بعد سيطرة تنظيم الدولة الإرهابي "داعش" على مدينة سرت الليبية، وإعلانها أولى عواصمه في شمال أفريقيا، بدأ التنظيم في تحركات فعلية على الأرض لتوطيد أركان دولته الجديدة، وعمد إلى إرساء نظام حكم خاص به على غرار ذاك الذي أقامه في مدينة "الرقة" السورية، وبدأ في التوسع لتحقيق حلمه وإعلان الجماهيرية بأكملها تحت حكمه.
أعلن "داعش" استيلاءه على مدينة "صبراتة" وإعلانها ولاية جديدة له في ليبيا، بعد اشتباكات عنيفة نجح فيها في دحر مليشيات "فجر ليبيا"، المحسوبة على جماعة الإخوان.
بعد سيطرة التنظيم على "صبراتة" باتت هناك مخاوف من تكرار سيناريو مدينة "نينوى" العراقية، وتكسير الآثار التاريخية بالمدينة، بحسب موقع التراث العالمي لليونسكو، حيث تستحوذ المدينة على مواقع أثرية كبيرة أهمها المدرج الروماني الذي يعود للقرن الثالث.
وأوضح مصدر جهادي، أن سيطرة التنظيم على "صبراتة" جاء بعد أيام من وصول قيادات جديدة تابعة للتنظيم بينهم "أبوبكر شيكاو" أمير تنظيم "بوكو حرام" النيجيري، إلى سرت وبصحبته العشرات من مقاتليه، كنوع من تقديم الدعم لـ "دواعش" ليبيا.
وأضاف المصدر أن سقوط "صبراتة" القريبة من الحدود التونسية تحت وطأة داعش، أمر بات ينذر بقرب دخول "تونس" وهو ما تزامن مع رفع حالة التأهب القصوى لدى الجيش التونسي على الحدود الليبية، وتحركات لمقاتلي التنظيم في ولاية "برقة"، خوفًا من تمدد التنظيم على الخط الساحلي الذي يربط الدولتين.
وحسب المصدر، فإن تحركات التنظيم الإرهابي، وسعيه الدائم للتمدد في ليبيا، لم تقتصر على المنطقة الساحلية، بل بدأ التنظيم في تحركات ملحوظة في التمدد باتجاه منطقة "الهلال" النفطي، ومدينة "أجدابيا"، التي أعلن التنظيم عن نواياه المسبقة لاقتحامها، وتشهد حالة من الاستنفار الأمني من قبل ميليشيات شورى المجاهدين والشباب السلفي وقوات من الجيش الليبية التابعة للواء حفتر، واشتباكات في جنوب المدينة مع عناصر "داعش".
وأكد المصدر، أن التنظيم الإرهابي يسعى لتطويق العاصمة الليبية "طرابلس"، من كل الجهات، وخاصة بعد سيطرته على "سرت" و"صبراته"، بالإضافة إلى سيطرته على مناطق مليئة بالغاز الطبيعي، وخلال الأيام القليلة المقبلة سيتم وقف تصدير الغاز إلى الدول الأوروبية.
في الوقت ذاته كشف المصدر عن نية التنظيم الإرهابي لاقتحام مدينة "بنغازي" وإعلانها عاصمة جديدة له، وهو ما أكد بيان الجيش الوطني الليبي بعد اعتقاله أحد مقاتلي التنظيم في الاشتباكات الدائرة طول أمس الأول، وبدأ التنظيم في عمليات قصف صاروخي عنيفة، على المدينة من المحور الغربي ومحور الصابري غرب المدينة.
