الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

موسى صبري.. علمتنا الدرس

 عملاق الصحافة المصرية
عملاق الصحافة المصرية موسى صبري
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إعداد: محمد حافظ
إشراف: سامح قاسم

في أيامه الأخيرة، وبين نوبات الألم الوعر، همس عملاق الصحافة المصرية موسى صبري إلى صديقه أحمد عباس صالح‏ قائلا:‏ ألم ترَ أن جيلنا يرحل سريعا، الآن يا صديقي أفكر في أننا خُدعنا جميعا خدعة كبيرة‏، وأن المتصارعين من أجل السلطة قد استخدمونا لمصالحهم أسوأ استخدام‏.
هكذا كان موسى صبري الذي تحل اليوم الخميس الذكرى الثالثة والعشرون على رحيله باعتباره أصغر رئيس تحرير في الصحافة المصرية وواحد من أهم الكتاب المصريين، ومن خلال هذا الملف نلقي الضوء على أهم المحطات في حياته الحافلة بالإنجازات والتوترات والمعارك.



جناية النبوغ
موسى صبري جرجس، ولد في عام 1925 بمحافظة أسيوط، حيث حصل على شهادة التوجيهية وغادر أسيوط عام 1939 إلى القاهرة ليلتحق بكلية الحقوق وتخرج فيها عام 1943، انتقل بعد ذلك للعمل بالأهرام، لكن أنطون الجميل اعتذر عن عدم السماح له بالعمل بسبب الظروف الاقتصادية التي مرت بها الصحف المصرية نتيجة الحرب العالمية الثانية، فلم ييأس بل ذهب وقابل مصطفى أمين الذي كتب عنه مقالًا بعنوان "جناية النبوغ" لأن أحدًا لا يريد أن يلحقه بأي عمل نظرًا لصغر سنه، ثم قابل فكري أباظة فكتب عنه مقالًا بعنوان "ذكاء المرء محسوب عليه"، ونُشر المقالان في مجلتي "الإثنين"، و"المصور"، ثم ذهب بعد ذلك إلى عميد الأدب طه حسين، فأعد العميد خطابًا إلى صبري أبو علم وزير العدل وقتها وصدر قرار بالفعل بتعيين موسى صبري معاون نيابة واستدعي لحلف اليمين أمام النائب العام غير أن حلف اليمين لم يتم لأنه اعتُقل بتهمة توزيع "الكتاب الأسود" الذي وضعه مكرم عبيد، وبقي في السجن لمدة تسعة شهور.
على جانب آخر كان صبري أول رئيس تحرير وأول رئيس مجلس إدارة لم يعترض على إعارة الصحف الحزبية المعارضة رؤساء تحريرها من بين محرري أخبار اليوم‏، وقد كانت جميع صحف المعارضة تطبع في أخبار اليوم التي تحتفظ بسرية كل كلمة يقومون بكتابتها‏، وهذه المواقف سببا في أن تكتب "الأهالي" عند وفاته أنه كان خصما شريفا عنيدا يكتب ما يؤمن به ويدافع عنه إلى النهاية دون خجل أو وجل‏. 
ورغم ثقله الصحفي والأدبي لم يرتزق ولم يتربح وظل كاتبا وصحفيا نزيها ومعلما لأجيال من الصحفيين، حيث يقول: وخصومتي معهم كانت بسبب حملات التشهير الكاذبة، والمثال على ذلك أثناء محاكمة عصمت السادات شقيق الرئيس الراحل‏، وكنت أرفض سواء في حياة السادات أو بعد رحيله مقابلة هذا الشخص، وأعتبره أحد الذين أساءوا للرئيس السادات، كتبوا وقتها المانشيتات الحمراء بكلمات كبيرة محاكمة السادات يوم السبت‏ هناك فرق، هناك أنور السادات وعصمت السادات‏..‏ هكذا كانت الأمور تسير لكن الخلاف في الرأي لا يفسد للود قضية‏.‏

قصة "محفوظ عجب"
موسي الفنان بدرجة صحفي هو من اخترع شخصية محفوظ عجب، وفي بداياته قام بالتمثيل مع عبدالرحمن الشرقاوي في رواية الريحاني كشكش بيه على مسرح الأزبكية‏، وحصل على الجائزة الأولى في الرسم بمدرسة أسيوط الثانوية، وكان موسى صبري عندما يترنم يردد شعر صلاح عبدالصبور، وعندما يفرح يبكي‏، وعندما يهيم عشقا يعيش عصر روميو وجولييت‏، وعندما يسمع لعبدالوهاب وأم كلثوم، وعندما يموت تمني أن يموت نائما وأن يكتب على قبره ولد صحفيا ومات إنسانا‏..‏ وعاني موسي الفقر في طفولته حتى اكتشف أن والده كان يرتدي نفس البدلة أربع سنوات، وعندما يشتري للابن بدلة جديدة فإن مصيرها أن تقلب ويعاد تفصيلها، ولقد قلبت له أكثر من بدلة قديمة، وفي الليسانس كان حذاؤه قد تآكل تماما‏، ولم يكن من البد أن يرتدي حذاء خاله الذي توفي وترك حذاءه إرثا فتقرر أن يكون من حظ موسي.
وعندما اشتكي من ضيقه أسكنت الوالدة روعه بأن الجلد سيرتخي مع الاستعمال، لكنه لم يرتخ وظل يمشي به سنينا فوق الشوك بالأورام والآلام من شقتهم في حارة اليدين في الجيزة، ثم شارع المدارس حتى الجامعة‏ ويكبر موسي‏ ويعمل موسي ويشتهر موسي ويتزوج موسي‏.



تجربته مع الإدمان
ويظل من عرسه حتى رحيله يسكن شقته الصغيرة بالزمالك التي أنجب فيها أبناءه المهندس أشرف والمحاسب أمجد والدكتور أيمن المكونة من ثلاث حجرات ضيقة ليس بها مكتب استعان فيها بالدكتور ميلاد حنا الصديق ليقفل له الشرفة حتى تصبح بمثابة حجرة صغيرة لأحد الأبناء‏، ولو شاء، ولو فتح الشباك من خلال موقعه لكانت له إحدى شقق الحراسة والكياسة والنخاسة‏.
ومضى طويل النفس في الصحافة قصير النفس في الحياة، فقد كان أكثر المدخنين في الوسط الصحفي‏، مضي ليتمني الخصوم من بعده خصومة وخصما واعيا ذكيا مثله‏، مضي من التقي بالنقيضين، المتطرفين في كراهيته والمتطرفين في حبه،‏ وهكذا نحن على الدوام مشدودين على وتري التضاد، يا إما أبيض يا أسود بلا مساحة في المنتصف لألوان الطيف السياسي، بلا قدر أو قدرة للتعامل مع الآخر‏، وأكبر خطايانا وأمراضنا الاحتقان الشديد.
وهناك في ذلك المستشفى الذي خاط له جرح جبينه في السبعينيات، تشاء الأقدار وقسوتها أن يواجه موسي صبري مرضه العضال، ليعالجه نفس الطبيب الذي عالج زوجته أنجيل‏، ويرقد في نفس الحجرة التي رآها فيها تتلقى علاجها من البعبع الذي سلبها منه وظل دهرا يخشاه لدرجة إيمانه بأنه حتما سيزوره يوما‏، ولذلك عندما داهمه كان قد قرأ عنه كل ما كان متاحا فأصبح يتابع غزوه متفهما عارفا بالمصير، ولكن أن يتعرف المريض على خطورة مرضه لهو بلا شك أمر بالغ القسوة‏، أما أن يعرف موعد النهاية فهنا قمة الزلزلة‏، لقد وقف الطبيب المصفح أمام موسى صبري المتداعي في شهر يوليو‏1992‏ ليواجهه أمام ابنه المرافق الدكتور أيمن بأن أمامه ستة أشهر فقط‏. 
ويعاتب الطبيب المصري الابن الطبيب الأمريكي على صراحته اللعينة، لكن الرجل يقذف بطوب الرد‏:‏ نحن لا نخفي الحقائق مهما تكن مؤلمة على المريض، فهناك بلا شك تجهيزات وأوراق ومهام وترتيبات عليه القيام بها قبل المغادرة، وما كان من المريض المدخن إثر لحظة المواجهة غير أن طلب من الابن إشعال سيجارته، فانبرى الطبيب ينصحه بالامتناع عن ذلك التدخين لأنه يؤثر على الرئتين بصورة تؤدي إلى التعجيل بالوفاة‏، ويرد موسى من بين نفثات الدخان الرمادي المحبوس‏:‏ وما الفارق بين ستة أشهر أو خمسة‏!!‏ لقد أزفت الآزفة‏، وعادوا بموسى أشد ضمورا وأبلغ ألما وأقل حركة وأكثر تعاطيا للمسكنات، ويسألونه العودة للكتابة كنوع من قتل الوقت المقتول من الأصل فيأتي رده‏:‏ لو استطعت الكتابة الآن لكتبت تجربتي مع المورفين، فقد عرفت رغما عني معنى الإدمان وأوجاع المدمنين وأحسست بآلامهم لو تأخرت عنهم حقنة المورفين، لابد من حملة قومية لإنقاذ آلاف الضحايا‏، والمسألة أبدا ليست سهلة أن تقول للمدمن‏:‏ امتنع عن المخدر‏..‏ لقد اجتزت الامتحان الصعب وأخذوا بالتدريج تقليل الجرعة حتى أصبحت حقنة ماء للإيحاء الكاذب‏، المدمن لا ذنب له فهو ضحية مافيا المخدرات الشيطانية، إحساس بشع أن تصبح عبدا مسلوب الإرادة بلا حول ولا قوة‏.
في سنين التقاعد ولقاء المرض يعي موسي الفواصل بين الأجيال المختلفة التي أصبحت شاسعة‏.، يحذر موسي بأن من يستهين بشرف المهنة فهو يتهرب من المسئولية برص حروف ميتة خالية من النبض، كأنها تكتب لقراء في سنغافورة لا في مصر، ومن لا يعقل هذا في هذه المرحلة المظلمة فهو يزيد الأجواء من حولنا ظلاما‏.‏

سلاح القلم
يؤكد "موسى" أن الكلمة سلاح قد يكون مبضع جراح يشفي الألم‏، وقد يكون نصلا مسموما يبتر ويمزق ويقوض‏، واليد التي تمسك هذا السلاح مفسدة إذا لم تكن رشيدة واعية‏، ويخرج موسي من تجربة صحافة الخمسين عاما بأننا في مواقع مسئوليتنا عابرون لا مخلدون نرعي الأمانة لنسلمها لا لنستأثر بها‏، فالعمل الصحفي وظيفة اجتماعية للتأثير والتطوير والإشعاع، لا إقطاع فردي للاستغلال والمتاجرة والميراث، يستقطر موسي وعيه بأنه إذا ما كان جيلنا قد ضل السبيل فالأمل ألا يحذو جيل جديد حذونا فيأتي ليطهر آثامنا ويزيل آثارنا ويصحح أخطاءنا‏، ولنا وله الله‏.
عرف "صبري" صاحب رحلة الحياة الصحفية الصاخبة المتوترة التي امتدت إلى أكثر من نصف قرن بإسرافه في غضبه وفي رضاه، وقد كان نموذجا لحالة التوتر الدائم إذا تحدث أو كتب أو همس‏.
في حوار واحد امتد لساعة تناول فيها خمسة فناجين قهوة وأشعل ‏12‏ سيجارة، وفي نهايته قال لمحاوره‏:‏ أظن أنني كنت بعيدا عن الانفعال!.
ورغم الدموع والدماء لم يكن سهلا أن يكسب منه أحد معركة فقد كان صاحب قلم بتار كالسيف، وصاحب حجة يصعب على الكثيرين دحضها‏، وصاحب قدرة خاصة على قول كل ما يريد أن يقوله، وفي خصومته لم يكن يعبأ كثيرا بالجراح ولا بالدماء، المهم أن يكسب معركته تحت وهج الشمس وفي ضوء النهار و‏بعدها فمرحبا بالندم أو الاعتذار أو الانسحاب‏.‏

رحلة الإبداع
كان موسى صبري يرسل أخبار المعتقل إلى مصطفى أمين رئيس تحرير مجلة الإثنين وقتها لينشرها، ولكن الرقابة منعت مجلة الإثنين من النشر، وبعد خروجه من المعتقل عمل موسى في مجلة بلادي التي أصدرها محمود سمعان، حصل موسى صبري على أول جنيه في حياته مكافأة من محمود سمعان مقابل الحديث الذي أجراه مع السيدة نبوية موسى - أول سيدة تدير مدرسة في مصر - ثم ترك مجلة بلادي، بعد اغتيال أحمد ماهر في البرلمان، وقرر العودة إلى أسيوط ليبدأ حياة جديدة غير أنه يومها فاز بمكافأة خصصها جلال الدين الحمامصي للقارئ الذي يرسل قصة واقعية تصلح للنشر وسمح له الحمامصي أن يعمل معه كسكرتير للتحرير في مجلة الأسبوع التي أصدرها، وصدر عدد واحد منها بعد تعيين موسى صبري، وأبلغه الحمامصي يأنه آخر عدد من المجلة وكانت بمثابة صدمة لموسى، عمل بعد ذلك مع محمد زكي عبد القادر في مجلة الفصول.
ثم انتقل عام 1947 للعمل مشرفًا على الصفحات الأدبية بصحيفة الأساس لسان الحزب السعدي، ثم انتقل بعد ذلك إلى صحيفة الزمان وعمل سكرتيرًا للتحرير في الوقت الذي كان جلال الدين الحمامصي رئيسًا لتحريرها، ولكن بعد أن تولت حكومة الوفد الحكم غيّر "إدجار جلاد" صاحب صحيفة الزمان موقفه من حكومة الوفد وبعد ثلاث سنوات كان موسى صبري ورفاقه خارج الزمان.
في عام 1950 بدأ مشواره مع أخبار اليوم وعمل محررًا برلمانيًا، ثم اختاره على أمين ومصطفى أمين نائبًا لرئيس تحرير صحيفة الأخبار ثم رئيسًا لتحرير مجلة الجيل، ثم رئيسًا لتحرير صحيفة الأخبار.
انتقل موسى صبري بأمر من الرئيس جمال عبد الناصر للعمل بصحيفة الجمهورية، ثم عاد مرة أخرى رئيسًا لتحرير الأخبار، غضب عبد الناصر من موسى صبري بسبب ما كتبه عن قضية المشير ومحاكمة عباس رضوان، وما كتبه في آخر تحقيقه جملة "وما خفي كان أعظم"، فكانت هذه الجملة السبب في إصدار قرار بإبعاد موسى صبري عن أخبار اليوم نهائيًا، ويذهب مرة أخرى إلى الجمهورية بشرط ألا يكتب شيئًا باسمه وكان وقتها يكتب مقالين في عمود واحد بعنوان "آدم يصرخ" و"حواء تستغيث". 



بين غضب عبد الناصر ورضا السادات
وافق عبد الناصر على عودة موسى صبري إلى أخبار اليوم، وكان الفضل يرجع إلى السادات الذي كان يتولى وقتها مسئولية الإشراف على أخبار اليوم، فوقع الاختيار على موسى صبري ليتولى رئاسة تحرير الأخبار، بعد خروج مصطفى أمين من السجن وعودة على أمين من لندن عام 1974 وتوليه رئاسة مجلس إدارة دار أخبار اليوم، قفز موسى صبري إلى منصب نائب رئيس مجلس الإدارة، ولم تمضِ سوى سنوات قليلة حتى أصبح عام 1975 رئيسًا لمجلس إدارة دار أخبار اليوم.
ظل محتفظًا بمنصبه كرئيس مجلس إدارة دار أخبار اليوم ورئيس لتحرير صحيفة الأخبار طوال فترة حكم السادات، وفترة من حكم الرئيس محمد حسني مبارك، إلى أن حان موعد خروجه على المعاش في نهاية عام 1984، حتى توفي الكاتب الصحفي الكبير في 8 يناير عام 1992، تاركا ما قدمه للمكتبة العربية من المؤلفات السياسية والصحفية.
كتب خطاب الرئيس السادات الذي ألقاه في الكنيست عام 1977، في مبادرة السادات، من أهم ما كتبه في عام 1970: لماذا نعطي صوتنا اليوم لأنور السادات؟، سلاح البترول العربي في المعركة، لهيب المعركة، الأجيال لن تغفر ولن تنسي يا أمريكا، السلام النيكسوني، حرب العمر كله، لا غالب ولا مغلوب، ما أروع ما قدمت يا جيش إلى قضية الثورة.
وفي عام 1971، كتب سلسلة مقالات عن ثورة التصحيح؛ منها: جماهير 15 مايو تعاهدك يا رجل، جماهير 15 مايو ترفض التسلق والانتهازية، جماهير 15 مايو وفية لأصدقائها عارفة لأعدائها، جماهير 15 مايو ماضية حتى نهاية الطريق.
ومن مقالات عام 1972: حذار من الخنجر المسموم في ظهورنا جميعا، لماذا أهملوا؟ لأنهم لا يحاسبون؟، لن نفرط في مبدأ أو صديق، نيكسون يهددنا بقوات الأطلنطي، مسئوليات الوطنية المصرية، افهموها يا عرب لا تحرير بدون قتال، السلاح المشلول، أفيقوا يا عرب.
وعن العلاقات المصرية السوفيتية، كتب: بيان موسكو عن الشرق الأوسط، أصوات من موسكو تسئ إلى الاتحاد السوفيتي، تصريحات روجرز.
وفي عام 1973، كتب موسى صبري اللعبة باخت يا ساسة البيت الأبيض، لسنا قطيعا من الغنم، معركة البيت العربي في كل مكان، البترول في خطر، لماذا نتحدث عن الحرب؟، سلاح البترول في أيدينا ولكن؟، الصهيونية تدخل معركة البترول، البترول العربي حديث العالم لماذا؟، صادقون حربا وسلاما ويقظة، برنامج 6 أكتوبر، يوم في السويس، الزلزال، المهم هو التنفيذ، أسلحة البناء والسلام، كلمة لمن يدفعون، لم نعد من الكومبارس.
وكتب موسى صبري في عام 1974: حب وحرية، المخاطرة المحسوبة، اختصار الطريق، الأنوار مضاءة، المعجزة لن تتراجع، اللامعقول، لا عودة إلى الوراء، قرار في موعده، الحرية للشعب، العابثون في الظلام، نجمة الشرف، جسر الأشواك، المستقبل ساطع، وجوه مشرقة، الشرف لا يتجزأ، الجاحدون، الشمس لن تغيب، الثوب الفضفاض، كلمة التاريخ، ليس طريق الزهور، جنرال بلا قتال، السفينة غارقة، الزعيم والصاروخ، نحن قادرون، قبل أن يفيض الكيل، نعمة سيادة القانون، تصريحات بريجينيف، نجحت مباحثات موسكو، انظروا إلى إسرائيل، السادات وكرايسكي في سالزبورج. 
وفي عام 1975 كتب عن ذكرى جمال عبد الناصر، وسلسلة مقالات عن القصة الدامية لصراع مراكز القوى في عشرة أجزاء منها: عبد الناصر يفتح قلبه لأنور السادات، الكهنة في معابد الناصرية يتبادلون الاتهام والدفاع، استعدت دبابات الحرس الجمهوري لإحباط المؤامرة، الرفيق مالك يطلب لقاء عاجلا بجمال عبد الناصر، عامر حاول الانتحار أمام السادات، بشروا بالهزيمة وأعلنوا أن الجيش مقدم على الانتحار!، مناورة مخططة لمقاومة قرار الحرب!، حاتم صادق زوج كريمة عبد الناصر هو المصري الوحيد.
وفي ذات العام كانت هناك مجموعة من المقالات حول مباحثات السادات وفورد، الخطاب التاريخي للسادات أمام الكونجرس، وذهاب السادات إلى الأمم المتحدة. وفي عام 1976 كتب كامل الشناوي، فقدنا على أمين، عشاق صاحبة الجلالة، مع أهل الفن، مولد بليغ حمدي وغضبة طه حسين، الجبان واللص، أكذب الإشاعات، كلمات قصيرة لوجه الله، أجراس التحذير، مصر فوق المؤامرة، تذكروا أن إسرائيل صنعت القنبلة الذرية، التحدي الحقيقي أمام الديمقراطية، ضمانات عربية لوقف القتال، الصحف والأحزاب، برلمانيات وفي عام 1977 كتب عن الديمقراطية: الديمقراطية المباشرة، الديمقراطية الاشتراكية، لماذا لا نبدأ هذا التقليد الديمقراطي؟، دكتاتورية 15 مايو، من القلب إلى أعضاء مجلس الشعب، المصرية قبل الحزبية، وعن زيارة السادات للقدس: تحملوا مسئولياتكم، أنتم مقصرون في حق أنفسكم، 7 أيام في أمريكا، حكاية المعاهدة، هذه هي حقائق الموقف عن اليوم الأول في مؤتمر القاهرة، بيان كارتر في أسوان، كلمات إلى بيجين، ماذا جري في الإسماعيلية؟، حذار من الطريق المسدود، مصر ترى عدم الدخول في حلقة مفرغة، هذه هي أسرار كل ما جرى، متى يتوقف القطار؟. وعن أحداث 17، 18 يناير 1977 والديمقراطية في مصر كتب الخبز والحرية، الديمقراطية ليست جنة هابطة من السماء، انتهى عهد القلم الواحد، ماذا تريد هذه الأقلام؟، الديمقراطية هي معركتي، الترشيد والتطهير معا، ماذا تعني ضوابط الديمقراطية؟، حياتنا الحزبية الجديدة، عرق يمسح الدموع، ديمقراطية الجاحدين.
وفي عامي 1978، 1979 كتب موسى صبري عن مباحثات كامب ديفيد وتوقيع اتفاقيات السلام مباحثات الرئيس مع كالاهان وشميث، تقرير عن مباحثات كامب ديفيد، ضرورة إعلان المبادئ لتحقيق التسوية الشاملة، ماذا نريد من أمريكا؟، السادات حقق العديد من أهدافه، افهموها يا سادة، ماذا يجري داخل إسرائيل؟، أفق يا بيجين وحذار يا كارتر، أين القرارات العسكرية السرية؟، نتمسك بصيغة أسوان، ماذا نتوقع من كامب ديفيد؟، لماذا هذه الضجة الكبرى حول المستوطنات، حقائق الموقف في كامب ديفيد، فزورة كامب ديفيد، الخلافات الجذرية في كامب ديفيد لا تزال بلا حل، معنى الاتفاق وأسرار كامب ديفيد، هل تتحطم آمال السلام ؟، من العريش إلى بير سبع). وفي الفترة التي أعقبت توقيع المعاهدة في مارس 1979 كتب موسي صبري وداعا يا أحباء، الأصوات النابحة، لعلهم يهتدون، ملاحظات جديدة على مذكرات كيسنجر، التضامن العربي، كيسنجر ينحني اعتذارا أمام فلاح ميت أبو الكوم، لسنا سعداء ولسنا شامتين، كلمة يفرضها ضميري، كيف اتخذ السادات القرار الذي لم تفهمه؟، ماذا دار بين السادات وروجرز وتجاهله كيسنجر، نعم ولا يا كيسنجر.
وفي عامي 1980 و1981 كتب عن الأسعار الطوابير والأسعار، القوانين والأسعار، وعن الإرهاب ما هذا الإرهاب، الحق أقوى من كل إرهاب، الديمقراطية تضرب الإرهاب، مقاومة الإرهاب، وعن الشاه القصة الكاملة لحضور الشاه، نحن والشاه وإيران، الشاه والشهبانو وصلا بعد الظهر إلى أسوان، حكم شاه إيران منذ ربع قرن، 3 حقائق عن حكم شاه إيران.
وبعد وفاة السادات كتب سلسلة مقالات عن الجذور والزعامة "خمسة أجزاء" منها: حكاية الدوائر وصحيفة الصنداي تايمز، الرسام لوري والدوائر وأقلام شريفة في أمريكا، مجالس المقاهي والمجموعات الصغيرة شبه السرية، من أفسد حزب العمل ولماذا أفسده؟، تآلف الرفاق والشقاق وهلوسة العقاقير والدنانير.
وكتب أيضا علمتنا الدرس يا سادات، ذهب البطل ولكننا صامدون، غدا يعلو صوت السادات، كلمات حق يجب أن تقال، رفقة 28 عاما وفراق 40 يوم!، صوت الوفاء والشرف والكرامة.



إنجازات خمسين عاما من الإبداع
50 عامًا في قطار الصحافة، قصة ملك و4 وزارات، وثائق 15 مايو، ثورة كوبا، اعترافات كيسنجر، وثائق حرب أكتوبر، السادات الحقيقة والأسطورة، نجوم على الأرض، شيوعيون في كل مكان جزئيين، ثورة مايو في السودان، مخبر صحفي، وراء عشر وزارات، تحقيقات صحفية.
أيضا لموسي صبري تحقيقا ت صحفية عن أحداث لبنان 1958، انقلاب سوريا، ثورات العراق الثلاث،، ثورة اليمن، ثورات كوبا، جمع في الصحافة بين التحقيق الصحفي والمقال السياسي والأدب الصحفي الذي تميز في يومياته الأسبوعية بآخر ساعة بعنوان بعيدا عن السياسة.

رواياته:
الجبان والحب، العاشق الصغير، الحب أيضا يموت، حبيبي اسمه الحب، الصحافة الملعونة، عشاق صاحبة الجلالة، سلسلة: بعيدا عن السياسة.

أفلام موسى صبري
دموع صاحبة الجلالة 1972- قصة، رحلة النسيان 1978 – قصة، كفانى يا قلب 1977- قصة، المخربون 1967 - حوار الخائنة 1965 حوار ومن أعماله الروائية التي انتجت بالسينما، صانع الحب، غرام صاحبة السمو.

الساداتي 
وحصل على وسام الاستحقاق عام 1985 ومن مؤلفاته "السادات الحقيقة والأسطورة". وقد كان موسى صبري مرشح السادات في انتخابات نقابة الصحفيين لكنه لم ينجح بسبب تكتل الصحفيين ضده لأنه مرشح السادات وعندما فكر السادات أن يرسل للبابا شنودة رسالة في سبتمبر 1977 أبلغه برسالة خاصة عن طريق موسى صبري.
وكان الكاتب الراحل مغرمًا بإطلاق الأسماء الثورية على الاعتقالات وإجراءات الحبس وإسقاط عضوية البرلمان فأطلق على اعتقالات مايو - 1971 اسم "ثورة التصحيح"، وقد تكرر الأمر مرة آخر، عندما قام السادات أيضًا ووزير داخليته النبوي إسماعيل بتنظيم أكبر عملية اعتقال في تاريخ مصر، إذ تم التحفظ على أكثر من 1500 سياسي وكاتب وصحفي ورجل دين دفعة واحدة، في حملة شاملة أطلق عليها موسى صبري أيضًا وصف "ثورة سبتمبر" الإصلاحية، ويصف ذلك بالعملية الديمقراطية الجريئة من الرئيس السادات صاحب القرارات التاريخية.
ولا يزال موسى صبري حيًا في بعض الأساليب الصحفية على الرغم من رحيله، وكان موسى صبري كاتب خطابات السادات، وكتب مرة مقالا ردا على أحد منتقديه لكونه يغرق في مدح السادات والتملق له تحت عنوان "نعم إنني أطبل وأزمر.