الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

رسائل‭ ‬السيسي في‭ ‬أعياد‭ ‬أكتوبر

الدكتور عبدالرحيم
الدكتور عبدالرحيم علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


 

«إنتوا فاكرين إنكم هتقدروا تهدّوا مصر، لا والله لن تستطيعوا طالما هذا الجيش وهذا الشعب يدًا واحدة».

 رسالة ضمن رسائل عديدة بعث بها الرئيس عبدالفتاح السيسى للشعب المصرى أمس من منصة الاحتفال بأعياد أكتوبر المجيدة بالكلية الحربية، كان الرئيس مهمومًا بتوصيل رسائل عاجلة، أو قل رسائل إنقاذ موقف، أوضح فيها مواقف عديدة كانت غامضة، وكما توقعنا بعث الرئيس برسالة حادة وواضحة للمصريين جميعًا حثهم فيها رجالًا ونساء وشبابًا على النزول فرادى وجماعات، والوقوف بالساعات أمام لجان الاقتراع للتصويت فى الانتخابات البرلمانية القادمة، ليس لأن هذا البرلمان، ووفق تعبيرات الرئيس ذاتها، أهم وأخطر برلمان فى تاريخ مصر، ولكن لأنه سيحدد مستقبل الوطن والشعب.

قال الرئيس بلهجة قاطعة: "وانت بتحط صوتك فى الصندوق، إنت بتضع مستقبل ولادك وبلدك، فخليك دقيق وأحسن الاختيار".

كلمات رددناها مرارًا وتكرارًا طوال الأسبوع الماضى فى حوارات تليفزيونية وصحفية، كنا نعنى ما نقول تمامًا، وتوقعنا أن تأتى تلك الكلمات من الرئيس فى رسائل واضحة وقاطعة للشعب، ولم يمهلنا الرجل كثيرًا وفعلها بالأمس فى الاحتفال بالعيد الثانى والأربعين لانتصار أكتوبر العظيم.

فى بداية كلمته أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى على ضرورة استخلاص الدروس والعبر من ذكرى حرب أكتوبر العظيمة، مشددًا على أن أهم وأول دروس تلك الحرب هو تعميق الوحدة بين الجيش والشعب اللذين احتضنا بعضهما البعض طوال سنوات ما بعد النكسة، حتى تحقيق النصر.. مضيفًا أن اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب هو ثانى تلك الدروس، مذكرًا بما جرى من ضغوط شديدة على القيادة السياسية للبلاد بعد هزيمة ٦٧ لإنهاء حالة اللاحرب واللاسلم، وصبر تلك القيادة حتى تهيئة البلاد والاستعداد التام للحرب واتخاذ قرار العبور فى الوقت المناسب، ملمحًا إلى تمثله شخصيًا لتلك القيمة وعدم استجابته لضغوط البعض لاتخاذ قرارات قد لا يكون وقتها قد حل بعد.

وأوضح الرئيس، أن أهم عامل من عوامل الانتصار فى تلك المعركة، تلك الوحدة العضوية التى كانت ماثلة بين القوات المسلحة والشعب المصرى، والتفاف الشعب حول الجيش معضدًا ومحفزًا وداعمًا، وهو ما حدث فيما بعد بينهما فى ٢٥ يناير و٣٠ يونيو، وما هو شاخص للعيان حتى الآن، داعيًا إلى الاستمرار فى دعم الجيش الوطنى من قبل الشعب، واعدًا بعدم خذلانه لأبنائه أبدًا.

وقال السيسى، ما أحوجنا أن نتمثل ونتذكر تلك الدروس فى تلك الأيام التى نتعرض فيها لمؤامرات ضخمة تحاول النيل منا، ومن وحدتنا الداخلية، مشيرًا إلى أن التفاف الشعب حول جيشه هو الصخرة التى سوف يتكسر عليها كل تلك المؤامرات.

 

وأكد الرئيس أن الحفاظ على مصر هو أسمى هدف، يجب أن نسعى إليه جميعًا، مذكرًا بما حدث من انهيارات فى عدد كبير من الدول والشعوب حولنا، أسقطتها المؤامرات، ولكن مصر وقفت صامدة بفضل تلك العلاقة العميقة بين الجيش والشعب.

وشدد السيسى على أن أحدًا لن يستطيع أن يعود بالمصريين إلى الوراء، وأن ما حدث من تطور ديمقراطى جعل من مدة الرئاسة فترتين فقط هو إعجاز لن يفرط فيه المصريون وخيار شعبى سيحميه الجيش.

كان الرئيس يضع النقاط فوق الحروف بوضوح، خاصة أن بعض المغرضين استغل تصريحاته بخصوص الدستور التى أكد فيها أن الدستور وضع بحسن نية، وأن حسن النوايا لا يبنى الأوطان. ملمحين لنية البعض تعديل الدستور ليمنح الرئيس فرصة الجلوس على كرسى الحكم مدى الحياة، فهم لا يرقبون فى الرئيس ولا فى مصر إلًّا ولا ذمةً، أنتم تعرفونهم جيدا هؤلاء الذين أوقعونا فى مطب تنازع السلطة بين الرئيس والبرلمان فى دولة يحكمها نظام جمهورى منذ أكثر من ستين عامًا.

وألمح الرئيس إلى تحسن الأوضاع خارجيًا وداخليًا، حيث عرف العالم وتفهم ما حدث جيدًا فى ٣٠ يونيو، واعترفوا به كثورة شعبية اقتلعت قوى غاشمة أرادت بمصر والمصريين شرًا، قوى لا تعرف سوى التآمر والإرهاب، ودعا الرئيس المصريين للتفاؤل، مشددًا على أن كل المعطيات تدعو لذلك، ووعد بمشروعات عديدة ستنطلق خلال العام المقبل، وسيكون مردودها محسوسًا فى الشارع من قبل المواطن العادى محدود الدخل.

حديث من القلب استقبله المصريون، وأنا واحد منهم، بترحاب شديد وفرحة زادت من فرحتنا بانتصارات أكتوبر العظيمة، اللهم يسّر لنا أمورنا، واحفظ علينا فرحتنا، وأدم علينا وحدتنا.. آمين يا رب العالمين.