الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

"داعش" يتسبب في شلل بروكسل وباريس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد الحادث الإجرامى والإرهابى بباريس قام «داعش» بحرب نفسية وإعلامية، تعنى أنه يستعد لضربات جديدة بباريس وبروكسل، مما أدى إلى تعظيم حالة الطوارئ بهما.
وما هو أهم دعم التحالفات بين أمريكا وفرنسا وإنجلترا لضرب قوات «داعش» على الحدود السورية، وأيضا ضرب مصادر البترول الذى يتاجر به «داعش»، ويبدو أن قوى التحالف لديها هذه المرة إرادة التحرك بقوة ضاربة وموجعة لـ«داعش»، حفاظا على حماية شعوب التحالف وجيرانها.
وهذه الدول الغربية الكبرى، فضلا عن روسيا، مصرة هذه المرة على أن تكون عقيدتها فى المعركة تحت شعار «نكون أو لا نكون..!».
ولكن يبقى سؤال حول دعوة هذه الدول تركيا إلى مشاركتها فى معركة ضرب «داعش»، والتصدى لإرهابه، رغم الشكوك فى أن تركيا تعاونت إلى حد ما مع «داعش».
ويحتمل أن يكون إدخال تركيا فى هذا التحالف بناء على رغبة الولايات المتحدة التى هى دائمة التعاون مع الجانب التركى حتى فى عدائه لموقف مصر من الإخوان المسلمين المتحالفين مع تركيا، ولكن هذه المرة هناك احتمال كبير أن تقوم فرنسا وإنجلترا وروسيا بتجميد دور تركيا.
أما عن مصر فقد أبدت موافقتها على التعاون مع قوى التحالف بعد العدوان الآثم لـ«داعش» على الطائرة الروسية وسقوطها على أراضى سيناء.
ويجب أن نعترف جميعا أن كثيرا من الدول الكبرى قد ترك أو ساعد أحيانا «داعش» على أن يمارس دوره الإرهابى فى المنطقة، وسبق للرئيس السيسى فى أكثر من رسالة وخطاب أن أعلن أن إرهاب «داعش» وشركائه سيصل يوما ما إلى أرض أوروبا، والغرب سيدفع بالتالى ثمن صمته عن التحدى لقوى الإرهاب.
ويجب ألا ننسى أن مصر وقواتها المسلحة استطاعت أن تضرب قوات «داعش» وحلفائه فى ليبيا ضربة «فنية» فى الاحتراف العسكرى وبسرعة لفتت أنظار جميع الملاحظين. إذن إذا تعاونت مصر اليوم مع قوى التحالف ستدخل برصيد من القدرات العسكرية يعطيها جانبا كبيرا من التقدير.
وعودة إلى نقطة البداية فى دور بعض الدول وعلى رأسها أمريكا وبالذات وقت وجود مدام كلينتون وزيرة الخارجية، وكان الهدف والمخطط له منها هو تقسيم كيان الدول العربية لإضعافها، وتسهيل السيطرة عليها.
وأمام الفوضى التى تعيشها الدول العربية تبقى قوتان هما روسيا ومصر بما لهما من كيان عسكرى منظم وقوى، وبما بين الدولتين من تعاون وتحالف ستستطيع مصر وروسيا من خلالهما التصدى لقوى إرهاب «داعش».
هل تذكرون تعبير «الفوضى الخلاقة» الذى اخترعته الدول الكبرى التى لعبت بمصير الدول الصغرى، وخلقت منها لعبة هددت أمنها وحياتها، ولم تدر هذه القوى التى اختارت هذا الدور الشيطانى أنه سيأتى وقت وتدور الدائرة قبل أن تتجه قوى الإرهاب إلى الدول الكبرى لتذوق ثمن اللعب بالنار.
هل تذكرون قبل أن نكتشف اسم «داعش»، حينما كانت القوة الإرهابية الموجودة على الساحة هى «القاعدة» وقت حرب أفغانستان، حينما كان «القاعدة» يعتبر أن عدوه الأول هو روسيا، ويعمل لحساب الولايات المتحدة الأمريكية.
إذن قوى الإرهاب فى العالم هى فى نهاية المطاف دول عميلة لدول كبرى توظفها لتحقيق مصالحها.
أعتقد أنه جاء الوقت الذى يتوقف فيه الجميع عن اللعب الشيطانية، ويعود إلى قاعدة التعاون والسلام بين بعضهم البعض، وأن تفهم الدول الكبرى أنه من الخطر أن تلعب بمصير وقدر الدول الصغرى.
وعودة إلى باريس وبروكسل اللتين دفعتا ثمنا غاليا لعدوان «داعش»، حيث رأينا هذا العدد الهائل من الضحايا من شعب فرنسا، وأن نرى أيضا بروكسل مهددة بخطر الإرهاب، إذن لعبة الإرهاب أصبحت خطرا يهدد الجميع.
بقى المسلمون ودورهم حينما يختارون أن يكونوا أداة للقتل والغدر، لا بد وأن تأتى أصوات إسلام الوسطية والاعتدال، لتقول إنه حينما يختار بعض المسلمين أداة الإرهاب فهم حتما ليسوا مسلمين وليسوا مؤمنين، ويقول الله تعالى فى كتابة الكريم «أنه من قتل نفسا بغير نفس أو فساد فى الأرض فكأنما قتل الناس جميعا ومن أحياها فكأنما أحيا الناس جميعا» صدق الله العظيم.