الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"الرفاعية" على باب "أبو العلمين"

 صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
اختتمت الطريقة الرفاعية، مساء أمس الأول الخميس، احتفالاتها بمولد الإمام أحمد بن على الرفاعي، الملقب بـ «أبى العلمين»، و«شيخ الطرائق»، وشارك الآلاف من أبناء «الرفاعية» في موكب الاحتفال الذي انطلق عصرًا من أمام مسجد «السيدة زينب» إلى مسجد «الرفاعي» بمنطقة الدرب الأحمر.
وشهد الموكب ظهور لافتات تأييد للرئيس عبد الفتاح السيسي، بجانب رايات الطريقة وشاراتها التي زينت صدور «المحبين»، الذين حمل بعضهم الطبول والمزامير، مرددين الأناشيد و«الأوراد» الخاصة بهم.
وعقب وصول «الموكب الرفاعي» إلى مسجده قرب صلاة المغرب، بدأت الاحتفالات بالإنشاد والحضرات، وتزاحم الزائرون على المقام لزيارة حفيد «الرفاعي»، الإمام «على أبو شباك»، خاصة أن مقام «الرفاعى الجد» في العراق. وتواصلت احتفالات «الرفاعية» بمولد شيخ طريقتهم حتى الفجر، على أصوات المنشدين، وفى مقدمتهم محمود ياسين التهامي، الذي غاب والده عن الحفل. كما غاب عن الاحتفال عبد الهادى القصبي، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، ومحمود الشريف، نقيب الأشراف، اللذان لم يلبيا دعوة «الرفاعية» للاحتفال معهم. فيما شهد محيط المسجد حالة من الاستنفار الأمني، وانتشرت قوات الشرطة لتأمين الموكب.
«الرفاعي».. إمام المتصوفة الذي شهد السلفيون بكرامته قبل مريديه
«الفقير إذا انتصر إلى نفسه تعب.. وإذا سلم الأمر إلى الله تعالى نصره من غير عشيرة ولا أهل»، على ذلك المنهج عاش الإمام أحمد الرفاعي، إمام الطريقة الرفاعية، أحد أشهر إعلام المتصوفة، فقيرًا إلى الله، ملتجئًا إليه وحده، ناكرًا ذاته، ومؤكدًا في العديد من مقولاته على أهمية إنكارها، إذا أراد المرء أن يسير في طريق الله، ليأتى جزاء الله له برفعة شأن تلك النفس التي أنكرها ابتغاء مرضاته، وجعلها أحد الإعلام الذين لا يزيدهم مرور السنين إلا شهرة واكتساب مريدين ومحبين جدد، إلى الدرجة التي شهد له فيها أشد أعداء الصوفية من السلفيين بمكارمه قبل أن يشهد بها مريدوه، حيث عرفه موقع «أهل السنة والجماعة» بـ «السيد الجليل والإمام الزاهد»، واعترفوا بمكارمه وكراماته، ومنها تقبيله يد الرسول. 
ولد الرفاعى في العراق عام ٥١٢، وقد ثبتت نسبته من جهة أمه إلى سيدنا الحسين ابن السيدة فاطمة الزهراء بنت الرسول صلى الله عليه وسلم ويتصل نسبه بأمير المؤمنين أبى بكر الصديق رضى الله عنه من جهة جده الإمام جعفر الصادق، لأن أم الإمام جعفر الصادق هي فروة بنت القاسم بن محمد بن أبى بكر الصديق رضى الله عنه.
حفظ القرآن وهو في السابعة وعندما بلغ العشرين حصل على إجازة كاملة بكل علوم الشريعة والطريقة من الشيخ الجليل أبوالفضل على، محدث واسط وشيخها، الذي لم يكتف بذلك بل عظم شأنه ولقبه «بأبى العلمين» أي الظاهر والباطن لما أفاض الله عليه من علوم كثيرة حتى انعقد الإجماع في حياة مشايخه واتفقت كلمتهم على عظيم شأنه ورفعة قدره، وعندما وصل إلى الثامنة والعشرين من عمره عهد إليه خاله منصور بمشيخة المشايخ ومشيخة الأروقة المنسوبة إليه وأمره بالإقامة في أم عبيدة برواق جده لأمه الشيخ يحيى النجارى والد الشيخ منصور الذي تولى كفالته العلمية وتعليمه منذ طفولته.
حضرته
أما فيما يتعلق بحضرة الرفاعى فأكد العديد من المؤرخين أنها كانت تضم أعدادا ضخمة تصل إلى مائة ألف، ففى رسالة «سواد العينين في مناقب أبى العلمين» للإمام الرافعى قال: أخبرنى الفقيه العالم الكبير بغية الصالحين قال: كنت في «أم عبيدة» زائرا عند السيد أحمد الرفاعى في رواقه وحوله من الزائرين أكثر من مائة ألف إنسان، منهم الأمراء والعلماء والشيوخ والعامة، وقد احتفل بإطعامهم وحسن البشر لهم كلٌّ على حاله، وكان يصعد الكرسى بعد الظهر، فيعظ الناس، والناس حلقا حلقا حوله، فصعد الكرسى بعد ظهر خميس وفى مجلسه وعاظ واسط، وجم كثير من علماء العراق وأكابر القوم، فبادر القومَ بأسئلة من التفسير وآخرون بأسئلة من الحديث، وجماعة من الفقه، وجماعة من الأصول، وجماعة من علوم أخرى، فأجاب على مائتى سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجواب، ولا ظهر عليه أثر الحدة، فأخذتنى الحيرة من سائليه، فقمت وقلت: أما كفاكم هذا؟ والله لو سألتموه عن كل علم دُوّن لأجابكم بإذن الله بلا تكلف، فتبسم وقال: «دعهم أبا زكريا يسألونى قبل أن يفقدونى، فإن الدنيا زوال، والله محول الأحوال»، فبكى الناس وتلاطم المجلس بأهله وعلا الضجيج، ومات في المجلس خمسة رجال وأسلم من الصابئين ثمانية آلاف رجل أو أكثر وتاب أربعون ألف رجل.
وللإمام أحمد الرفاعى العديد من المؤلفات، أكثرها فقد في موقعة التتار، وما أُنقذ منها ووصل إلينا: «حالة أهل الحقيقة (أي الصوفية) مع الله – الصراط المستقيم – كتاب الحكم شرح التنبيه (فقه شافعى) – البرهان المؤيد – معانى بسم الله الرحمن الرحيم – تفسير سورة القدر – البهجة – النظام الخاص لأهل الاختصاص –المجالس الأحمدية– الطريق إلى الله.
آراؤه وزهده
اشتهر الإمام الرفاعى بشدة زهده وورعه إلى الله، وكان دائمًا ما يحذر الناس من أهل الشطح والغلو ويقول: «هؤلاء قطاع الطريق فاحذروهم» وكان يكره أصحاب القول بالحلول والوحدة المطلقة الذين يقولون إن الله تعالى يحل بالعالم، ويقول: «هؤلاء قوم أخذتهم البدعة من سروجهم، إياكم ومجالستهم» وكان يأمر باتباع هدى الشريعة والسير على طريقة المصطفى ويقول: «اتبع ولا تبتدع، فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السلامة، وإن ابتدعت هلكت»، وبالجملة كان الإمام أحمد الرفاعى الكبير يسير على خطى جده عليه الصلاة والسلام في أقواله وأفعاله وأخلاقه وينهج طريقته حتى نال المقام العالى والدرجات السنية.
وكان «الرفاعي» متواضعا في نفسه، خافضا جناحه لإخوانه غير مترفع وغير متكبر عليهم، وروى عنه أنه قال: «سلكت كل الطرق الموصلة فما رأيت أقرب ولا أسهل ولا أصلح من الافتقار والذل والانكسار، فقيل له: يا سيدى فكيف يكون ؟ قال: تعظم أمر الله، وتشفق على خلق الله، وتقتدى سنة سيدك رسول الله صلى الله عليه وسلم»، وقد كان يخدم نفسه، ويخصف نعله، ويجمع الحطب بنفسه ويشده بحبل ويحمله إلى بيوت الأرامل والمساكين وأصحاب الحاجات، ويقضى حاجات المحتاجين، ويقدم للعميان نعالهم، ويقودهم إذا لقي منهم أناسا إلى محل مطلوبهم، كما كان يمشى إلى المجذومين والزمنى ويغسل ثيابهم ويحمل لهم الطعام، ويأكل معهم ويجالسهم ويسألهم الدعاء، وكان يعود المرضى ولو سمع بمريض في قرية ولو على بعد يمضى إليه ويعوده، وكان شفيقا على خلق الله يرأف باليتيم، ويبكى لحال الفقراء ويفرح لفرحهم، وكان يتواضع كل التواضع للفقراء.
كراماته 
قال موقع أهل السنة والجماعة عن كراماته «كان الشيخ الرفاعى الكبير المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه وعبادته وتقواه، هو أحد أولياء الله العارفين الذين أنعم الله عليهم بكثير من الكرامات المشهورة والمدون كثير منها في الكتب، ومن أشهر هذه الكرامات التي تكرم الله بها عليه وأعلاها شأنا تقبيله يد جده سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم، وقد تلقاها الناس خلفا عن سلف حتى بلغت مبلغ التواتر، ولا عبرة بعد ذلك بمن أنكرها وردها».
وأضافوا: لقد ذكرها وأثبتها كثير من العلماء في كتبهم منهم «الحافظ السيوطى، والمحدث المناوى، والإمام الشعرانى وغيرهم من العلماء، حيث يقول الإمام عز الدين الفاروقى في كتابه «إرشاد المسلمين»: «أخبرنى أبى الحافظ محيى الدين أبو إسحق عن أبيه الشيخ عمر الفاروقى أنه قال: كنت مع سيدنا وشيخنا السيد أحمد الكبير الرفاعى الحسينى رضى الله عنه عام حجه الأول، وذلك سنة خمس وخمسين وخمسمائة، وقد دخل المدينة يوم دخوله إليها قوافل الزوار من الشام والعراق واليمن والمغرب والحجاز وبلاد العجم وقد زادوا على تسعين ألفا، فلما أشرف على المدينة المنورة ترجل عن مطيته ومشى حافيا إلى أن وصل الحرم الشريف المحمدى ولازال حتى وقف تجاه الحجرة العطرة النبوية فقال: السلام عليك يا جدى، فقال رسول الله له: «وعليك السلام يا ولدى»، سمع كلامه الشريف كل من في الحرم النبوى، فتواجد لهذه المنحة العظيمة والنعمة الكبرى وحنَّ وأنَّ وبكى وجثا على ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال: تقبل الأرض عنى وهى نائبتي... في حالة البعد روحى كنت أرسلها...فامدد يمينك كى تحظى بها شفتي... وهذه دولة الأشباح قد حضرت، فمدَّ له رسول الله صلى الله عليه وسلم يده الشريفة النورانية من قبره الأزهر الكريم فقبلها والناس ينظرون، وقد كان في الحرم الشريف الألوف حين خروج اليد الطاهرة المحمدية، وكان من أكابر العصر فيمن حضر الشيخ حياة بن قيس الحرانى، والشيخ عدى بن مسافر، والشيخ عقيل المنبجى، وهؤلاء لبسوا خرقة السيد أحمد رضى الله عنه وعنهم في ذلك اليوم واندرجوا بسلك أتباعه.
حفظ القرآن وهو في السابعة وعندما بلغ العشرين حصل على إجازة كاملة بكل علوم الشريعة والطريقة من الشيخ الجليل أبوالفضل على، محدث واسط وشيخها الذي لم يكتف بذلك بل عظم شأنه ولقبه «بأبى العلمين».
في حضرة الرفاعي.. الطرق الصوفية تشارك بـ«حضراتها»!!
رغم أن المولد يخص بالأساس الطريقة الرفاعية، التي تحتفل بمولد إمامها الأكبر أحمد الرفاعى، في حضرة حفيده وشيخ الرفاعية في مصر الشيخ على أبوشباك، إلا أن العديد من الطرق شاركت الرفاعية في احتفالها، سواء بإقامة بعضهم السرادقات، أو إقامة حضراتها الخاصة أمام مقام الرفاعي، في مشهد يعبر عن مدى التلاحم بين الطرق الصوفية.
بعد رحيل فقراء الطريقة.. توافد متصوفة «القاهرة» ينقذ المولد والموكب ينطلق في حراسة «الأمن»
شهد مولد الرفاعى في ليلته الختامية، أمس، توافد الآلاف من المتصوفين من الطرق المختلفة، أبرزهم الطريقة الرفاعية والأحمدية المرازقة والتسقيانية والعزمية، القادمون من القاهرة ومحيطها، مما أثرى المولد بالمحتفلين، وبدلا من مشهد غياب الزوار الذي استمر على مدى الأسبوع الماضي، وانخفاض أعداد السرادقات مقارنة بالأعوام الماضية، حيث رحل العديد من أبناء الطريقة بعدما عجزوا عن إقامة سرادقات لهم، لارتفاع الرسوم التي فرضها حى الخليفة على المولد، جاءت الليلة الختامية لتشهد ارتفاعا ملحوظا في أعداد المريدين الذين ملأوا الساحات بالذكر والإنشاد.
وعلمت «البوابة» أن رسوم إقامة السرادقات وصلت إلى ٤٠ ألف جنيه، إلا أن الشيخ طارق الرفاعى استطاع أن يحصل على تأشيرة من محافظة القاهرة موجهة إلى الحى خفضت قيمتها إلى النصف، وقام شيخ الطريقة بجمعها من أصحاب السرادقات، وهو ما جعل الكثير من العائلات الفقيرة لا يستطيعون سداد تلك الرسوم، لاسيما أنهم أنفقوا ما معهم من أموال في مولد السيدة نفيسة، فاكتفوا بزيارة المقام، وعادوا إلى بلادهم، وبعضهم ذهب إلى طنطا لإحياء المولد الرجبى للسيد البدوي.
فيما انطلق موكب الإمام الرفاعى تقدمه الشيخ طارق الرفاعي، عقب صلاة العصر أمس الخميس من مسجد السيدة زينب في الطرب الأحمر، إلى مسجد الإمام أحمد الرفاعي، وحمل العشرات من أبناء الطريقة الإعلام الخاصة بالطريقة، واصطحب الشيخ طارق نجله الصغير يسن، على خلاف كل عام، حيث كان يصطحب في الموكب نجله محمود، الذي حول إلى الجنايات منذ عدة أيام.
وشهد الموكب تأمينا من وزارة الداخلية لمنع تسلل أي أحد خلاله أو وقوع أحداث شغب، كما انتشرت قوات الأمن في المولد لتأمينه. وثمن المحتفلون جهود قوات الأمن، وقال المستشار مصطفى سلامة، نائب الطريقة الرفاعية بمحافظة البحيرة، لـ«البوابة» إن قوات الأمن لعبت دورا هاما جدًا في مولد الإمام أحمد الرفاعى، ومن قبله مولد السيدة نفيسة، ونحن نتوجه لهم بالشكر، مشيرًا إلى أن مأمور القسم كان يتجول بنفسه بصورة دائمة في المولد للتأكد من انضباط الأمن. وانتشر باعة الحمص والقبعات وأصحاب الألعاب في المولد مما أضفى جوًا من البهجة على أجوائه، ووقف المحتفلون يلتقطون الصور فيه.
الرفاعية.. طريقة موعودة بـ«المشاكل».. تخرج من نقرة «الآثار» فتسقط في دحديرة «نجل الشيخ»
حالة غريبة من العثرات والمشاكل تمر بها الطريقة الرفاعية، حتى لم تعد قادرة على التقاط أنفاسها، فما أن تجد حل لمشكلة قد أصابتها، حتى تقع في أخرى أشد وطأة، ليظل خلالها شيخ الطريقة طارق الرفاعى، متنقلا بين محكمة وأخرى.
كانت أولى الأزمات التي مرت بها الطريقة الرفاعية أزمتها مع وزارة الآثار، التي اتهمت الطريقة ببناء حائط مخالف، ورفعت دعوى قضائية على شيخها، وحُكم عليه بالحبس عام، واستأنف الحكم الذي لم يتم الفصل فيه حتى الآن.
وبعد نحو شهرين من الحكم تدخلت المشيخة العامة للطرق الصوفية أخيرًا لحل الأزمة بالتدخل لدى الجهات المسئولة في الوزارة، بمعاونة الدكتور محمد مختار، جمعة وزير الأوقاف.
وعقب خمود تلك الأزمة بشهر وقع الشيخ طارق الرفاعى، في أزمة أخرى أشد وطأة حيث ألقت قوات الأمن القبض على نجله بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان والتظاهر معهم، وأكد «الرفاعي» على أن نجله ليس له علاقة بالإخوان، مشيرًا إلى أن الوقت الذي اتهم فيه بالتظاهر كان مولد السيدة زينب، وأصدرت المشيخة العامة بيانا موقعا بذلك من الدكتور عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق الصوفية، مشيرًا إلى أن ابنه كان عضوا في حركة تمرد، ومن أشد المناهضين للإخوان فكيف يتظاهر معهم.
فيما أكدت مصادر، رفضت ذكر اسمها، على أن أحد القيادات البارزة في الحزب الوطنى المنحل يقف خلف تلك المشكلات التي تقع فيها الطريقة، بداية من فتح ملف الحائط رغم أنه موجود قبل تولى الشيخ طارق الرفاعى المشيخة، ثم القبض على نجله، مرجعًا ذلك إلى مشاكل عائلية بين ذلك القيادى والشيخ طارق وصلت إلى المحاكم منذ سنوات. 
من النسخة الورقية