الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

أساتذةُ الإعلام في البرلمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تشهد الانتخاباتُ البرلمانية الحالية ظاهرةً مهمة وجديدة وهى ترشُحُ عددٍ من أساتذةِ الإعلام لمجلس النوابِ المقبل، وهو ما يحملُ فى طياته استخداماتٍ وتطبيقاتٍ مختلفة لأساليبِ الدعاية الانتخابية، وذلك فى مقابل مرشحين لا يُجيدون التعاملَ مع وسائلِ الإعلام ولا مهاراتِ الاتصال والتواصل مع الجماهير، ولا يعلمونَ الكثيرَ عن أساليبِ الدعاية، وهو ما يُحققُ ميزةً نسبية للمرشحين من أساتذةِ الإعلام.. وفى هذا المقال نُحاولُ أن نُلقى الضوءَ على أبرز الوجوهِ الإعلامية الأكاديمية التى تقدمت بالفعل بأوراقِ ترشُحِها للبرلمان المقبل.
‎فقد تقدمَ د. محمد رضا حبيب بأوراقه للترشُحِ عن دائرة بلبيس بمحافظة الشرقية، وهو حاصلٌ على بكالوريوس الإعلام من كلية الإعلام جامعة القاهرة، كما أنه حاصلٌ على الماجستير والدكتوراه من الكلية ذاتها، وكانت رسالته فى الدكتوراه تُعنى أساسًا برصدِ وقائعِ الفساد فى الوسائلِ الإعلامية التقليدية والجديدة، وله باعٌ طويلٌ فى العملِ الصحفى والإعلامى سواء فى الصحف أو برامج التوك شو، كما أنه يعمل كمحاضر زائر فى عددٍ من كلياتِ ومعاهدِ الإعلام.. وقد حصلَ على رمزِ الكاميرا، وهو رمزٌ يتواكب مع خلفيته الإعلامية.
وقد قامت الحملةُ الانتخابية للدكتور حبيب بتدشينِ صفحةٍ خاصة على الـ«فيس بوك» للتواصلِ مع أهالى الدائرة، كما أن الحملة فتحت أبوابَها أمامَ الجميع لتكوينِ فريقٍ من الشباب والكبار والنساء فى جميعِ قُرى ومُدنِ الدائرة للمساهمةِ فى أنشطةِ الحملة والمؤتمرات والجولات الانتخابية.
ويعملُ البرنامجُ الانتخابى للدكتور حبيب على إطلاقِ مبادرةٍ لتأهيلِ وتدريبِ الشباب لمواجهة أزمة البطالة والإدمان، ومواجهةِ الفساد فى المحليات بتعيين قياداتٍ شابة تعملُ من أجلِ خدمةِ الوطن، والعملِ على حلِ مشاكلِ الفلاحين وضمانِ حقوقهم فى الرعايةِ الصحية والاجتماعية والاقتصادية، والبحثِ عن حلولٍ لمشاكلِ الموظفين وضمانِ حقوقِ العمالِ فى القطاعِ الخاص، وتفعيلِ دورِ المرأة وحلِ مشكلاتها وخاصةً المرأة المعيلة عن طريقِ تمويل وتسويق مشروعاتِ الأُسرِ المُنتجة، والعملِ على حلِ مشكلات أصحابِ المعاشات ماديًا واجتماعيًا وصحيًا من أجلِ حياةٍ كريمة.
ومن بين المقولاتِ المُهمة للدكتور حبيب: «إن مستقبلَ مِصر يتوقف على شكلِ البرلمانِ المقبل، والمالُ السياسى لا يقلُ خطرًا على مصر من الأحزابِ الدينية، مشيرًا إلى ضرورةِ الإسراع فى ملفِ مكافحةِ الفساد وتطهيرِ المحليات، للقيامِ بدورها فى تقديمِ كلِ الخِدمات للمواطنين، لتشجيعهم على المشاركة بفعالية فى الانتخابات، وحتى يتحملوا المسئوليةَ التاريخية فى اختيارِ النواب، دونَ ضغوطٍ أو استغلالٍ لحاجتِهم للخِدماتِ الأساسية».
ويرى أن الإعلامَ المصرى أصبحَ جزءًا من الأزمة التى تعيشها مِصرُ حاليًا، بسببِ ممارساتِ الإعلاميين، التى أفقدت رجلَ الشارعِ الثقةَ والمصداقية فى مهنةِ ورسالةِ الإعلامِ ككل، وهذا له أسبابٌ كثيرة، أهمها أنه لا يوجد عندنا إعلامٌ حقيقى، فالقنواتُ الخاصة مملوكةٌ لمجموعةٍ من رجالِ المال، يبحثونَ عن حمايةِ مصالحِهم، وزيادةِ ثرواتِهم، حتى لو تعارضت مع مصالحِ الدولة.
كما تقدمَ د. مرزوق عبدالحكم العادلى للترشُحِ عن دائرةِ العسيرات بسوهاج، وهو يعملُ حاليًا مدرساً بقسم الإعلام بكلية الآداب جامعة سوهاج، حيث تخرجَ فى القسمِ ذاتِه عام ١٩٩٧، وحصلَ منه على درجتى الماجستير (٢٠٠٣)، والدكتوراه (٢٠٠٧).. والدكتور العادلى متخصصٌ فى العلاقاتِ العامة والإعلان، وله عديدٌ من الأبحاثِ من بينها أبحاثٌ عن الأساليبِ الجديدة فى الدعايةِ الانتخابية، ما يعنى أنه سيوظفُ هذه الأساليب فى حملته الانتخابية، والتى بدأها بتدشينِ صفحةٍ على الـ«فيس بوك» للتواصلِ مع شبابِ الدائرة للمشاركة فى الحملة، كما أنه سيطبقُ أساليبَ أخرى مع الفئات الأكبر سنًا.
وللدكتور العادلى برنامجٌ انتخابى متكامل تناولَ فيه حلولاً لعديدٍ من المشكلات والقضايا فى مجالاتِ التعليم والصحة والزراعة والصناعة والشباب وأصحاب المعاشات.. ففى الصحةِ، على سبيل المثال، يطالبُ بتزويدِ مستشفى العسيرات المركزى بوحدة غسيل كُلوى مع العمل على تخصيصِ وحدةِ إسعاف وتغطية احتياجات المستشفى من الأطباءِ وهيئةِ التمريض والأدوية، والعمل على وضعِ منظومةِ تأمينٍ صحى تشملُ جميعَ المواطنين وخاصةً الفقراء، والسعى لتحسينِ وضعِ مستشفى العسيرات من حيث الشكلِ والمضمون لتصبحَ مستشفى حديثًا يقدم خدمة صحية متميزة للمواطنين.
كما تقدمت د.غادة صقر المدرس بقسمِ الإعلام التربوى بكليةِ التربية النوعية جامعةِ دمياط بأوراقِ ترشُحِها لمجلسِ النُوابِ عن دائرةِ مركزِ أول وبندر دمياط، وقامت د. غادة على مدارِ الأعوامِ الثلاثةِ الماضية بتقديمِ دوراتٍ تدريبية للشباب بدمياط، وخاصةً شباب الجامعات، فى مجالاتِ التثقيفِ السياسى والإعلامى فى ثلاثةِ مجالاتٍ مختلفة وهى السياسة والإعلام والمحليات، كما قدمت د. غادة بالتعاونِ مع المجلسِ المصرى للمرأة ورشةَ عملٍ مهمة تخللتها تدريباتٌ على تأهيلِ شاباتٍ لخوضِ انتخاباتِ المجالسِ النيابية، ودعمِ وجوهٍ نسائيةٍ شابة لتَصَدُرِ المشهد. فهل يصل أساتذة الإعلام بأدواتهم الإعلامية إلى البرلمان؟.