الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا تقدمت بأوراق ترشحي للبرلمان؟

الدكتور عبد الرحيم
الدكتور عبد الرحيم علي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news


لم أفكر يوما في الترشح لأى انتخابات، برلمانية كانت أم نقابية، كنت أعى دوري الإعلامي جيدا، فكرًا ورؤىً تصب في صالح الناس، إعلام يعى حقوق الوطن ويعرض الحقائق بلا تزييف، ناضلت ثلاثين عاما في بلاط صاحبة الجلالة ضد التطرف والمتطرفين، وقفت في وجه الإخوان أكثر من ربع قرن، حتى لقبونى بـ"عدو الإخوان رقم واحد في مصر"، فضحت كل أساليبهم وأفكارهم الهدامة، سطرت تاريخهم الدموى في أكثر من خمسة عشر كتابا، رددت على أفكارهم الخبيثة في أكثر من خمسة مجلدات، صنعت أفلاما تسجيلية تفضح إرهابهم وتطرفهم، وتعرضت من أجل ذلك للعديد من محاولات الاغتيال المادى والمعنوى، لكننى لم أيأس أو أنسحب من المعركة.
قدمت أول بلاغ ضد الرئيس المعزول محمد مرسي، اتهمته فيه بالتخابر وهو في قمة السلطة في ديسمبر 2012، أقسمت في ميدان التحرير في جمعة العودة إلى الميدان يوم 17 مايو 2013 إننا لن نترك مرسي وجماعته وإننا سنودعهم السجون مرة أخرى، بتهم قتل المتظاهرين والتخابر وبيع البلد، لم أنتظر مكافأة من أحد، كان يحدونى في كل ما أفعل وجه الله والوطن، وجاءت ثورة 30 يونيو، وكنا في مقدمة من دعوا إليها وشاركوا فيها بالجهد والمال والولد، تفرغت بعدها لفضح المتآمرين على هذا الوطن عبر برنامج «الصندوق الأسود»، أوقفت نشاطاتهم الهدامة، وقدمت أكثر من خمسة آلاف مستند لنيابة أمن الدولة العليا في القضية رقم 250 لسنة 2011 حصر أمن دولة عليا، قضية القرن بحق وحقيق.
لكن ماذا حدث؟ صحيح أن ثورة 30 يونيو، أوقفت زحف مؤامرة تركيع الوطن وتمزيق الجيش تمهيدا لتنفيذ خطة «سايكس بيكو» جديدة، ليست فقط في مصر ولكن في المنطقة ككل.
لكن المتآمرين لم يستسلموا، ما زال الأمل يحدوهم في تحقيق ما حلموا وخططوا له طوال ربع قرن من الزمان، ما زال هؤلاء يحلمون بالضغط على الحكومة عبر دول إقليمية ومؤامرات تحيكها أجهزة مخابرات عالمية، للزج بنا في متاهات مواجهات برية مع تنظيم داعش الإرهابى وحلفائه في ليبيا، بينما يقومون بتطويقنا بحماس وكتائب عزالدين القسام وأنصار بيت المقدس في سيناء، ومن الجنوب يستعدون لإرسال شياطينهم التي أرسلوها من قبل في الفرافرة، عبر السودان، في الوقت الذي يشعلون فيه الحرائق ويزرعون المتفجرات في قلب المدن عبر أوغاد التنظيم الإخوانى الإرهابى، خطط شيطانية يريدون بها تركيع البلاد واستعباد العباد.
كل هذا يحدث أمام أعيننا كل يوم، والرئيس يؤكد أننا نخوض معركة وجود، ونحن لا نستطيع أن ننجز قانونا للإرهاب يحاكم على أساسه هؤلاء المجرمين، فيأخذون جزاءهم العادل والسريع لتشفى قلوب تألمت من جراء قتل وذبح وحرق أبنائهم وذويهم، كل هذا يحدث ونحن عاجزون عن استعادة محاكم أمن الدولة طوارئ، لتسريع القضايا العالقة في المحاكم الجنائية العادية، باعتبارها قضايا ذات طبيعة خاصة، تختص بالأمن القومى للبلاد كقضايا تخابر مرسي وقضايا قتل المتظاهرين في الاتحادية، وحرق الأقسام والهروب من السجون.. إلخ، كل هذا ونحن لا نستطيع أن نقدم من خانوا الوطن وباعوه بثمن بخس إلى القضاء ليقول فيهم كلمته الفصل.
لهذا قررت أن أواصل ما بدأته من حرب على هؤلاء الإرهابيين والمتآمرين والخونة، ولكن بأدوات أخرى، هي أدوات التشريع، فنحن أحوج ما نكون لبرلمان حرب، حرب على الصعيدين، التصدى للإرهاب ومؤامرات تركيع الوطن، وقضايا البناء والتنمية، إنها معركة لا يعرف مذاقها إلا من خاضها من قبل، لهذا تقدمت بالأمس بطلب ترشحى عن دائرة العجوزة، لعلى أستطيع أن أنجز ما عجزت عن إنجازه إعلاميا وأقدم كل هؤلاء الخونة والمتآمرين والإرهابيين للمحاكمة التي تليق بجرائمهم، لتعود كل الحقوق، وترتاح أرواح الشهداء في قبورهم.