الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

للسيسي ربٌ يحميه!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
دأب إرهابيو الإسلام السياسي من إخوانٍ وجماعةٍ إسلامية وسلفيةٍ تكفيرية على أن يُلصقوا بالرئيس عبد الفتاح السيسى أقذعَ الألفاظ وأبشعَ التُهم وأسوأَ الصفات، وذلك منذ فض اعتصامي رابعة والنهضة وحتى يومنا هذا، رغم أن الرجل عندما كان وزيرًا للدفاع لم يبخل على الرئيس محمد مرسي بالنُصح والإرشاد في أن يعقد انتخاباتٍ رئاسيةً مبكرة لكى يقرر الشعبُ المصرى ما يريده بدلًا من الانطلاق بالدولةِ المصرية نحو المجهول، وهو ما واجهه الرئيسُ المخلوع بعنتٍ وكبرياءٍ وغرورٍ عندما أطلق عبارته المشهورة: «إننا جئنا لكى نمكث في الحكم ٥٠٠ سنة»..!.
ولم يبخل الجيشُ المصرى الذي يحمى إرادةَ هذا الشعب على الإخوانِ ورئيسِهم بإعطائهم المُهلةَ تِلوَ الأخرى لكى يستجيبوا لمطالب الشعب التي صارت واضحةً لكلِ ذى عينين ومسموعةً لكلِ ذى أذنين ومفهومةً لكلِ ذى عقل، إلا أن الجماعةَ الموهومة ورئيسَها أغلقوا عيونَهم وصكوا آذانَهم وأوصدوا مفاتيحَ عقولِهم دونَ إرادةِ الشعب، فما كان أمامَ جيشِ الشعب ووزيرِه بدٌ إلا أن ينحازوا لإرادةِ الشعبِ وإزاحةِ هذه الجماعةِ الفاشية عن الحكم.
ورغم أن الجماعةَ الإرهابية وزعيمَها الذي كان يكمُن خلفَ أسوارِ الاتحادية لم يطيقوا صبرًا على المعتصمين من أبناءِ هذا الشعب بجوار القصر، فأطلقوا أيدى عصابتهم لكى تقتلَ وتعذبَ وتُنكلَ بكل من طالته أيديهم وسولت لهم أنفسهم الاعتصام والتظاهر ضد ذلك الرئيس الذي يدعى أنه يمثل الإسلامَ أو أنه الإسلامُ ذاته، والإسلامُ منه براء.. رغم ذلك كله إلا أن هذا الشعب وجيشه وشرطته ومؤسساته كانوا أرحبَ صدرًا مع جماعةٍ وفصيلٍ عُرفَ عنه العنتُ والغباءُ والتصلبُ في غير موضعه، فتركوا السوقةَ والدهماءَ والأُجراءَ والمغيبين وشُذاذَ الآفاق اثنيْن وأربعين يومًا معتصمين في ميدانيْ رابعة والنهضة علهم يفيقون أو يثوبون إلى رشدهم، ولكنهم أبوْا ورفضوا كلَ محاولاتِ تجسيرِ الفجوة بينهم وبين بنى شعبهم، ورموا البسطاءَ في أتونِ نارٍ مشتعلة هرب منها معظمُ قادتِهم إلى قطر وتركيا والسودان، ولاذ بعضُهم الآخر بالجحور التي خرجوا منها بعد ثورة يناير التي لم يكن لهم فضلٌ فيها، وعادوا إليها بعد فض الاعتصام.
ومنذ فض اعتصاميْ رابعة والنهضة، والإسلاميون أو المتأسلمون الذين يلعبون بورقة الإسلام كما يلعب المقامرون بأوراق اللعب على موائد القمار، يطلبون من أتباعهم وخُلصائهم بالدعاء على السيسي، وحتى يتقبلَ اللهُ دعاءَهم طلبوا منهم أن يصوموا الإثنين والخميس من كلِ أسبوع، وأن يصوموا الأيامَ القمريةَ الثلاثة وَسْط كلِ شهرٍ هجرى مع الدعوة على السيسى عند الإفطار، وطلبوا منهم أن يعتمروا ويحجوا للدعاء عليه في المسجد الحرام والمسجد النبوي، بل وعند إفطار كل يوم من أيام رمضان وأثناء قيام الليل وفى صلاة التهجد وخلال الاعتكاف بالمساجد التي تديرها الدولة التي لايعترفون بها ولا برئيسِها..!.
والمشكلة الكبرى أن هؤلاء الرُكعُ السجود المعتمرين الصوامين القوامين الذين يرفعون أيديهم وتلهج ألسنتهم بالدعاء إلى الله لكى ينال لهم من الرئيس السيسى لم يسألوا أنفسهم ولو لمرةٍ واحدة: لماذا لا يتقبلُ اللهُ دعاءَهم؟ ولماذا ترتد عليهم هذه الدعواتُ لكى ينالَ اللهُ منهم، ويضربَ منهم السوقَ والأعناق ويمزقهم كلَ ممزق، ويجعلهم يتيهون في الأرض فُرادى وجماعات؟
وفى رأينا أن الإجابةَ بسيطة وربما تكون غاية في البساطة رغم تعامى الإسلاميين عنها ورغمَ عِظَمِ السؤال وضخامته، وهى إجابةٌ لا تحتمل سوى أحدَ أمريْن: إما لأن إرهابيى الإسلامِ السياسي لم يُخلصوا الدينَ لله وهو عليهم مُطلع لأنه يعلمَ خائنةَ الأعينِ وما تُخفى الصدور، فرد دعواتهم إلى نحورهم ليذيقهم وبال أمرهم، وإما أن للسيسى ربًا يحميه.
قُضِيَ الأمرُ الذي فيه تستفتيان.