الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

جزاء القتل والغدر في رمضان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في مصر وفى تونس وفى فرنسا تمتد يد من يدعون الانتماء إلى الإسلام ليقوموا بارتكاب جرائم القتل والغدر أثناء شهر رمضان الكريم.
إننى أتساءل عن شعور أهل وأصدقاء الفرنسيين الذين قتلوا على شواطئ تونس على يد من يدعون الإسلام في شهر مقدس كريم. المسلمون في تونس والمسيحيون واليهود من أهل وأصدقاء الضحايا لن يفهموا أن يرتكب هؤلاء الجبناء هذه الجرائم المنكرة في شهر كريم كرسه المسلمون للصيام والصلاة والعبادة وليس لإسالة الدماء.
وأيضا الجبان الإرهابى الذي اكتشف الفرنسيون أن العربة التي فجرها وقتل الضحية هو أيضا مسلم، كيف سيقابل الله ويدعى الشهادة وهو قاتل؟ وكيف سيفسر الفرنسيون معنى شهر رمضان لهذا الإرهابى القاتل والغادر؟
ويحتمل وهو يموت بعد تفجير العربة قال ظلما وهتافا «الله أكبر»... واسم الله منه براء، ففى سورة النساء يقول الله تعالى: «وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا».
وهؤلاء الذين يذهبون في سيناء يطلقون الرصاص ويفجرون القنابل على الأبرياء في شهر رمضان انتقاما وغدرا وجبنا، من الذي يقول إن شهر رمضان المبارك يسمح فيه بالقتل ظلما وعدوانا.
إننى أتساءل، ماذا يمكن أن يكون موقف الأغلبية المسلمة وهى ترى الأقلية الإرهابية تعتدى على قدسية شهر رمضان، لا محال إلا أن تتصدى الأغلبية المسلمة المؤمنة لتدافع عن قيم ديننا الحنيف أمام من يدعون الانتماء إليه ثم تقتل حتى داخل المساجد أثناء صلاة الجمعة وفى رمضان.
هل من الممكن التسامح مع هؤلاء القتلة داخل دور العبادة دون رد فعل من الأغلبية المسلمة المؤمنة؟
وفى الكويت، فجر أحد المصلين نفسه أثناء صلاة الجمعة في أحد المساجد الشيعية (مسجد الإمام الصادق)، وقتل نحو ٢٧ ضحية، وأصيب ٢٢٧ فردا، ماذا يمكن أن نعمله أمام هؤلاء المجرمين؟
أولا: علينا أن نتسلح للدفاع عن النفس، وهو حق شرعى، وعلينا أن نسأل أهل العلم والدين عما إذا كان الدفاع عن النفس بالتسلح للحماية عن الذات مسموحًا به شرعا.
ويجب على أصحاب الخطاب الدينى أن ينشروا الوعى بين الناس حول شروط وحدود الدفاع عن النفس من هؤلاء المعتدين الإرهابيين.
والجيش هو القوة التي تتصدى لهؤلاء من أبناء الشيطان، وعلينا جميعا أن نقول «كلمة حق» للدفاع عن شرف الأمن والجيش حينما يتصدى بكل قوة لمن اختاروا لغة الإرهاب والاعتداء على شعبنا.
كم من أصحاب الأصوات العالية والبطولات الكاذبة من طالبوا بالجزاء والعقاب لرجال الشرطة حينما كانوا يؤدون دورهم ومسئوليتهم في الدفاع عن الأهالي، وتقع بعض الأحداث بحكم الضرورة، ويطالب المزايدون بمحاكمتهم، وتكون النتيجة شل أيديهم عن القيام بواجبهم.
إننى أطالب المسئولين بوزارة الداخلية بنشر الإحصائيات التي لديهم عن عدد الشهداء والجرحى ومن تم تشويهم أثناء الصدام، ليعلم الشعب الثمن وأن بعضهم سيعيش بقية عمره مشوها.
يجب أن تقال «كلمة حق» أكررها للدفاع عن شرف الأمن والجيش حتى يشعر رجالهم بالأمن، حينما يتصدون بقوة للمجرمين والإرهابيين دون خوف وقلق، حينما يقومون بمسئوليتهم في حماية أفراد هذا الشعب.
ولا خوف ولا قلق في حالة التجاوزات من جانب رجال الشرطة، لأن هناك قضاة تعودوا وتعلموا أن يحكموا بالعدل، وهناك قيادة في شخص اللواء مجدى عبد الغفار وزير الداخلية وعد شعبنا أنه لن يغفر التجاوزات، لأنه حريص على سمعة رجال الشرطة وسمعة «الضبط والربط» في تصرفاتهم.
إذن هناك معادلة تتوازن فيها قاعدة تلزم القضاة أن يحكموا بالعدل، وهناك قيادة عمل في الشرطة لا تسمح بالتجاوزات والاعتداء على كرامة أفراد شعبنا.
وفى النهاية لا خوف على دولة تحترم هيبتها أمام شعبها وأمام العالم الخارجى.