27 مرشحاً يتنافسون على خلافة «أبوشنب».. ونيرمين بدراوي تواجه ٢٠ منافساً فى أبوالنمرس والحوامدية
تتميز دوائر جنوب الجيزة بطبيعة خاصة عن دوائر المدن، حيث إنها تتمتع بصفتى توافر المال والسخاء فى الصرف على الانتخابات، وفى ذات الوقت لا تزال للعائلات والكتل التصويتية كلمة قوية فى تحديد ممثل الدائرة بمجلس النواب المقبل، وهذا المشهد هو ملخص ما يحدث فى الـ٥ دوائر، المخصص لكل دائرة منها مقعدين، وهى دوائر الصف والعياط والبدرشين وأطفيح ودائرة أبوالنمرس مع الحوامدية.
أطفيح.. الصراع يحتدم
يعد مركز أطفيح الواقع فى أقصى جنوب محافظة الجيزة، من أكثر الدوائر سخونة، حيث يتميز مرشحوها بالثراء والقبلية، وكانت ممثلة فى آخر برلمان بعدد كبير من النواب، نظرًا لجمع مرشحيها بين الفردى والقائمة فى الانتخابات الأولى بعد الثورة. ويعد أبرزهم، اللواء عبدالوهاب خليل، نائب رئيس نادى الشرطة، ونائب مدير أمن الجيزة السابق، عن حزب الوفد.
وعلى الرغم من أن مرشحى الأحزاب بالدائرة، والبالغ عددهم ٥ من أصل ٢٠ مرشحًا يتنافسون على مقعدى الدائرة، إلا أنهم يمثلون الكتلة الصلبة الأقرب لتمثيل الدائرة بمجلس النواب المقبل، حيث تشتد المنافسة بين العائلات، بعد الإعلان عن ترشح ابن شقيق اللواء السابق عبدالوهاب خليل، عن حزب مستقبل وطن، فى مواجهة مرشح حزب الوسط فى أول انتخابات بعد الثورة، علاء البحيرى، وهو مرشح مستقل فى هذه الانتخابات، ويتمتع أيضًا بالثراء والدعم القبلى، وهما يتصارعان على مقعد الكتلة المحافظة فى الدائرة، والتى تميل كثيرًا للمرشح الذى يمكن أن يطلق عليه «مرشح الدولة»، فيما دفع المصريين الأحرار، بمرشح الوطنى السابق، عاصم الجمل، والذى خاض الانتخابات كثيرًا ولم يحالفه الحظ سوى فى مرة واحدة ممثلًا عن الحزب الوطنى، ولا يتمتع بفرص كبيرة فى مواجهة مرشحى النفوذ القبلى.
وبعدما انقسم حزب النور على نفسه، ودفع بنائبه السابق، الدكتور أحمد جبريل، فى مواجهة نائبه السابق فى مجلس الشورى، والمنشق عن الحزب، الدكتور عبدالعظيم أبوعيشة، حيث اختلف الأخير مع حزبه، تعاطفًا مع جماعة الإخوان فى ٢٠١٣، وذهب حينها إلى ميدان النهضة. بينما يسعى حزبا الحركة الوطنية والسلام الديمقراطى للحصول على أحد مقعدى الدائرة بترشيح كل منهما لمرشح واحد بالدائرة، وهما فتحى على الخطيب، مرشح حزب الحركة الوطنية، وعمرو عرفة جعبور، مرشح حزب السلام الديمقراطى.
العياط.. المرشحون حزبيون ومستقلون
تعد دائرة العياط من الدوائر القوية أيضًا، لاسيما أن المتنافسين على مقعدى الدائرة وصل عددهم إلى ٢٧ مرشحًا من بينهم ١٠ يمثلون أحزاب سياسية، والباقى مستقلون.
ويسعى المرشحون لحصد أكبر عدد من الأصوات الانتخابية، البالغ عددها نحو ٢٣٠ ألف صوت، وتشهد تغييرات فى المنافسة بغياب نائبها التاريخى سالم أبوشنب، الذى توفى قبل أيام قليلة من فتح باب الترشّح رسميًا، والذى يعد أحد كهول البرلمان، بعد أن مثل الدائرة فى البرلمان فى ٩ دورات متتالية منذ نجاحه أول مرة فى عام ١٩٧٩، ولم يخرج من المجلس إلّا فى دورة ٢٠٠٥، والتى اتهم فيها أمين التنظيم للحزب الوطنى، أحمد عز، بأنه تدخل لإخراجه من البرلمان.
لكن حزب المحافظين، يراهن على وريث أبوشنب، من خلال الدفع بالمرشّح يحيى سالم أبوشنب، للمنافسة على أحد مقعدى الدائرة، ومواجهة مرشّحى حزب نجيب ساويرس «المصريين الأحرار»، على عبدالغفار سعودى وإيهاب شكرى عويس، بينما يسعى عاطف أبوهميلة لاستعادة أمجاد الحزب الوطني، كونه أحد قيادات الحزب المعروفة بالدائرة، لكنه اصطدم بالمرشّح المستقل سامى أبوشناف الذى خاض المنافسة ضد رجال الوطنى فى عهد مبارك، ويتمتع بشعبية جيدة ومن عائلة كبيرة.
ولم يخلو مركز العياط من المرشحين كبار السن، بعد غياب أبوشنب، حيث تقدّم اللواء سابق سيد حسب الله بدر، والبالغ من العمر ٨١ عامًا، لكنه لم يترشّح إلّا مرة واحدة عام ٢٠٠٥، ولم يوفق بالفوز فيها، وهو لواء شغل مناصب عدة، منها مفتش مباحث بوزارة الداخلية سابقًا، ومدير أمن وزارة الإعلام سابقًا، ورئيس مجلس الإدارة والعضو المنتدب لشركة «مصر للصوت والضوء» سابقًا، ورئيس المجلس الشعبى المحلى لمحافظة الجيزة سابقًا، وعضو المجالس القومية المتخصصة شعبة التراث الحضارى والأثرى.
وبخلاف مرشّحى «المصريين الأحرار»، هناك ٧ مرشّحين بصفة حزبية يدخلون المنافسة على مقاعد الدائرة، منهم ابن عائلة شنب أيضًا عبدالغفار حسن شنب، مرشّح حزب مصر الثورة، ومحمد رمزى خضر، مرشّح حزب مصر الثورة، وأحمد أبوزيد داوود، مرشّح حزب حماة وطن، ومحمد إسماعيل عبيد، مرشّح حزب الوفد، ووفدى عبدالمنعم عطية، مرشّح حزب الحركة الوطنية، ومحمد صلاح أبوهميلة، مرشّح حزب الشعب الجمهورى، وعبدالعظيم حسين شديد، مرشّح الحزب العربى للعدل والمساواة».
البدرشين.. مقعدان ومنافسة سهلة
أصبحت فرصة مرشحى حزب مستقبل وطن فى الدائرة قوية لحصد مقعدى دائرة البدرشين، وذلك بعد دفعهما بأبرز مرشحين بالدائرة وهما فرج فتحى فرج، أحد أشهر محاميّ الدائرة ورمزه الكتاب، وأحد رجال التموين الكبار بالدائرة وهو صبحى محمود الدالى صاحب رمز القلم.
وما يسهل مهمة أصحاب رمزى الكتاب والقلم غياب المرشح الأقوى بالدائرة عادل ناصر القيادى المعروف فى الحزب الوطنى المنحل، وممثله داخل البرلمان لأربع دورات متتالية، والذى رفض التقدم بأوراقه فى تلك المرة، وسط غموض حول أسباب هذا الابتعاد برغم فرصه القوية فى النجاح بغياب الإخوان.
ويواجه مرشحو حزب مستقبل وطن منافسة سهلة من المرشحين المستقلين أبوبكر على غريب، الذى خاض التجربة فى برلمان ٢٠١١ ولم ينجح، وكذلك ضابط الجيش بالمعاش محمد عباس عنانى، والذى نجح فى حصد مقعد البرلمان بدورة واحدة فى عهد مبارك، والتى تشير التوقعات إلى تحالفهما معًا لمواجهة قوة مرشحى مستقبل وطن.
الصف.. دائرة «الوطني» فى برلمان الثورتين
الصف، دائرة الوطنى بلا منازع، حيث يتصارع على مقعديها نواب الوطنى السابقين، تقع مدينة الصف على بعد ما يقرب من ٦٠ كليومترا من العاصمة، تضم أكثر ٣٠ قرية وعربًا وكفرًا، حيث ينافس فيها نائب الوطنى السابق، رجل الأعمال، ورجل الأمن المتقاعد، المقدم علاء عابد على أحد مقعدى الدائرة، ويلعب النائب السابق على كتلة الشباب خلال الفترة الماضية، بتنظيمه العديد من الاحتفاليات الشبابية، منها إقامة عدد من الدوريات الكروية، وكذلك استضافته للعديد من نجوم الرياضة، كما يعتمد «عابد» ابن عرب الحصار على كتلة عربان الصف، وعدد ليس بقليل من العائلات التى تميل للتيار المحافظ.
يخوض علاء عابد الانتخابات، ممثلًا لحزب المصريين الأحرار، مُعتمدًا على رأسماله، ودعم الحزب المالى، فى مواجهة مرشح حزب الوفد، نافع هيكل، والذى يعتمد أيضًا على كتلة العائلات، ويشاركهما فى المنافسة على هذا المقعد، المرشح المستقل، محمد صادق عكاشة، الذى يتمتع بشعبية كبيرة. فيما يغرد النائب السابق، عن الحزب الوطنى، محيى الزيدى، بأحد مقاعد الدائرة، نظرًا للشعبية الجارفة التى يتمتع بها على مستوى المحافظة وليس الدائرة فقط، حيث اعتمد الزيدى طوال السنوات الخمس التى تلت ثورة يناير على الوجود الدائم فى أوساط العائلات، ما تسبب فى توطيد علاقاته بالعديد من فئات القرية، كما أن الزيدى استغل علاقاته بالمسئولين فى الدولة وعمل على تنفيذ بعض المشروعات الخدمية أو التنموية، يخوض الزيدى الانتخابات ممثلًا لحزب السلام الديمقراطى، الذى يرأسه أحمد الفضالى، مؤسس تيار الاستقلال. فيما ينافس حزب حماة الوطن، على أحد مقاعد الدائرة بالمرشح، سيد أبورية، وينافس الحزب المصرى الديمقراطى، بالمرشح محمد عيد البحيرى، ويسعى حزب النور فى تلك الدائرة الحصول على أحد مقعدى الدائرة، بعبدالبارى الصيفى، مُعتمدًا على كتلته التصويتية التى أكسبته مقعدًا فى برلمان ٢٠١٢.
أبوالنمرس والحوامدية.. دائرة الصراعات السياسية
فى أبوالنمرس والحوامدية، يتنافس على مقعدى الدائرة ٢١ مرشحًا، ينتمون لمختلف القوى السياسية والأحزاب، ولكن الأغلبية للمستقلين، حيث تنافس على هذه الدائرة، البرلمانية السابقة نرمين بدراوى، شقيقة الدكتور حسام بدراوى، أمين عام الحزب الوطنى السابق، والنائب ببرلمان ٢٠١٠، على كوتة نساء الوطنى، تعمل نرمين منذ ما يقرب من عام ونصف العام على خدمة أهالى الدائرة، وتلبية احتياجاتهم مُستغلة فى ذلك وفرة المال واحتياج الناس.
فيما ينافس مرشح مستقبل وطن، الدكتور إبراهيم حمودة، أستاذ السياحة والفنادق بجامعة حلوان، على أحد مقاعد الدائرة، يتمتع حمودة بشعبية ليست بالقليلة، وربما فرصته الأقرب فى حصد هذا المقعد، نظرًا لشعبيته المبنية على ما قدمه من خدمات عينية، كما أنه يعتمد على العائلات، وتشتد تلك المنافسة مع مرشح حزب المصريين الأحرار، فارس أبوالدهب، الذى يعتمد على العائلة أيضًا، كما يعتمد على الدعم المالى الغزير من قبل حزبه، نظرًا لأهمية الدائرة.
