الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الإسـلاموفوبيا (2)

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
وفقًا لمؤسسة «فير» «Fear Inc»، وهى شبكة تضم خبراء فى المعلومات المغلوطة «misinformation experts»، التى تدعم إصدار تقرير دورى عن «مركز التقدم الأمريكى» «Center for American Progress»، وهى تُعنى بدراسة ظاهرة الإسلاموفوبيا فى الولايات المتحدة، فإن الترويج للإسلاموفوبيا يخلق كلًا من العداء والتمييز بين السكان بشكل عام، ويقوم العداء بدور محورى فى وجود الإسلاموفوبيا وانتعاشها.
ويُعد العداء وحده، كحُكم سلبى أو رأى أو اتجاه سلبى، محددًا للتوجه العام للمواطنين، وعندما يكون العداء مصحوبًا بالأفعال العنيفة والمتصاعدة لدرجة التمييز، فإنه يخلق بيئة خطرة لضحاياه، وقدم مركز «جالوب» تحليلات لنماذج العداء ضد المسلمين والإسلام فى عدد من الدول وفى الولايات المتحدة، فحوالى نصف العينات الممثلة على المستوى القومى من المورمون «Mormons» (طائفة دينية أمريكية نشأت عام ١٨٣٠) والبروتستانت والكاثوليك والمسلمون واليهود يوافقون عمومًا على أن معظم الأمريكيين يشعرون بالعداء تجاه الأمريكيين المسلمين، وبالتحديد فإن ٦٦٪ من اليهود الأمريكيين و٦٠٪ من الأمريكيين المسلمين يقولون إن الأمريكيين يشعرون بالعداء تجاه الأمريكيين المسلمين.
ومن المحتمل أن المسلمين ٤٨٪ يقولون إن أكثر الأمريكيين الذين يدينون بديانات أخرى مروا بخبرة التمييز العنصرى والدينى فى العام السابق، كما أن الأمريكيين المسلمين -بدرجة وصلت إلى أكثر من الضعف مقارنة باليهود والكاثوليك والبروتستانت الأمريكيين- ذكروا أنهم مروا بخبرة مماثلة لهذا التمييز فى العام السابق.
ويضاهى الـ ٤٨٪ من الأمريكيين المسلمين الذين قالوا إنهم مروا بخبرة للتمييز العنصرى أو الدينى كلا من الأمريكيين البيض (٤٨٪) والأمريكيين الأفارقة (٤٥٪)، وذلك كما تم رصده من خلال توليفة من هذه المجموعات نفسها، وذكر ٥٢٪ من الأمريكيين العرب أنهم غالبًا مروا بخبرة من هذا النمط من التمييز.
إن المعلومات التى يوردها البعض عن نفسه «self-reported knowledge» -سواء كانت دقيقة أم لا- عن الإسلام كدين يبدو أنها تؤثر على شعور الأمريكيين بالعداء نحو المسلمين، ومن الأمريكيين الذين قالوا إنهم لم يكن لديهم عداء شخصى تجاه الإسلام، ذكر ٢٩٪ منهم أنه لا يوجد لديهم أية معرفة عن الإسلام، وفى الحقيقة، فإن أولئك الذين يقولون إنهم يحملون قليلًا من العداء أو قدرًا كبيرًا من العداء يقولون إنهم ليس لديهم معرفة عن الإسلام.
وحتى بين الأمريكيين الذين لا يحملون عداءً شخصيًا تجاه المسلمين، ذكر ثلثهم أن لهم رأيًا غير محبب عن الإسلام (٣٦٪)، ومن غير المثير للدهشة، أن أولئك الذين يقولون إن لديهم درجة كبيرة من العداء للمسلمين ينظرون للإسلام نظرة سلبية (٩١٪)، إن ثلث الذين ليس لديهم عداء للإسلام لهم رأى سلبى فى الإسلام، وهو الأمر الذى يطلق تحذيرًا، لأن ذلك يشير إلى أنه حتى من لا يحملون أدنى عداء للإسلام كدين لديهم آراء ووجهات نظر سلبية عن هذا الدين.
ولا يتخذ الذين أوضحوا عداءً شخصيًا تجاه المسلمين اتجاهًا سلبيًا من الدين فى العموم أو ديانات الأقليات بشكل خاص، وعلى سبيل المثال، فإن الأمريكيين الذين يقولون إنهم يشعرون على الأقل بقليل من العداء تجاه المسلمين يعبرون عن آراء إيجابية عن اليهودية، بغض النظر عن الدرجة التى يحملون بها عداءً نحو المسلمين.
ويخلق الشعور بالألفة مع المسلمين اختلافًا محدودًا فى مستويات العداء الشخصى تجاه المسلمين بشكل عام. إن ٥٣٪ من الأمريكيين الذين يقولون إنهم لا يحملون أى عداء تجاه المسلمين يقولون إنهم يعرفون شخصًا ما يعتنق الإسلام ويمارسه، وبالمقارنة، فإن أولئك الذين يقولون إنهم يحملون قدرًا كبيرًا من العداء للمسلمين يقولون الشيء نفسه.
وكلما تعاظمت درجة عداء الأمريكيين للمسلمين زادت احتمالية أن يقولوا إن معظم المسلمين فى العالم لا يريدون السلام، ولا يقبلون ديانات الآخر، ولا يقبلون الأجناس الأخرى التى تختلف عنهم، وبغض النظر عن العداء الشخصى تجاه المسلمين، فإن واحدا من كل خمسة أمريكيين يقول إن معظم المسلمين فى العالم لا يقبلون ديانات الآخرين ولا أجناسهم، وفى الحقيقة، يقول حوالى ثلث من لا يحملون عداءً تجاه المسلمين إن المسلمين فى العالم لا يتقبلون ديانات الآخرين.
وفى الولايات المتحدة، يوجد العداء تجاه الأمريكيين المسلمين بين الرجال والنساء، الشباب والكبار، المتعلمين وغير المتعلمين، ولا تزال بعض الاختلافات فى مستويات العداء حاضرة، فيما بين المجموعات الديموجرافية المختلفة؛ فالرجال أكثر عداءً من النساء، كما أن الذين أتموا تعليمهم الثانوى أكثر عداءً ممن لم يتموا تعليمهم، كما أن المتزوجين أقل عداءً من غير المتزوجين، والأكبر سنًا ومن يقطنون المناطق الحضرية أقل عداءً للمسلمين.
ويقول ٥٠٪ من الذين لديهم قدر كبير من العداء نحو المسلمين إنهم جمهوريون، مقارنة بـ١٧٪ ممن يحددون هويتهم السياسية على أنهم ديمقراطيون، و٧٪ مستقلون، وغالبًا ما يكون الذين لا يحملون عداءً للمسلمين ديمقراطيين أكثر من الجمهوريين بنسبة ٣٩٪، و٢٣٪ على التوالى.