبكة التواصل الاجتماعى.
أما طريقة عرض الرهائن وذبحهم وإظهار الرهينة قبل ذبحه بأنه هادئ ورابط الجأش، أثناء رسالته إلى حكومته أو عائلته، فإنه مقصود لدعم التنظيم، وأن ما يعمله هو الصواب والعالم أجمع على خطأ!
ويعرض التنظيم مقاتليه في حالة مستريحة، وهم يمارسون حياتهم اليومية الاعتيادية مثل بقية البشر داخل بيوت فخمة وقصور بصحبة عوائلهم، وهذا مقصود أيضًا، عكس ما كان عليه الجيل الأول من مقاتلى «القاعدة» الذين كانوا يعيشون في كهوف جبال «تورا بورا». وللتنظيم ٤٧.٣ مليون مقطع مرئى نشرها موقع «يوتيوب»، ومواقع أخرى ذات صلة، وكلها مشاهد لعمليات قتل وإبادة وسحل.
وكان لهاشتاج «دعم داعش»، عبر الكلمة الشهيرة لديهم «باقية» أي ما يسمونها الدولة الإسلامية باقية، حضور عبر محركات البحث، لكثرة تردادها. ونال ١٣٥ ألف نتيجة بحث، فيما حازت كلمة «داعشيون» على ١١٩ ألف نتيجة بحث، وتمركزت هذه الكلمة تحديدًا في الرد على المواضيع ذات الصلة بالتنظيم.