الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

إيران: "الانتقام الإلهي" سيشمل ساسة السعودية بعد إعدام النمر

 رجل الدين الشيعي
رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اقتحم محتجون إيرانيون غاضبون السفارة السعودية في طهران في ساعة مبكرة صباح أمس الأحد، وتوقع الزعيم الأعلى الإيراني "انتقاما إلهيا" من إقدام السعودية على إعدام رجل الدين الشيعي البارز نمر النمر في المملكة.
وكانت لغة الخطاب الصادرة من طهران قوية ويوازيها بنفس القوة خطاب لحلفاء إيران في المنطقة فقال الأمين العام لجماعة حزب الله الشيعية حسن نصر الله إن إعدام النمر "رسالة بالدم والسيف". ودعا مقتدى الصدر رجل الدين الشيعي العراقي إلى تنظيم احتجاجات غاضبة.
وتصاعد التوتر بين إيران ذات الأغلبية الشيعية والسعودية ذات الأغلبية السنية منذ أعوام مع دعم كل منهما لأطراف متنافرة في الحروب والصراعات الدائرة في الشرق الأوسط. وغالبا ما تكون تلك الحروب لها بعد طائفي.
لكن إعدام رجل الدين الذي حذرت إيران من أن قتله "سيكلف السعودية ثمنا غاليا" واقتحام السفارة السعودية في طهران زاد من حدة التوتر بينهما.
واقتحم متظاهرون محتجون على إعدام النمر مبنى السفارة وحطموا الأثاث وأشعلوا النيران قبل أن تجليهم الشرطة.
ونقلت وسائل إعلام حكومية عن الرئيس الإيراني حسن روحاني يوم الأحد شجبه إعدام النمر واصفا إياه بأنه "غير إنساني" ولكنه دعا أيضا إلى محاكمة الأفراد المتطرفين" لمهاجمتهم السفارة في طهران والقنصلية السعودية في مدينة مشهد في شمال شرق البلاد.
وقال قائد شرطة طهران حسين ساجدي نيا لوكالة الطلبة إن عددا غير محدد من "العناصر الجامحة" اعتُقل لمهاجمته السفارة بالقنابل الحارقة والحجارة. ونقلت وسائل اعلام عن ممثل ادعاء قوله إنه جرى اعتقال 40 شخصا.
وقال الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي يوم الأحد إن "الانتقام الإلهي" سيحل بالساسة السعوديين لإعدامهم النمر يوم السبت.
ونقل التلفزيون الرسمي الإيراني عن خامنئي قوله "إن دماء هذا الشهيد المقهور التي سفكت دون وجه حق سيكون لها تأثير قريبا وسيطال الانتقام الإلهي الساسة السعوديين." ونقل التلفزيون عنه وصفه للاعدام بأنه "خطأ سياسي".
وتوعد الحرس الثوري الإيراني بأن يكون هناك "انتقام قاس" من الأسرة الحاكمة في السعودية ردا على إعدامها النمر الذي اعتبرته الرياض إرهابيا ولكن أشيد به في إيران بوصفه مدافعا عن حقوق الأقلية الشيعية المهمشة في السعودية.
ولكن متحدثا باسم وزير خارجية النمسا سيباستيان كورتز قال إن وزيري خارجية السعودية وإيران أبلغا نظيرهما النمساوي إنه ليست لديهما مصلحة في مزيد من التصعيد بين الجانبين.
وأصبح النمر -الذي يعد أشد منتقدي الأسرة السعودية الحاكمة بين الأقلية الشيعية- زعيما للنشطاء الشيعة الشبان الذين ضجروا من إخفاق الزعماء الشيعة الأكبر سنا والأكثر ترويا في تحقيق المساواة مع السنة.
واثار إعدامه احتجاجات غاضبة في منطقة القطيف في شرق السعودية حيث انتقد المحتجون آل سعود. ووقعت احتجاجات مماثلة في البحرين المجاورة.
وقال أقارب للنمر تم التواصل معهم عن طريق الهاتف إن السلطات أبلغتهم أن الجثمان دفن "في مقابر المسلمين" ولن يُسلم للاسرة.
وعلى الرغم من أن معظم من أُعدموا وعددهم 47 شخصا كانوا من السنة الذين أدينوا في هجمات لتنظيم القاعدة في السعودية قبل عشر سنوات كان النمر وثلاثة شيعة آخرين وكلهم أُدينوا بالمشاركة في إطلاق نار على الشرطة هم من اجتذبوا معظم الاهتمام في المنطقة وخارجها.
وحمل الموقع الالكتروني لخامنئي صورة سياف سعودي بجوار صورة لسفاح تنظيم الدولة الإسلامية الشهير والذي عرف باسم "الجهادي جون" وتحتهما سؤال يقول "هل هناك أي فرق؟".
وقال الحرس الثوري الإيراني إن "انتقاما قاسيا" سيُسقط "هذا النظام الداعم للإرهاب والمعادي للإسلام."
واستدعت السعودية يوم السبت السفير الإيراني للاحتجاج على ما وصفته بأنها تصريحات عدائية صدرت من طهران. واستدعى حلفاء الرياض في الخليج مبعوثي إيران إليهم لتسليمهم احتجاجات.
وفي العراق طالبت شخصيات دينية وسياسية بارزة بقطع العلاقات مع السعودية مما يشكك في جهود رأب الصدع التي تقودها الرياض لدعم تحالف إقليمي ضد تنظيم الدولة الاسلامية الذي يسيطر على مساحات واسعة من العراق وسوريا.
واستنكر آية الله علي السيستاني المرجع الشيعي الأعلى في العراق إعدام النمر وقال في رسالة وجهها إلى سكان القطيف بالمنطقة الشرقية في السعودية حيث كان يخطب النمر "تلقينا ببالغ الأسى والأسف نبأ استشهاد جمع من اخواننا المؤمنين في المنطقة الذين أريقت دماؤهم الزكية ظلما وعدوانا ومنهم العالم المرحوم الشيخ نمر النمر طاب ثراه."
وعلى الرغم من التركيز الاقليمي على النمر استهدفت عمليات الإعدام في المقام الأول على ما يبدو تقويض التشدد في السعودية حيث قٌتل العشرات خلال العام المنصرم في هجمات شنها متشددون سنة.
لكن حلفاء السعودية الغربيين الذين يمدها كثير منهم بالسلاح عبروا عن قلقهم تجاه هذا النهج الصارم الجديد، وقالت وزارة الخارجية الأمريكية إن إعدام النمر "يهدد بتفاقم التوترات الطائفية في وقت هناك حاجة ماسة لتقليصها".
وكررت نفس الموقف بشكل حرفي تقريبا مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي فيدريكا موجيريني ومسؤول بوزارة الخارجية الألمانية.
وحثت أيضا وزارة الخارجية الأمريكية الحكومة السعودية على "احترام وحماية حقوق الإنسان وضمان توافر الاجراءات القضائية العادلة والشفافة في كل القضايا."
وقالت فرنسا يوم الأحد إنها في غاية الأسف من الإعدامات الجماعية التي نفذت، وقالت إنها تشدد على معارضتها لعقوبة الإعدام تحت أي ظرف.
وفي إسطنبول تجمع مئات المحتجين أمام القنصلية السعودية بحراسة شرطة مكافحة الشغب. ورفع بعض المحتجين صورا للنمر ورددوا "السعودية ستدفع الثمن".
وأدين الشيعة الأربعة بمشاركتهم في هجمات بالرصاص وبقنابل حارقة أسفرت عن قتل عدة رجال شرطة خلال احتجاجات مناهضة للحكومة في منطقة القطيف بين عامي 2011 و2013 قتلت خلالها أيضا السلطات بالرصاص أكثر من 20 شيعيا.
ونفت بشدة عائلات الشيعة الذين أُعدموا مشاركتهم في أي هجمات وقالت إنهم كانوا محتجين سلميين ضد التمييز الطائفي في المملكة.
ودأبت جماعات حقوقية على مهاجمة العملية القضائية في المملكة ووصفها بأنها غير عادلة، مشيرة إلى اتهامات بأن الاعترافات انتُزعت تحت التعذيب وإلى حرمان المتهمين من الاتصال بمحامين.
وتنفي الرياض ممارسة التعذيب وتقول إن سلطتها القضائية مستقلة.