كشفت مصادر مقربة من دائرة صنع القرار بمشيخة الأزهر الشريف "لـ"البوابة نيوز" عن فساد وفضائح مالية تورط فيها قيادات بالمشيخة وجامعة الأزهر، وأن الدكتور أحمد الطيب تدخل لمعالجة القضية، وتطويق توابعها التي فجرت أزمة عنيفة داخل المشيخة وجامعة الأزهر.
وقالت المصادر، إن الفضائح المالية بدأت عندما قام أحد عمداء كليات التربية بالجامعة بالتلاعب في الميزانية المخصصة للتأهيل التربوى ومقدارها 2 مليون جنيه، وخصص لنفسه له مبلغ 70 ألف جنيه سنويا من الميزانية، ثم يقوم بتوزيع الهبات المالية لمن يرضى عنهم من الأساتذة، فيمنح من يشاء ويحرم من يشاء.
وقد تسببت هذه التصرفات في تفجير الأزمات والغضب داخل كلية التربية، وقام أحد أساتذة العقيدة والفلسفة باصطحاب زوجته وأولاده وذهب بهم إلى مكتب رئيس الجامعة للاعتصام، وهدد بالاستمرار في اعتصامه إلى أن يحصل على نصيبه في فلوس التأهيل التربوى، وهو ما ادى إلى تدخل شيخ الأزهر لحل الأزمة.
وأشارت المصادر الأزهرية إلى أن الفساد والفضائح المالية لم تقف عند هذا الحد، حيث شهدت القضية فصولا فضائحية تورط قيادات كبيرة جدا ومن "الوزن الثقيل" في مشيخة الأزهر، وأضافت: تدخل شيخ الأزهر وإستدعى عميد كلية التربية إلى مكتبه، واعترف العميد تحت ضغط من شيخ الأزهر بأنه أعطى قيادة كبيرة جدا في المشيخة مبلغ 70 ألف جنيه من الأموال المخصصة للتأهيل التربوى، وهو الأمر الذي أغضب أحمد الطيب الذي إستدعى القيادة الأزهرية الكبيرة، وطلب منها رد مبلغ السبعين ألف جنيه التي حصل عليها بدون وجه حق من كلية التربية.
وتابعت المصادر "لـ"البوابة نيوز"": قيادات مشيخة الأزهر خافت من عواقب رد الأموال التي حصلت عليها القيادة الأزهرية إلى ميزانية كلية التربية، وتفتق ذهنهم عن مخرج من هذه الفضيحة وهو أن يتم التبرع بالمبلغ الجهة المختصة بالطلاب الوافدين في جامعة الأزهر، وكانت المفاجأة الأخرى وهى أن القيادة الأزهرية الكبيرة قامت برد مبلغ 60 ألف جنيه فقط، ولم تدفع مبلغ العشرة آلاف المتبقية.
وعلمت "البوابة نيوز" أن الحلقة الأخيرة من مسلسل الفساد والفضائح المالية بالأزهر شهدت رفضا وتمردا من عميد كلية التربية المتورط في الفضيحة ضد المشيخة الأزهرية عندما طالبته بأن يقوم هو الأخر برد الأموال التي حصل عليها من الأموال المخصصة للتأهيل التربوى، وقال العميد المختلس من أموال الكلية التي يرأسها مهددا المشايخ: إذا أصررتم على الضغط على أكثر من ذلك سأتوجه لوسائل الإعلام، وسأفضح وأكشف كل شئ، ويبقى عليا وعلى أعدائى.
وشهدت المشيخة اجتماعا الأسبوع الماضى قام خلاله المشايخ بالحلف على المصحف وقراءة الفاتحة بأن يتكتموا على الفضيحة وأن لا يتم تسريبها للإعلام، حفاظا على هيبة الأزهر وصورته أمام الناس.