الأنبا رسوم سكن مغارة مظلمة تحت الأرض 20 سنة
الفول المبلل بماء مالح.. طعامه.. وعاش 15 سنة فوق سطح دير شهران
يعد الأنبا برسوم، الذى يحمل اسمه الدير الواقع بحي المعصرة بمدينة حلوان، قديسا مصريا وُلد عام ١٢٥٧ من أبوين مسيحيين لم يرزقا بأولاد إلى أن وهبهما الله «برسوم»، والذى يعنى «ابن الصوم» بالسريانيّة. كان أبوه يعمل الوجيه مفضل كاتب شجرة الدر زوج السلطان نجم الدين أيوب. بحسب التاريخ الكنسي.
بعد وفاة والدى «برسوم» طمع خاله فى الميراث. أما «برسوم» فلم يدخل مع خاله فى خصومة، وحاول بعض أقاربه أن يثيروه ليقاضى خاله رفض تمامًا، وقصد «برسوم» كنيسة مرقوريوس بمصر القديمة بحارة البطريرك، وسكن مغارة مظلمة تحت الأرض مدة عشرين سنة، وكان طعامه فولًا مبلولًا بماء مالح، ثم خرج من المغارة إلى الكنيسة متحملًا الحر والبرد حتى أسود جلده، وفى الاضطهاد الذى تعرض له المسيحيون فى ذلك الوقت، قُبض على «برسوم» أسبوعًا ثم أفرج عنه، فقصد «دير شهران» (منطقة المعصرة حاليًا التابعة لمدينة حلوان) وأقام فوق سطحه مرتديًا زيًا بسيطًا نحو ١٥ سنة.
مغارة الأنبا برسوم بكنيسة أبى سيفين
تحوى كنيسة أبوسيفين الأثرية بمصر القديمة «مغارة» أو مزار للأنبا برسوم العريان، وهو من القرن الـ١٣ الميلادي، الذى كان ناسكا سعى للتقرب من الله، ولم يدخل الكنيسة أو يتولى أى رتبة كهنوتية، ودخل كنيسة أبوسيفين عندما كانت مهجورة والزيارات بها قليلة، ودخل للاعتكاف بالمغارة.
وطبقًا للكتب الكنيسة القديمة، فوجئ الأنبا برسوم بثعبان كبير داخل المغارة، فى البداية كان خائفًا وصلى إلى الله أن ينزع عن هذا الثعبان الطابع الوحشي، وبالفعل تحول الثعبان لحيوان أليف غير ضار، وعاش الأنبا برسوم مع الثعبان طويلًا وتشاركوا الأكل والشرب سويًا دون أى أذى، وعندما سمع الناس عن هذا القديس كانوا يأتون إليه بكثرة، وبعد عشرين عاما انتشرت شهرته ترك الأنبا برسوم المغارة، وتوجه إلى دير شهران بمنطقة المعصرة بكورنيش حلوان.. ويتم النزول إلى مغارة الأنبا برسوم داخل الكنيسة بسلم صغير، وهى رطبة لانخفاضها عن مستوى سطح الكنيسة بما يقرب من متر ونصف المتر، وكانت تغمرها المياه أيام فيضان النيل، ويوجد بها مذبح قائم من الحجر حيث يذهب إليها المرضى لأخذ البركة والصلاة أمامه، ويتم الاحتفال بالقديس فى ١٠ سبتمبر من كل عام.
