الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

الإستراتيجية الصوفية لتطوير الخطاب الديني

سبقوا الأزهر والأوقاف

الرئيس عبد الفتاح
الرئيس عبد الفتاح السيسى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كثر الحديث عن تجديد الخطاب الدينى في مصر، بعد نشر عدد من الصحف لما تحتويه بعض الكتب الدينية، خاصة تلك التي تدخل ضمن المناهج الأزهرية، وفى ظل الإرهاب الذي يستقى فتاواه من هذه الكتب جاء إعلان الرئيس عبدالفتاح السيسى عن ضرورة تجديد الخطاب الدينى وتطويره، وذلك في كلمته في الاحتفال بالمولد النبوى، الغريب أن أحدًا لم يحرك ساكنا ممن خاطبهم الرئيس، فلا الأزهر تحرك ولا وزارة الأوقاف، التي يقف وزيرها متخبطا، كما يقول المراقبون، في رؤيته عن التطوير.

استبق الاتحاد العالمى للطرق الصوفية، بمشاركة عدد من علماء الأزهر وخبراء الاجتماع، في وضع إستراتيجية جديدة لتطوير هذا الخطاب، ورفعوا عدة مطالب لاستكمال تلك الإستراتيجية أهمها المطالبة بعدة طلبات منها تشكيل لجان نوعية لتنقية كتب التراث، وإعادة دراستها وفقا للعلوم الحديثة، مطالبين الأزهر بتشكيل لجنة تضم علماء الحديث والفقه والتفسير وغيرها مع بعض العلوم الحديثة لإعادة دراسة التراث وتنقيحه.

الغريب أنه في نفس الوقت لم يبادر الأزهر بأى محاولات حقيقية للتطوير، باستثناء بعض المحاولات والتصريحات التي لم تؤت ثمارها حتى الآن، الأمر الذي كشف تقاعس العاملين هناك عن تطوير الخطاب وافتقادهم رؤية واضحة بعيدة عن حالة الفوضى والأخذ والرد التي يعانى منها مشروع التطوير.

الأكثر فداحة فيما يتعلق بالتطوير أن نجاح المشروع هو نجاح لوسطية مصر وانتصار لمشروعها القومى، الذي يلفظ أنفاسه الأخيرة، وسط كل الأزمات الكثيرة التي تعانى منها مصر، والتي تسبب فيها سوء التخطيط ورعونة «الإخوان» الذين حولوا مصر إلى كرنفال تفجيرات باسم الجهاد ضد الانقلاب.

حقائق عن الصوفية

بما وصف بأنه يحدث لأول مرة منذ أكثر من أربعة عقود، أصدرت المشيخة العامة للطرق الصوفية بيانًا في يونيو ٢٠١٢ اعترضت فيه على عدم تمثيلها بتأسيسية الدستور، مشيرة إلى أن ذلك يعد إهمالًا متعمدًا لأعرق مؤسسة مصرية ينتشر أتباعها في كل ربوع البلاد، حيث قال عبدالهادى القصبى، شيخ مشايخ الطرق: إهمال طائفة تمثل ما يزيد على ١٥ مليون مواطن مصرى هو إغفال متعمد لطرف أساسى في العقد الاجتماعى الذي يمثله الدستور.

تذكر مصادر بأنّ هناك عشرات الطرق الصوفية تتفرع معظمها عن ٦ طرق صوفية كبرى دخلت مدن كثيرة في مصر، وجميعها يعود إلى القرن الرابع الهجرى، وعلى رأس هذه الطرق: الطريقة البدوية والرفاعية والقادرية «الجيلانية» و«الشاذلية» و«العزمية» و«البدوية» والكثير من الطرق التي لكل منها طريقة ومنهج محدد وطقوس معينة للانضمام عبر بيعة خاصة يؤديها المريد لشيخ الطريقة.

اعتبرت دراسة حديثة للمركز الدولى للدراسات المستقبلية والإستراتيجية الطرق الصوفية في مصر،‏ صاحبة الانتشار الجغرافى الأوسع في الحركات الدعوية المصرية‏، والأحزاب السياسية‏،‏ وأكدت أنها تختلف كثيرا عن الأحزاب السياسية‏،‏ فهى الأكثر انتشارا في القرى والنجوع‏،‏ حيث يبلغ عددها في ربوع مصر نحو ‏٧٤‏ طريقة تضم أكثر من ‏١٠‏ ملايين مريد.‏

الطرق الصوفية عبر تاريخها امتثلت للترويض والتسييس الحكومى، خاصة خلال حكمى عبدالناصر والسادات، وأصيب موقفها بالتردى في عصر مبارك، الذي عمد في إطار سعيه لتمرير مشروع التوريث، إلى إعادة تشكيل البنية المؤسسية والدستورية للدولة المصرية لتتواءم مع مقتضيات هذا المشروع، وهو ما جره إلى الدخول في صدام مع قيادات التصوف، عبر قيامه بكسر قواعد اختيار شـيخ مشايخ الطرق الصوفية التي تقضى بأن يتـولى هذا المنصب الأكبر سنًا من بين أعضاء المجلس الأعلى للطرق المنتخَبين.

الاتحاد العالمى للطرق يطالب بإعادة دراسة التراث وتنقيحه والاهتمام بالمناهج التعليمية

وضع الاتحاد العالمى للطرق الصوفية إستراتيجية خاصة لتجديد الخطاب الدينى بمشاركة عدد من العلماء والمفكرين على رأسهم الدكتور سعد الدين الهلالى، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، والدكتور عمار على حسن، الباحث في شئون التيارات الإسلامية، من خلال عقد أربع جلسات نقاشية في مقر الاتحاد بالقاهرة، خلصت إلى تقسيم تجديد الخطاب إلى عدة محاور لن يتحقق إلا بها، الأول هو تنقية التراث العلمى من الأحاديث والتفسيرات واجتهادات العلماء السابقين، وإعادة دراستها طبقًا للعلوم الحديثة، مطالبين وزارة الأزهر بتشكيل لجنة تضم علماء الفقه والحديث والتفسير وغيرهم مع بعض العلوم الحديثة لإعادة دراسة التراث وتنقيحه، ثم الاهتمام بالمناهج التعليمية التي يتم تدريسها للطلاب في المراحل المختلفة، وألا تنفرد مؤسسة واحدة بوضع خطة تجديد الخطاب.

أما المحور الثانى الذي تطرقوا إليه هو وضع الأئمة، ثم الاهتمام بالمناهج التعليمية، والمحور الثالث إعادة إحياء اللغة العربية وفهمها حتى نتمكن من فهم القرآن والسنة، أما عن المحور الرابع فدار حول التصوف حيث أكدوا على ضرورة أن يمثل المنهج الصوفى، بما يمثله من روحانيات، أساس التجديد، وأن يتم الاهتمام به وجذب الشباب إليه لقدرته على مواجهة الأفكار المتطرفة، فيما تختتم المحاور بالمحور الخامس الذي يتناول الحديث عن دور الدولة في التكافل الاجتماعى وسد الفراغ الذي استخدمته بعض الجمعيات كالجمعية الشرعية في إنشاء المستوصفات الصحية الخيرية فانتشرت بين الناس وأصبح أئمتها مسموعى الكلمة عند الجماهير
.
وأشاروا إلى ضرورة التفرقة بين الدين والفكر، مشيرين إلى أن المشكلة الأساسية التي أدت إلى التطرف أن كل فصيل يعتبر أن أفكاره واجتهاداته دينا يتعصب له، في حين أنها مجرد فكر إنسانى يأخذ منه ويرد عليه.

من جانبه، أكد عبدالحليم الحسينى، المتحدث باسم الاتحاد العالمى للصوفية، أن بعض الجهات تتعامل مع ملف تجديد الخطاب الدينى بتباطؤ وهو ما يوضح سبب عدم خروج الأزهر بإستراتيجية شاملة حتى الآن تجمع كل ما توصلت إليه الجهات المختلفة نتيجة جلساتها ومشاوراتها فيه.
وأشار «الحسينى»، في تصريحات خاصة لـ«البوابة»، إلى أنهم عقدوا أربع جلسات وانتهوا من وضع الإستراتيجية وستتم صياغتها وتقديمها إلى الرئاسة والأزهر، في الوقت الذي لم تعقد فيه المشيخة العامة للصوفية سوى جلسة واحدة ولم تخرج بأى رؤية حتى الآن.

وأوضح الحسينى أنهم اعتمدوا في صياغة رؤيتهم على استضافة علماء أزهريين ومثقفين وبعض المصريين في الخارج ليحدثونا عن حاجتهم في تجديد الخطاب، إضافة إلى استضافة العاملين في مجال الكتابة السينمائية والتليفزيونية لوضع إستراتيجية لكيفية توظيف الأعمال الفنية في تجديد الخطاب، فضلًا عن أئمة المساجد لتوضيح احتياجاتهم ومعرفة وجهة نظرهم في تجديد الخطاب.

الهلالى: الخطاب الدينى لن يستقيم إلا بالتنوير والاستشارة

يرى الدكتور سعد الدين الهلالى أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر في خطوات الأزهر والأوقاف ابتعادا عن مفهوم الثورة الدينية وغيابا للرؤية الواضحة والفهم الصحيح لما يكون عليه مفهوم الخطاب الدينى الذي نعايشه الآن.

وقال الهلالى إن أهم ما يتطلبه الخطاب الدينى أن يكون القائم عليه عالم دين بالمقام الأول، يعى قيمة ما يعمل به من ترسيخ للمهمة القومية التي لا تقل في مردودها عن المهمة القتالية التي يقدمها رجال القوات المسلحة والشرطة في مواجهة الإرهاب، وتابع أن النبى صلى الله عليه وسلم قال «بعثت معلما»، ولم يقل بعثت وصيا أو ملقنا، مؤكدا أن أهم ما يجب أن يقوم عليه الإمام أن يطرح كل الآراء دون ترجيح لأى منهما على الآخر، كى يترك للناس مجالا للاستفادة واستفتاء القلوب في كل ما يعرض عليهم من رؤى اجتهد فيها من سبقهم قد يصح اجتهادهم الآن، أو يبتعد عن مسار واقعنا المتطور والمتجدد.

وأشار الهلالى إلى أن الخطاب الدينى يجب أن يكون قائما على التنوير والاستشارة واستنفار العقول عن طريق حثهم على التدبر، ضاربا المثل بآيات القرآن الكريم حيث يقول تعالى «ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق»، مشيرا إلى أن الإمام أبو حنيفة قال بحرمانية قتل النفس البشرية على الإطلاق جاعلا القصاص موجبا للولى على المسلم والكافر دون تفريق، فيما ذهب البعض إلى القول بالقصاص في شأن المسلم وإعطاء الدية في شأن غير المسلم، وأردف نعيش واقعا يقوم فيه الإمام بفرض رأيه، حيث يقول البعض مطالبا الناس باتباعه على الأهواء أمثال السلفية وغيرهم ممن يرون الحق، فيما قال به أحد الفقهاء والموافقون لأهوائهم وميولهم ضاربا بالنص الشرعى عرض الحائط، قاصرا الاجتهاد على فئة بعينها من السلف، وشدد على أن الأئمة أنفسهم بحاجة إلى الوعظ قبل أن يطالبوا الناس بذلك، فهم يشتكون ضعف المورد والعجز عن الحياة، متناسيا أنها ظروف عامة يواجهها سائر موظفى الدولة ممن يعيشون في الأوضاع الاقتصادية ذاتها، مؤكدا أن احتجاج البعض بفرضية إعفاء اللحية كما يروج السلفيون يجب أن يفسر للناس بأن الأمر في قول النبى «اعفو اللحى» ما هو إلا من قبيل الترغيب وأن تاركها لا يأثم.

جابر طايع: القنوات الفضائية صنعت من "شيوخ التطرف" نجومًا

دافع الشيخ جابر طايع وكيل الوزارة لأوقاف القاهرة، عن دور الأوقاف في مشروع تطوير الخطاب الدينى، قائلًا إن هناك جهودا مكثفة تقوم بها الوزارة في سبيل تحقيق المهمة التي طالب بها الرئيس، موضحا أن الخطاب الدينى عانى طيلة السنوات السابقة - منذ عام ١٩٢٨ حتى الآن - من انتشار جماعات حزبية تتخذ من الدين ستارا لتحقيق أهدافها، مؤكدًا أن هؤلاء بحاجة إلى مواجهة الفكر بالفكر، خاصة بعد نشر السلفيين والإخوان لأفكارهم المتطرفة والوهابية التي تسللت إلى عقول الشارع دون وجود للرد الوسطى الرادع لأفكارهم.

وأضاف طايع، لـ«البوابة»، أن القنوات الفضائية أسهمت في نشر هذا الفكر من خلال ترويجها للمشايخ أمثال محمد حسان، ومحمد حسين يعقوب، وأبو إسحاق الحوينى، الذين لم نعرفهم إلا من خلال الفضائيات، فلو كانت هناك تحركات سريعة منذ بداية ظهورهم لكان الوضع أقل وطأة مما نحن فيه.

وتابع طايع قائلًا: «القنوات الفضائية أتت بهم وصنعت منهم نجوما رغم أنه جاءوا بأفكار غريبة عن المجتمع المصرى ولا تتوافق مع تشكيلة هذا الشارع، فما يصلح للمملكة العربية السعودية والإمارات والكويت وغيرها لا يصلح في مصر، كونك تتحدث في مصر عن قضايا سكانها من المسلمين والأقباط، وهى تعمل على إحداث شروخ بين هذا المجتمع مخالفة لما يتبناه الأزهر من منهج وسطى يتضمن التآخى والتحاب بين المُسلمين والأقباط لتقول بتحريم تهنئتهم بأعيادهم.

وقال وكيل أوقاف القاهرة: إن ما وصلنا إليه من تدهور في الخطاب الدينى جاء عن سوء قصد من الدولة التي أتاحت لهؤلاء الظهور، لكنها أغفلت التوازن بينهم وبين إظهار علماء الأزهر الذين يعملون على مواجهة أفكارهم ومُحاربتها حتى صارت لهم فضائيات تعبر عنهم وعن فكرهم واتسعت رقعة المستمعين والمتأثرين بفكرهم، في حين يعجز الأزهر عن إنشاء قناة واحدة، ويأتى علماؤه على استحياء ولا يسمح لهم بالرد في نطاق واسع وعلى غرار ما توفر لهؤلاء، مشيرا إلى أنه في الوقت نفسه كان هناك المجلس الأعلى للشئون الإسلامية يطبع الكتب والمجلدات بأسعار زهيدة، وكانت هناك مطبوعات تأتى لهؤلاء من الخارج توزع بالمجان لنشر هذه الأفكار، إضافة إلى الفضائيات التي أتاحت لهم تلك المساحات، حتى أصبح مشايخهم نجوم شباك.

وشدد طايع على أن الدولة لم تدرك مخاطر هذا الفكر، ولو أدركته لما كانت أفردت لهم هذه المساحات، في حين لا يملك الأزهر سوى المنابر، وتأثيرها محدود، وإصدارات وبيان للناس، ما عساه أن يصنع الأزهر أكثر مما يصنع.

الجندى: قوافل الدعاة تعلم الناس «الوسطية» وتعالج سلبيات «خطبة الجمعة»


أكد الدكتور محمد الشحات الجندى، عضو مجمع البحوث الإسلامية، أن الخطاب الدينى الوسطى بدأ ينتشر في الأوساط الشعبية على حساب الخطاب الأيديولوجى المتطرف، وذلك من خلال القوافل الدعوية التي يطلقها الأزهر الشريف بعلمائه الوسطيين، قائلًا: هذا التواجد أقر أمرا جديدا من خلال فتح الحوار مع العامة، متخطيا فكرة الاقتصار على المنابر التي ربما تفتقر إلى الفاعلية والتأثير بين الناس الذين قد يغلب أحدهم النعاس طيلة الخطبة أو الدرس الذي يقال له.


وأكد الجندى أن الخطاب الدينى حقق بعض الشيء من خلال الالتحام بالجماهير، لكن ينقصه أن يتم التطرق إلى موضوعات أخرى وأمور أكثر إلحاحا الآن وفى مقدمتها ما يخص الفتاوى والادعاءات التي يطلقها عناصر التنظيمات الإرهابية من استباحة أموال وأعراض المخالفين.


وشدد على أن الدعاة مطالبون بالإجابة عن كل التساؤلات التي تطرحها التنظيمات المتطرفة مثل داعش، وأنصار بيت المقدس، وبوكو حرام، من خلال أفعالها التي تقول إنها تستند إلى نصوص شرعية تتعلق بالتكفير والخلافة، كما أنهم مطالبون بتفنيد تلك المزاعم وتوضيح الرؤية الإسلامية الخاصة بكل حديث على حدة، مشددًا على أن فكرة الخطاب الموحد الذي تسعى وزارة الأوقاف لفرضه ينبغى ألا يتجاوز حد العنوان فقط، فلا يجب أن يتم فرض كلام بعينه، وأن يترك للإمام أن يجتهد في الاستعانة بالنصوص مما يخلق جوا من التنوع المطلوب والملائم لطبيعة كل بيئة.


وحول جدوى الاستعانة بالصوفية في المساهمة بشكل ما في تجديد الخطاب الدينى قال عضو مجمع البحوث الإسلامية إن الظرف الحالى لا يحتمل التشكك بهم، لكن ينبغى علينا مراقبتهم، من أجل إحكام السيطرة على الخطاب الدينى الوسطى الذي نحتاجه منعًا لتكرار الخطأ نفسه والوقوع في المحظور من انتشار فكر متطرف ومتشدد يتبناه بعض ممن يعتلون المنابر بأيديولوجية مختلفة عما يقول به الأزهر.
زقزوق في كتابه «تجديد الفكر الإسلامى»: مشكلة الإسلام في أبنائه الذين يحيدون عن الطريق الصحيح
كان الدكتور محمود حمدى زقزوق وزير الأوقاف الأسبق سباقا في الدفع بالخطاب الدينى للأمام، فقد أصدر كتابا حول تطوير الخطاب أوضح فيه رؤيته حول مفهوم التجديد، حيث قال في كتابه «تجديد الفكر الإسلامى» إن التجديد بصفة عامة سنة من سنن الحياة، كونها لا تعرف الجمود أو السكون وإنما هي حركة مستمرة تطال كل شيء، مشيرا إلى أن الفكر في كل أمة هو قاطرة التجديد نحو تحقيق الآمال المرجوة لا يستثنى من ذلك الفكر الإسلامى الذي لا يعد استثناء من القاعدة فهو في حاجة ماسة إلى التجديد المتواصل ليواكب حركة الحياة والأحياء.


وأشار إلى أن تجديد الفكر يتطلب عدة آليات تنطلق جميعها من قول النبى صلى الله عليه وسلم «يبعث الله لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها»، وتعد أهم هذه الآليات الاجتهاد الذي يعد مبدأ الحركة في الإسلام، مؤكدا أن الاجتهاد قائم إلى نهاية الزمان، مضيفا أن التجديد لا ينطبق على الثوابت الدينية والأخلاقية كما أن الاجتهاد لا يقترب من النصوص القطعية التي لا جدال فيها، فلا اجتهاد مع النص، فيما عدا ذلك فالمجال متسع للاجتهاد عملا بقول النبى «أنتم أعلم بأمور دنياكم».


وتابع: إذا كان التجديد والتغيير من سنن الحياة التي صاحبت مسيرة الحياة والأحياء منذ بدء الخليقة فإن الإسلام بطبيعته دين متسق مع سنن الحياة والفطرة الإنسانية، مستطردا إن القضية المصيرية اليوم أمام الأمة الإسلامية هي قضية التراخى عن مواكبة التقدم في شتى مناحى الحياة في المجتمعات الإسلامية، مطالبا بتمكين العقل في أن يأخذ دوره كاملا لإنقاذ الأمة ونهضتها وتقدمها.


وشدد على أن مشكلة الإسلام ليست في خصومه لأن أمرهم معروف ومكشوف، لكنها في أبنائه الذين يحيدون عن صحيح الدين وجوهر تعاليمه، ويدخلون بالمسلمين في دروب وطرق تؤدى إلى التطرف والرجوع إلى الوراء، مع أن الإسلام واضح لا عوج فيه وهو الصراط المستقيم كما يؤكد القرآن الكريم.


من النسخة الورقية