الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

أكذوبة اغتيال أيمن نور.. المسخ السياسي يصل "إسطنبول"

 أيمن نور
أيمن نور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
من أقنع أيمن نور بأنه مهم ومؤثر ومطلوب لدرجة الاغتيال؟
حين سألوه عن سرّ عدم عودته إلى القاهرة، فضل ألا يتطرق إلى منعه من دخول مصر، وخوفه من «القبض» عليه فى المطار- والاتهامات التى تضعه فى زنزانة واحدة مع «بديع» و«الشاطر» و«مرسي» عديدة، وساخنة، وجاهزة فى انتظاره- فضّل ألا يتكلم، لم يجد بديلًا عن الصمت، والاتصال بشباب حزبه فى مصر لتدبير رد مناسب.
القصة جرت داخل مقر «غد الثورة» بالقاهرة قبل أيام فقط.. اجتمع الشباب فى صالة الحزب، ومنهم هيثم التابعي، ونجلاء فوزي، وعزة داود، وكريم جلال، للاتفاق على صيغة.. هى إعلان الكشف عن خطة لاغتيال أيمن نور.
التقطت بوابة «القاهرة» الإخوانية، التى يديرها عبدالواحد عاشور، مدير تحرير وكالة أنباء الشرق الأوسط فى عهد «مرسي»، أول الخيط.. نشرت الخبر بالاتفاق مع «غد الثورة».. ليس خبرًا دقيقًا.. إنما بيان يقول:
«كشف المكتب الإعلامى لرئيس حزب «غد الثورة»، الدكتور أيمن نور عن معلومات أدلى بها مسئول أمنى لبنانى تؤكد وجود مخطط لاغتيال نور فى لبنان. «أيمن» يعتقد بما يمتلكه من علاقات دولية مع شخصيات ثقيلة أنه أصبح مثلهم، أيمن نور خارج المشهد الآن.
هذه حقيقة.. هل ينكرها أحد؟
«الإخوان» وحدهم ليس بوسعهم أن يصدقوا أن «المسخ السياسي» الذى اتبعوه سقط.. انتهى.. وكان لا بد أن تخرج قصص «مسلية» عن اغتياله.. هل تقترب من الحقيقة؟
لا.
حاول أيمن نور أن يضيف للقصة مصداقية، فلم يكن أمامه إلا أن يكذب..
تفاصيل «الاغتيال» - كما تروى بوابة «القاهرة» نقلًا عن مكتب «الهارب» - تقول إن العقيد جوزيف غنطوس، القيادى فى مخابرات الجيش اللبناني، زار «نور» ساعة الإفطار، أبلغه رسالة تؤكد أن معلومات مخابرات الجيش أكدت وجود مخطط يستهدف حياته، أو اغتياله فى لبنان، طلب منه أن يزيد حراسته الخاصة، و«البودى جاردات»، ويتحرك بسيارة «هامر» مصفحة، ولا يخرج فى أوقات محددة، أو متوقعة.
طلب أيمن نور أن يقرأ تقرير «المخابرات» أو يعرف ما فيه من معلومات.. كانت لدى العقيد جوزيف غنطوس تعليمات محددة ألا يتكلم، أو يكشف أسرار جهازه حتى لو كان «الهدف» الذى يريد تأمينه يريد أن يعرف.. قال له: تهديد حياتك من شخص قريب.. حاسب.. واحذر.. الطرف معروف بالنسبة لك، وأنا غير مصرح لى أقول لك أكثر من ذلك.
سأله: وماذا عن التأمين المطلوب من الحكومة؟.. كان الرد جاهزًا: السلطات اللبنانية حريصة على سلامتك، ولن تتأخر عن حمايتك.
حاول أيمن نور أن يخرج بمعلومة واحدة تكشف له الجاسوس الذى ينام فى فراشه، وينتظر لحظة الفتك به، ثم إنه بدأ يفكر.. هل يموت بعبوة ناسفة مزروعة فى موتور سيارته، أم بقنبلة يدوية تخترق شباك قصره، وهل يكون غاليًا لدرجة أن يضرب بمدفع «آر بى جي»، أم يموت بـ«سم» فى طبق العشاء؟
يعيش أيمن نور فى قصر يطلّ على جبال «العليا»، أعلى منطقة فى لبنان، تطلّ على الجبال، وأشجار الأرز، و١٥ حارسًا، و٥ خادمات فى خدمته.. تحت قدميه.. يلبون له رغباته.. يعيش «شهريار» زمانه، وسيارة ضخمة تنقله وسط موكب من السيارات يشبه مواكب الرؤساء.
قصة تقع فى منطقة رمادية.. ليست حقيقة.. ولا تستطيع أن تؤكد أنها كذبة.. أو وهم من أوهام ناشط سياسى ترشح للرئاسة.. ثم وجد نفسه لا شيء.
من هذه الزاوية تستطيع أن تفهم أيمن نور جيدًا، وتعرف قدره أمام نفسه.
يرى أنه لا شيء، يحيط نفسه بالقصص والأسرار والروايات والتفاصيل الغامضة التى تهدد حياته، ومستقبله السياسي، ولا يريد أن يغيب عن المشهد، قدره وضعه فى خانة «الهارب».
لديه إصرار غريب على أن يتواجد مع «السيسي» فى جملة واحدة.. يشتمه.. يخوض فى سيرته.. يعارضه من فوق جبال «الأرز».. يصدر بيانًا يؤكد فيه أن ضغوطًا من «السيسي» تحاصره فى «بيروت» للتضييق على تحركاته.
يلقى «نور» قنابله فى وجه الجميع لعلّ الإعلام المصرى ينقل خبرًا عنه.. فلا نراه، لأن لا أحد يريد أن يراه.
السؤال الآن.. هل يذكره أحد فى مصر؟
الإجابة.. لا.
ادخل على صفحته الشخصية لن تجد شيئًا يوحى بأنه مازال حيًا إلا أخبارًا تنشرها مواقع مجهولة.. نقلًا عن مكتبه فى القاهرة.
أيمن نور حى على «تويتر» فقط.
من بين القصص التى يحيط بها نفسه.. أنه أثناء تواجده فى سيارته منذ أيام فوجئ بشعاع «ليزر» يوجه إليه من جهة غير معلومة.
العالم السرى لـ«الهارب» لا تتجاوز أخباره باب قصره الفخم على جبال «العليا»، الذى رحل عنه قبل أيام – بغير رجعة – إلى «إسطنبول»، تفاديًا للمخاطر، ورفعًا للحرج عن أصدقاء أعزاء، كما يقول. المعلومات الواردة من تركيا تؤكد أنه حجز شقة مجهزة بكل الأدوات الكهربائية، والأجهزة، وكاميرات، وبلوكات إنذار، خوفًا على حياته، وستشهد الأيام القادمة مجموعة زيارات إلى صربيا، ولندن، وبرلين، لعقد مجموعة اجتماعات مع قيادات «الإخوان» هناك، والاستقرار فى أوروبا بشكل رسمي.

سر رفيقة «نور» الجديدة

هل سافر أيمن نور وحده؟
بالطبع لا.
على الكرسى المجاور فى الطائرة اللبنانية المتجهة إلى إسطنبول كانت دعاء تنتظر وصوله من «مراجعة جواز السفر».
«دعاء» الشخصية الغامضة فى حياة «السياسى الهارب» قصص تستحق أن تروى، وصور فى بلاد الله.
شخصية مريبة لن تكون لها علاقة بالانتخابات ولا السياسة، رغم أنها تعرف كل الأسرار، لا تدافع عن نفسها، ولا تلتفت لما يقال عنها، ما تقوله منذ أن تخرَّجت من كلية «الاعلام» بجامعة القاهرة.. تريد فقط أن تعيش حياة حلوة، وتستمتع بما بقى من حياتها. دعاء حسن من حى متوسط فى القاهرة، شاركت فى مظاهرات ضد نظام «مبارك»، لم تكن تعرف أنها ستقع فى طريق عدوه الأول، أيمن نور، الذى تعرفت عليه بعد خروجه من السجن، اقتربت منه بشكل مريب قبل انفصاله عن زوجته جميلة إسماعيل بأسابيع قليلة رغم أنها فى عمر أولاده.
أصبحت سكرتيرة مكتبه فجأة.. كانت بالنسبة لها مجرد وظيفة.. أما هو فقد اعتبرها دخلت «الحرملك» الخاص به.
تفاصيل ما جرى أنه حين هرب إلى لبنان كانت بصحبته.. شوهدت أكثر من مرة تتناول معه الغداء والعشاء فى مطعم شهير.. لا تخفى صورها، أو تنكر أنها تعيش فى لبنان بل إنها تنشر صورها على ثلج «العُلية»، المنطقة الجبلية التى يعيش فيها، وتعيش بالقرب منه، وعلى نفقته الخاصة، كانت لها رحلات فى «روما» و«ميلان» و«باريس» وإسطنبول.
من لا شيء.. أصبحت سيدة مجتمع غنية.. ترافق أيمن نور فى كل سهراته وحفلاته ورحلاته واجتماعاته.. يخاف عليها من أى شيء، يمنعها من نزول مصر، و«دعاء» لا تطلب ذلك، فالقاهرة ضيقة عليها، وأضيق مما تحلم به، وتصل إليه مع رجل، هى تريد أن تظل بجوار أيمن نور فقط.
أدمنت أن تكون طريدة من بلد إلى بلد، عدوى انتقلت من «أيمن» إلى كل من حوله، وهى أنه لا حياة بلا قلق، ولا متعة بلا خوف.. استطاعت أن تتجاوز الفزع من الترحيل أو السجن الذى ينتظرها معه فى مصر مقابل أن تعيش الآن.