الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

فؤاد سليم وريثُ جيلِ رواد الإعلام

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
د. فؤاد أحمد سليم، من أساتذة كلية الإعلام جامعة القاهرة الذين عُرفت بهم الكلية التى كانت مجردَ قسمٍ للصحافة بكلية الآداب حتى نضجت وكبرت وأصبحت كليةً مستقلة فى العام ١٩٧١. لقد تخرج د. فؤاد فى ذلك القسم تلك النبتة الطيبة التى أورقت وأثمرت كلية الإعلام فى العام ١٩٦٥، وكان هو الوريث الحقيقى لجيل الرواد فى ذلك القسم.. تعلم على أيديهم ونهل من علمهم واستكمل مسيرتهم العلمية مع تلامذته.. فقد تعامل لسنواتٍ عديدة مع أساتذةٍ عظام من أمثال د. خليل صابات ود. إبراهيم إمام ود. أحمد حسين الصاوى ود. جيهان رشتى ود. إجلال خليفة ود. سامى عزيز.. وغيرهم كثيرون.
ومما لا يعلمه البعض أن د. فؤاد سليم يمكن أن نُطلق عليه دون منازع لقب «أستاذ الأساتذة»؛ فعديدٌ من أساتذة الكلية الكبار تتلمذوا على يديْ د. فؤاد عندما كان معيدًا ومدرسًا مساعدًا ومدرسًا؛ ومن بين هؤلاء أساتذتنا الكبار د. على عجوة ود. منى الحديدى ود. ماجى الحلوانى ومن أتى بعدَهم.
وقد استطاع د. فؤاد سليم أن يؤسسَ لمدرسةٍ علمية رصينة فى بحوث ودراسات الإخراج الصحفى تتلمذ فيه على يديْه كثيرون من بينهم د. عصام عبد الهادى ود. أحمد محمود ود. سعيد الغريب ود. معين الميتمى (يمني) وغيرهم كثيرون.
ولقد شرُفت بالتتلمذِ فى رسالة الدكتوراه على اثنين من العلماءِ من جيلِ الرواد والجيل الثانى الذى ورث هذا الجيل فى العلمِ والأخلاقيات وهما د. خليل صابات ود. فؤاد سليم، واللذان كانا يشكلان ثنائيًا متعاونًا فى الإشراف على الرسائلِ العلمية فى تخصصيْ الطباعةِ والإخراجِ الصحفى.
وتعلمت من د. فؤاد سليم الكثير والكثير فى رسالة الدكتوراه، وكان يفتح لى دائمًا أبواب قلبه وبيته بالساعات الطوال لمناقشتى فيما أكتبه وتوضيح ما يخفى علىّ فى أمورٍ طباعيةٍ وإخراجية مارسها بنفسه فى دار «أخبار اليوم» الصحفية.
أذكرُ ذاتَ يومٍ، عندما أُصيب د. فؤاد بوعكةٍ صحيةٍ شديدة ألمت به، وذهبت لزيارته فى مستشفى مصر للطيران للاطمئنان عليه، فكان أولُ ما حدثنى فيه رغم حالته الصحية مسألةَ المحاضرات التى يقوم بتدريسها، وأوصانى بأن ترشح الكلية بديلًا حتى ولو من الخارج لتدريسها، فأبيْت إلا أن أقومَ باستكمالِ مشوارِه فى تدريسها، وعندئذ عادت بى الذاكرة إلى موقفٍ مماثلٍ للدكتور خليل صابات الذى تعرض لكسر بالساق دخل على إثره المستشفى لتركيب شرائح معدنية وكنت أعمل معه فى لجنة طباعة الامتحانات، فكان السؤال الأول الذى بادرنى به عند دخولى عليه: أخبار طباعة الامتحانات إيه؟، وكان سعيدًا بأن له تلامذة يستطيعون إكمال ما بدأه من عمل.
.. وهكذا هو جيلُ الأساتذةِ العِظام الذين ملأوا الأرض علمًا ونورًا يُشِعُ فى أرجاءِ الدنيا؛ كانوا لا يبخلون على تلامذتهم بوقتهم وجهدهم وعلمهم، وكانت كليةُ الإعلام فى ضميرهم وعقولهم حتى فى أصعب الظروف.
إن د. فؤاد سليم لا يُعد فقط وريثَ جيلِ الرواد من أساتذةِ كليةِ الإعلام العِظام، بل يُعد ضميرَ هذه الكلية وكاتمَ أسرارها والأمينَ عليها، لأنه عمل ليس لسنواتٍ بل لعقودٍ فى لجنةِ طباعةِ امتحاناتِ هذه الكلية سواء فى مرحلة البكالوريوس أو الدراسات العليا أو التعليم المفتوح، وهو طوالَ عمله معيدًا منذ العام ١٩٦٥ بقسم الصحافة بكلية الآداب وحتى الآن يتمسك بأخلاقيات الفرسان فى التعامل مع الجميع.. تلامذته قبل زملائه.
د. فؤاد سليم.. أستاذى العزيز: لديك قلبٌ من ذهب.. وأخلاقياتُ فارس.. ومشعلُ النورِ الذى يحمله العلماءُ فى كل زمان.. وتلامذةٌ يحفظون لك قَدْرَك.