السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

"إيفان الرهيب".. قيصر روسيا الشرير المولع باغتصاب الفتيات

قضى على الطبقة النبيلة انتقامًا لأمه

إيفان الرهيب
إيفان الرهيب
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«إيفان» كان مختلفا عن جميع القياصرة الروس، ليس فقط لتتويجه المبكر، بل أيضا لأنه كان واحدًا من أشرار التاريخ، فكان عهده المليء بسفك الدماء وحب القتل قد شهد اجتياح أراض واسعة فى تتارستان وسيبيريا وضمها إلى التراب الروسى. كما استطاع بذكائه الحاد تحويل روسيا لمجتمع متحضر، وجعلها أيضًا إمبراطورية ضخمة.
«إيفان الرهيب» كان من أشد المولعين بالقتل وسفك الدماء، لدرجة أنه فعل أشياء قد لا تخطر على بال أحد، منها قتله لـ«ابنه» فى عام ١٥٨١.
خلال السنوات الأولى من حكم إيفان نعمت روسيا بسلام نسبى، فالقيصر الشاب كان مهتمًا بالدرجة الأولى بإصلاح شئون البلاد والسعى لتمدين وتطوير روسيا أسوة بباقى الممالك الأوروبية، لكن ذلك لم يدم طويلًا، فمع نهاية العقد الأول من حكم إيفان بدأت البلاد تواجه تحديات مصيرية، إذ أتى الجفاف على معظم المحاصيل الزراعية وتلا ذلك مجاعة رهيبة استغلها أعداء البلاد، فراحوا يعيثون فسادًا على طول الحدود الغربية لروسيا، وأقدمت السويد على إغلاق الممر المائى الوحيد للروس فى بحر البلطيق، كما بدأت القبائل التترية تغير على الأراضى الروسية مجددًا.
القيصر الشاب، ألقى اللوم فيما تتعرض له البلاد على طبقة البويار النبيلة، فهذه الطبقة الفاسدة لم تكن تهتم سوى لمصالحها ونفوذها، وكان كره القيصر لها عميقًا متأصلًا، فبعد موت أبيه قاموا بقتل أمه الوصية على العرش بالسم، وكان إيفان فى الثامنة من عمره حينها، وقد لقى معاملة قاسية من البويار بعد أن أصبحوا أوصياء على العرش محل أمه، فأضمر لهم الضغينة منذ نعومة أظفاره، وراح يتحين بهم الفرص. 
إيفان كان قاسيًا وشرسًا فى تعامله مع خصومه وأعدائه، لدرجة أن البعض رأوا أنه ربما كان يعانى من خطب ما فى عقله، لكن قسوة إيفان فى الواقع لم تكن عجيبة أو فريدة فى عصره الذى اتسم بالعنف والحروب الدموية على مستوى العالم أجمع، روسيا كانت معزولة فى طرف العالم القصى وبعيدة كل البعد عن طرق التجارة والملاحة العالمية، لذلك تركزت أهداف إيفان الرهيب على فكرة ضم البلدان المتاخمة لحدوده إلى إمبراطوريته من أجل الربط بين بحر البلطيق وبحر قزوين، وعلى الرغم من فشله فى تحقيق هذا الهدف خلال حياته، إلا أنه تمكن من ضم أراض شاسعة إلى روسيا، وتمكن أيضا من احتلال «ايلخانات» التتار فى قازان وآستراخان مما مكنه من الوصول إلى نهر الفولغا.
يقال فى يوم من الأيام انتقده أحد جنوده، فقام القيصر بتعذيبه تعذيب نفسى، إذ أمر بجلب زوجة الجندى وجعل عددًا من الرجال يغتصبونها أمام عينيه ثم قتله، وكان مولعًا بالنساء الارستقراطيات ومولعًا بمشاهدتهن يغتصبن ويتعذبن على يده ويد جنوده، وأنشأ لهذا الغرض مجموعة خاصة بتعذيب النساء من الأسر النبيلة، وكان يخطف النساء النبيلات حتى من أقاربه أمام أعين أهاليهم، ومن يعترض على أفعال القيصر كان مصيره القتل من دون رحمة، كان يخطف النساء ويغتصبهن مع جنوده ثم يقتلهن بعد أن يقضى وطره منهن. 
غضب «القيصر» وكراهيته للبويار، إضافة إلى ظروف روسيا الصعبة والحرجة، كل تلك الأمور ساهمت فى صياغة شخصية جديدة للقيصر ابتداء من عام ١٥٦٠، حيث أصبحت شخصيته أكثر قسوة وعنفًا وتعطشًا للدماء، ومع نهاية عام ١٥٦٤ شرع القيصر فى تأسيس قوة عسكرية خاصة أطلق عليها اسم أوبرجنيك، كانت تتكون من ألف مقاتل، كل واحد من هؤلاء الألف هو وحش مجرد من أى شعور أو إنسانية، ولاؤهم الوحيد للقيصر، ويطيعونه طاعة عمياء، وعلى استعداد تام لفعل أى شيء من أجله، وكان القيصر يمتحن ويختبر هذا الولاء الأعمى من حين لآخر بأن يطلب منهم أن يقتلوا آباءهم أو زوجاتهم أو أصدقاءهم، وكانوا ينفذون أوامره من دون أى تردد، وعلاوة على قسوتهم، كان مظهرهم مخيفًا يزرع الرعب والهلع فى النفوس، وكانوا يرتدون ملابس سوداء طويلة تغطيهم من الرأس حتى أخمص القدم، أشبه بملابس الرهبان، وكانوا يمتطون أحصنة سوداء ضخمة، يعلقون على صهواتها رؤوسًا مقطوعة لكلاب، ويضعون خلف ظهورهم مكنسة، فكانت رؤوس الكلاب كناية عن الفتك بأعداء القيصر، بينما ترمز المكنسة إلى تنظيف البلاد من شرور الخونة ورجسهم، ولهذا كان الناس يطلقون على هؤلاء المقاتلين المرعبين اسم «كلاب القيصر».
وهو اسم لم يخلو من واقعية، فالقيصر كان يعاملهم فعلا كأنهم حيواناته المدللة، أخذ ثلاثمائة منهم ليعيشوا معه فى قلعته المعزولة، ويقال بأنه كان يغنى لهم أثناء تناولهم لطعامهم، وكان لا يأكل حتى ينتهوا هم من الأكل، ويبقى صاحيًا حتى ساعة متأخرة من الليل يسهر على راحتهم، ثم ينسحب إلى مخدعه برفقة ثلاثة شيوخ عميان لكى يرووا له ولزوجته القصص والحكايات، وبهذه القوة والحشد استطاع قيصر «روسيا» الرهيب، والذى أطلق عليه هذا اللقب، نظراً لبشاعة جرائمه، من نشر العنف والقسوة فى أرجاء العالم، كما تمكن من القضاء على «البويار» من خلال تقطيع أجسامهم.