السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

قلعة "جبيل" اللبنانية .. تفاصيل الماضي وملتقى الحضارات

قلعة جبيل
قلعة "جبيل"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

هل خطر ببالك أن تعيش وترى ولو للحظات الزمن الذى مضى منذ مئات السنين، ولكن كيف والزمن لا يعود للوراء؟؟، على بعد 37 كيلومترا من العاصمة اللبنانية بيروت تقع قلعة "جبيل" في مدينة تحمل نفس الأسم، هذه القلعة حققت الحلم الذى راود ملايين البشر بملامسة الماضى ورؤيته بكل تفاصيله.
لقد نست مئات السنين أخذ متعلقاتها من هذه القلعة قبل أن ترحل، نعم حدث هذا بالفعل، قلعة "جبيل" لم ترحل وبقت في زمننا الحالى بتفاصيل دقيقة للعصور والحضارات القديمة.
إنها القلعة المليئة بالأسرار وعاش فيها أباطرة وملوك.. وتعاقبت عليها حضارات عظيمة.. أدارت مصير البشر الذين سكنوا بالقرب منها واستخدمت لإدارة الحكم وتسيير الجيوش وغيرها من الأمور، فلم تكن مجرد قلعة يسكنها الحاكم بل كانت رمز حضارتها في ذلك الزمان العتيق، حيث قام الصليبيون ببنائها في القرن الثاني عشر الميلادي وذلك على أساس المبنى القديم الذى شيده الفرس (550 -330 ق.م).
وتعتبر مدينة جبيل والتى تقع بها القلعة من أقدم المدن في العالم وقد أعتبر الفينقيون أن مؤسسها كان إلههم "إيل" وأظهرت الحفريات الأثرية أن بداياتها تعود إلى أواخر الألف السادسة قبل الميلاد، ولقد تعاقبت حضارات عديدة على هذه المدينة وخاصة قلعة "جبيل" فكانت البداية من الفينيقيين ثم توالى عليها الأشوريون والبابليون والفرس والرومان والعرب.
وقد أعطى هذا التنوع على المدينة وخاصة القلعة بعدا حضاريا نادر الوجود، فكل حضارة تركت الأثر الخاص بها لتحتضن القلعة هذا الكم الهائل من التراث الإنسانى وتبقيه بين صخورها.
"جبيل" القلعة التى بمجرد دخول الزائر إليها ينتقل إلى الزمان الخاص بها ويكاد يسمع صوت صهيل خيول الفرسان وضجيج أصوات الأبواب العتيقة، وفي الحقيقة أن خطوات الزائر على الأرض ما هى إلا خطوات على حضارات كانت ملىء السمع والبصر عاشت ألاف السنين.
وتضم القلعة تحف حضارية مثل الطريق الرومانى وهى البقايا الأثرية للطريق الذى كان يؤدي من القلعة لوسط المدينة، وبقايا بيوت من نهاية الألف الرابعة قبل الميلاد ومقالع ومعبد البعلة والذى تم بنائه لأحد الآله والمسرح الرومانى والذى يعود إلى عام 218 قبل الميلاد والمدافن الملكية التي تعود إلى الألف الثانية قبل الميلاد وأشهرها مدفن الملك "أحيرام" وأحياء سكنية تعود إلى العصر البرونزي وأسوار وسبيل الماء الرومانى والقلعة الفارسية وأطلق عليها اسم القلعة لضخامة جدراتنها.. والقلعة الصليبية والتى أقيمت في العصر الفاطمى.. وكنيسة سيدة النجاة والتى بنيت خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر على انقاض كنيسة بيزنطية.. وكنيسة يوحنا المعمدان والتى تم بنائها عام 1115 واستكملت على مراحل خلال القرنين الثانى عشر والثالث عشر، ومسجد صغير مكعب تم إنشائه عام 1648 وبعض الترميمات ترجع إلى عصري المماليك والعثمانيين.
وتمتاز قلعة "جبيل" التى بعبق التاريخ وأصالته ورائحة الصراع الإنساني لبناء حضارته تمتد فيه حتى الآن، إنها القلعة التى احتضنت كل هذا الزخم بكبرباء وشموخ أمام شاطئ المتوسط.