الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

بعد نجاح "البوابة" في كشف "مؤسسة الخير".. بالأدلة.. الأطباء المتورطون بتجارة "فقدان العذرية": شركات وهمية على الإنترنت تروج للمنتجات.. وأرقام التواصل على الصفحات الجنسية..والأجهزة تهرب داخل علب ماكياج

نكشف المتورطين في
نكشف المتورطين في تجارة العذرية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

كان نجاح البوابة نيوز في كشف حقيقة ما يسمى بإعادة العذرية للبنات على يد "مؤسسة الخير" والتي اتضح في النهاية أنها مؤسسة وهمية لا وجود لها ولا تتبع أيا من المؤسسات الخيرية أو غير الخيرية، الخيط الأول في كشف سلسلة من المفاجآت حول أجهزة "علاج فقدان العذرية"، حيث تم التوصل في النهاية إلى مجموعة من الأطباء، الذين قاموا بممارسة تلك الأعمال واستغلال الكثير من المحتاجات لمثل تلك العمليات، والقيام بها بطرق غير شرعية فضلا عن تسهيل ممارسة الدعارة في بعض الأوقات كما هو مثبوت بالأدلة في التقرير.

بدأت القصة حين علمت "البوابة نيوز" من المتهم الأول الذي تم كشفه بأنه ليس بمفرده، وأكد أن هناك العديد من الأطباء يقومون بالمتاجرة، وأنه كان مجرد قائم بأعمال الدعاية والتسويق لمنتجاتهم فقط، ولكنه رفض الإفصاح عنهم أكثر من ذلك.


 كنا نعلم أن بداية الطريق ستكون من محرك البحث الشهير "جوجل" وقمنا بالبحث من خلاله عن كلمة "إعادة العذرية"، وما هي إلا دقائق معدودة وبدأنا نمسك بطرف الخيط حيث عثرنا على صفحة على موقع التواصل الاجتماعي الشهير "فيس بوك"، لشخص يدعى " إسلام. م" كان يتحدث عن مشاكل فقد العذرية للفتيات، ويقوم بالمتاجرة بنفس المنتج، ويضع الفرق بين المنتج الأصلي والصينى ويوصي الجميع بالمنتج الأصلي الذي يبلغ سعره 1600 جنيه، بخلاف الشخص الأول الذي كان يبيعه بمؤسسة الخير بمبلغ 3500.

تضمنت الصفحة رقمي هاتف للتواصل مع "إسلام"، فقمنا بوضعها على محرك البحث "جوجل"، لنفاجأ أن العديد من المواقع والمنتديات قامت بالفعل بالدعاية لمنتجاته، وهناك نحو ثلاثة صفحات على الـ"فيس بوك"، عليها جميع منتجاته التي لا تختلف كثيرا عن التي ذكرناها في التحقيق السابق عن " مؤسسة الخير".


 

وجدنا خلال التصفح موقعا بعنوان " شركة وان الفا للأدوية " وكانت تلك نقطة الانطلاقة الثانية في البحث عن حقيقة هؤلاء الاشخاص.

كتب هذا الموقع في افتتاحيته "نحن إحدى الشركات الرائدة في مجال التصنيع الدوائي واستيراد الادوية ومستحضرات التجميل الطبية والعالمية والأجهزة الطبية والمستلزمات الطبية نشأت الشركة في عام 1980 في مدينة بريستول بالمملكة المتحدة ثم بدأت بالتوسع لتغزو العالم العربي بالعديد من المنتجات التي تخدم المجال الطبي"، وبجولة سريعة داخل صفحاته وجدنا نفس المنتجات الجنسية التي تخص الموضوع، وكانت المفاجأة حين انتقلنا إلى صفحة " اتصل بنا" لنجد الأرقام الخاصة بالدكتور إسلام ولينك صفحته الشخصية، باعتباره المسئول عن القاهرة الكبرى، فضلا عن رقمي هاتف لشخصيه تدعى "مدام يارا" وهى مسئوله عن المحافظات وخط ساخن للشركة، وفى نهاية الصفحة مكتوب " مطلوب وكلاء في كل الدول العربية ومصر بخصومات وتسهيلات خاصة ". 


حين قامت "البوابة نيوز"، بالبحث بأرقام الهاتف الخاص بمدام يارا لم تستطع التوصل لأى دليل، وبالتالي بدأ تتبع صفحات الدكتور "إسلام"، للوصول إلى بقية المجموعة.

في صفحة الدكتور إسلام وجدته يرفع فيديو يشرح فيه كيفية استخدام الجهاز ويحذر من خلال هذا الفيديو جميع الفتيات بعدم التعامل مع أي شخص يخبرهم بأن الدفع قبل الاستلام لأن هناك العديد من الشباب الذين يقوموا بالنصب في تلك الأمور، مؤكدا أنه لا بأخذ الثمن إلا ساعة الاستلام فقط.

لم يظهر وجه "إسلام" في هذا الفيديو حيث قام بتثبيت الكاميرا ناحية كتفيه وصدره فقط، دون ظهوره على الشاشة، وبالدخول على صفحته الشخصية تبين أنه بالعشرينات من عمره يسكن بالقرب من جسر السويس، دون أي تفاصيل عن نشاطه

أبرز النقاط التي تم ملاحظتها في صفحاته الثلاثة الخاصة بمنتجاته المشبوهة، كثرة حديثه عن الدين ويدافع عنها بضراوة، فضلا عن اشتراكه في العديد من الصفحات الجنسية للترويج لمنتجاته


وكان هناك مصدر أرسل لـ"البوابة نيوز"، رقم هاتف يخص شخص يدعى "أحمد" أكد أنه الممول الكبير لهذه التجارة ولكن من خلف الكواليس ولا يظهر أبدا، وله عدة أسماء وهميه، بخلاف "إسلام".

وبالبحث عن الرقم من خلال "جوجل"، فوجئنا بصفحات عديده تحمل نفس الرقم باسم "محمد الخشاب"، الذي تمكنا من العثور على صفحه على موقع "فيس بوك"، تحمل اسم مركز طبي يقوم بتلك العمليات بالليزر بمبلغ 4000 جنيه، واضعة عدة شروط استوقفنا منها "تجرى الجراحة في مستشفى عند رغبة الحالة إذا توفرت الشروط الآتية ( تقرير طبى من مستشفى حكومى يثبت أنه قد تم فض غشاء البكارة جراء حادث أو محضر شرطة يثبت أن فض الغشاء وقع بعد حادثة اغتصاب + إقرار ولى الأمر )، ماعدا ذلك تجرى الجراحة بالعيادات الخارجية الخاصة بالمركز بدون أي أوراق أو مستندات شخصية".

وبدأ السؤال "أين تلك العيادات الخارجيه وكيف يسمح لنفسه كطبيب أن يمارس مثل تلك العمليات التي تنافي شرف المجتمع وشرف المهنة؟".

كانت معه دكتوره تدعى " ن. ح " وحين قمت بوضع رقمها على محرك البحث بجوجل كانت المفاجأة حين وجدنا نفس الرقم والإيميل الخاص بها على صفحات دعاية لتلك العمليات وفى نفس الوقت على صفحات تعارف جنسي ولها عدة طلبات لا تليق بدكتوره تحمل اسم إحدى المهن الكبرى.

حاولنا الاتصال بها أكثر من مرة للتأكد، إلا أن الهاتف كان مغلقا، وبمراسلتها على الإيميل الخاص للتعارف، لم تمر دقيقة واحده وجاء الرد كالآتي: "للتواصل مع الدكتورة ن. ح طبيبة النسا والتوليد...ده إميل دكتورة ن. ح الجديد للاستفسار عن عمليات إعادة غشاء البكاره وتجميل وتضيق المهبل إرسال الاسئله عبر الجى ميل ـــــــــــ أو الاتصال على رقم تليفون ـــــــــــــ " ملحوظه لم يختلف الاميل جديد عن القديم سوي بزيادة حرفين في بداية الاميل وهما " dr " اختصار كلمة دكتور ورقم الهاتف لم يختلف.

وكان من الواضح أن تلك الرسالة هي رد إلكتروني قامت هي بضبطه قبل إغلاق الايميل القديم.


طلبنا من إحدى الزميلات أن تجرى اتصالا هاتفيا مسجلا بالدكتور إسلام للتأكد من صحة ما يقوم به، مع علمنا أنه يقوم بمقابلة معظم من يتحدث معهم بنفسه، كما أنه يعرض عليهم بصوره غير مباشره أن يقوم هو بتركيب ذلك الجهاز بنفسه.

بالفعل تمت هذه المكالمة والتي أكد فيها أن الشركة لا مقر لها سوي على الإنترنت وهو ما أكد أنها شركة وهمية لا أساس لها في بريطانيا كما هو مدون في الموقع، وأخبرها أنه من الممكن أن يقابلها بنفسه ويسلمها الجهاز بدلا من شحنه خصوصا وأنها أخبرته انها من من إحدى المحافظات خارج القاهرة.

وعرض عليها أن يراها ويجلس معها في أي مكان ليعلمها كيف تستخدم الجهاز.

لسماع المكالمة اضغط هناااا


في اليوم التالى قام "المحرر" بالاتصال به وأخبره أنه صديق للآنسة، وأبدى له قلقه وارتباكه من شراء مثل تلك الأجهزة ولكنه ظل يحاول طمأنته، مؤكدا أن الحكومة لا تعرف شيئا عن ذلك ويقوم بتهريبه بكل سهوله من داخل وخارج مصر عبر الجمارك في المطار.

وحين سألته عن الكيفية قال لى نصا " عادى يعنى مأمور الجمارك حبيبنا شوية بيمشلنا كل حاجه وبعدين الكلمة الحلوة والحب بيسهلوا كله حاجه ده حتى قالى لو معاك ايه هاطلعهولك ما تخفش "، وحين طلبت منه أن نستلم الجهاز منه شخصيا في القاهرة خوفا من شركة الشحن أكد لى أنه لا خوف من الاستلام عبر شركات الشحن فهو أيضا له عدد من موظفى الشحن والبريد يتبادل معهم المصالح.

وكان يتحدث معى بكل سلاسة واقتناع أنه قادرا على كل شيء ولا يخاف من أي حكومة.

" انا مش خايف من صفحاتى على النت لأن الحكومة مش هاتعرف توصلى اصلى باعرف احط منتجاتى فين، يعنى انا لو حطيت منتجاتى في صفحات عاديه اكيد هاتشتم واتبهدل لكن انا بحط منتجاتى في صفحات جنسيه لأن دى الناس إلى عاوزه كده ودى الناس إلى عقلها مغيب مش هاتعمل حاجه وهاتشتري الحجات دى كتير " تلك كانت إجابته حين سألته عن عدم تخوفه من تلك الصفحات التي يملكها، أكد في كلامه أكثر من مره أنه بالفعل دكتور ولكن لم أستطع أن أعرف في أي مستشفى.

وعن سؤاله عن الشركة وعن علاقة يارا أكد أن الأخيرة تزوجت منذ عام وتركت له الإدارة في كل شئ بعدما كانت شريكا له، وهو نفس الكلام الذي أكده لزميلتي حين سألته عن تلك الدكتورة.

وبالنسبة للشركة، فقد نفى تماما أن يكون لها مقر أو إشهار وحين سالته عن رداءة الموقع أجاب بكل بساطه " احنا فعلا هانغير الموقع وهانعمل موقع كبير ونعمله دعايه حلوه وإعلانات مموله كتير علشان يظهر على مواقع التواصل الاجتماعى وعلى جوجل زى ما حضرتك شوفت الموقع التركى".

وقتها سالته عن عدم تخوفه من وصول الحكومة له بشكل سهل بعد كل تلك الدعاية أجاب بكل ثقه " الحكومة مش هاتعرف توصلنا لاننا هانعمل الموقع ب" I P " أجنبى مش مصرى فكأنه معمول بره مش معمول من مصر وساعتها هما مش هايعرفو حاجه".

أنهىت معه حديثى وشكرته على تلك المعلومات وأخبرته باننى سأعاود الاتصال به مرة أخرى لأؤكد له عملية الشراء ونحدد التوقيت سويا. .

لسماع المكالمة اضغط هناااا


وفى خلال بحثى على الإنترنت وجدت هناك موقعين من أكبر المواقع المتواجدة على الشبكة لهما إعلانات مموله على جوجل يقومان ببيع نفس المنتجات، وفي النهاية وجدت سيكشن " إتصل بنا "، رقم واحد يعمل على الواتس اب والفايبر وهو رقم تركى غير عربي.

ومن خلال هذين الموقعين يمكنك شراء أي من المنتجات الجنسية الاخرى وليس فقط جهاز إعادة العذريه وتكلفة الشحن لمصر 250 جنيه مصريا، وحين قمت بالتحدث مع أحد الموقعين أكد لى أن استلام المنتج سيكون بعد يومين من إرسال الحوالة عبر البنك واستطعت الحصول على رقم حسابهم الخاص بأحد البنوك التركيه. وعلى الجانب الاخر عرضت عليهم فكرة العمل معهم على أن يكونوا هم المسؤلين عن دخول تلك الشحنات إلى مصر عن طريق المطار، وأكد لى أن هناك خصومات عالية حال كانت الكميات المطلوبة كبيره، وأنه سيتم إدخالها على أنها شحنات أوراق أو علب مكياج.


حاولت أكثر من مرة الاتصال بالدكتور محمد الخشاب ولكن كان من الواضح أن هناك عطلا في الشبكة ولم أستطع الحديث معه سوى دقيقة واحدة، علمت أنه يتبع المركز الذي أعلن عنه هو والدكتورة " ن. ح "، وفى الوقت نفسه وجدت في صفحة الدكتور إسلام دكتوره أخرى تدعى " م. م " وهى خريجة كلية التمريض جامعة الزقازيق وادعت على صفحتها بموقع التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أنها دكتورة أمراض نساء وكتبت نصا على صفحتها " انا د مني ده الاكونت بتاعي الجديد ومتابع أيضا للدكتور إسلام محمد أي حد محتاج حاجه يراسلني على الصفحة عشان الأكونت الأول اتعمله هكر واتقفل ".


قبل ختام الموضوع، لزم التنويه إلى أن صورة الفتاة التي تم نشرها في التقرير السابق، تحمل لافته مكتوب عليها " شكرا مؤسسة الخير لقد عدت عذراء"، ليست تخص مؤسسة "الخير"، حيث وجدنا صورة الفتاة تحمل لافتة مكتوب عليها رسالة شكر للصحفي الجزائري عبد الله عمر نجم، وبالبحث عن هذا الصحفى تبين أنه جزائري ويدّعي "علاج فقدان العذرية" لكن بالأعشاب، مشيرا إلى أن هناك من يتلاعب باسمه وصفته في الجزائر، حسب قوله.


وفي النهاية تضع "البوابة نيوز"، المشكلة أمام كل الجهات المختصة، مطالبة وزارة الصحة وإدارة الجمارك بالتحقيق فيما تم نشره، والوصول إلى الشخصيات المذكورة.

وتنوه "البوابة نيوز"، بالاحتفاظ بأرقام تليفونات الأشخاص التي تم ذكرها وأسماء السيدات والصفحات الخاصة بهم، لعدم انتشارها أكثر من اللازم، لحين مطالبة الجهات الرسمية لها رسميا.

لمشاهدة الجزء الأول اضغط هناااا