الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

معركة الشيخ زويد.. وكتائب نشر الإحباط

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
انتصار جنودنا البواسل على حفنة من المجرمين في الشيخ زويد هو أمر طبيعى، التدريب العالى والإصرار والعزيمة مفردات بديهية لدى المؤسسة العسكرية، وبالرغم من عدم جواز المقارنة، ولكن المتابع للعصابة الإجرامية التي حاولت اختطاف أمتار مربعة من وطننا الغالى لتعلن من عليها كذبًا وزورًا إمارتها الوهمية، أقول المتابع لتلك العصابة سيعرف أنه تم تجميعهم كمطاريد من عدة دول، وأن عملهم في الأساس لا علاقة له بالدين أو حور العين أو غيرهما، وكل ما في الأمر هو أن كل مشارك منهم موعود بعشرات الآلاف من الدولارات فور تنفيذ المهمة الموكلة إليهم.
ترددت أنباء أن أجرة الفرد الواحد من الذين حاولوا الاعتداء على كمائن الجيش في الشيخ زويد كانت خمسين ألف جنيه، استلموا منها بالفعل خمسة وعشرين ألفا، وكان الباقى بعد تنفيذ مخططهم، وهو ما يشير بوضوح إلى خزائن عالمية مفتوحة لتلك العصابات من أجل خلخلة الأمن في مصر، ومن تلك الخزائن ما هو عربى، وما هو أبعد من ذلك، وإذا قمت بحسبة أخرى بسيطة لتتعرف على تكاليف السلاح والسيارات المستخدمة في الهجوم، وتكاليف تهريبهم للداخل المصرى، وكذلك تكاليف تفرغ عدد من الفضائيات لمتابعة رصد المعركة مع بث الرسائل الكاذبة والمحبطة في الساعات الأولى للهجوم، سنتأكد من فداحة التمويل الذي اعتمدت عليه تلك العناصر المجرمة لتنفيذ هجومهم المشئوم.
كل هذا يعرفه النظام المصرى، وتدركه القيادة السياسية ولا مفاجآت فيه، والتعامل مع تلك العصابات ومن ورائهم لن يتوقف حتى يتم إعلان مصر خالية من الإرهاب والإرهابيين، وحتى تعترف الدول التي تعمل تلك العصابات لحسابها أنها فشلت، وأن مصر صخرة كبيرة عصية على التقسيم، تلك الدول التي فقدت رشدها ستأتى راكعة أمام بيادة الجندى المصرى لتبقى لمصر العزة والكرامة والانتصار.
أما عن المشهد الدولى المتآمر والراعى للإرهاب، فالنظام المصرى كفيل به ولكن قريبا من هذا المشهد العبثى، نشير إلى مصيبة برزت في الإعلام المحلى وطفحت عند عشرات ممن يسمون أنفسهم نشطاء، تتجلى تلك المصيبة في كمية الجهل النشيط والغباء المركب اللذين أصابهم، وكأنهم كتائب منظمة لنشر الإحباط، عشرات التغريدات الكاذبة التي تضرب بعمق في معنويات المعركة، وتصادف مع ذلك دخول مغردين عرب، من بينهم واحد اسمه ناصر الدويلة من الكويت، كان عضوا بمجلس الأمة الكويتى، كل تدويناتهم تشير إلى سقوط العريش، وكذا وكذا حتى إن ذلك الدويلة قال إنه قادم إلى مصر للاحتفال بالنصر في ميدان رابعة.
هذا الجنون قد أتوقعه من ذيول إخوانية منظمة ملتزمة بالسمع والطاعة على الفساد، سواء كان هذا الذيل اسمه الدويلة أو اسمه أحمد منصور، ولكن ما لا يمكن لعاقل أن يتوقعه هو أن تمتد تلك الصرعة إلى بعض المنتسبين لليسار والليبرالية، وتحديدًا ناشطى التمويل من تجار حقوق الإنسان، فكمية البرود التي صادفتها على صفحاتهم تشير بل وتؤكد أنهم اختاروا الانتماء لوطن الدولار، وصار هو هدفهم ومبتغاهم ذلك الاختيار، يحملون عاره وحدهم، ويدفعون ثمنه من شرفهم وكرامتهم، وهم أحرار في ذلك، ولكن في وقت المعارك ليس من حق واحد منهم زراعة اليأس بين الناس، لأن الثمن هنا مدفوع من دماء جنود ومن أسر شهداء ومن كرامة وطن.
معركة الأربعاء بالشيخ زويد انتهت والحمد لله بنصر مبين، ولكن ذلك النصر لا يمكن معه أن ننسى ميلاد مصريين وقفوا في خندق العدو، وارتفاع شأن مصريين آخرين ناضلوا بدمائهم ليكتبوا ملحمة مصرية ستعيش معنا سنوات طوال قادمة.