الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

كيف وصف المقريزي دير الأنبا برسوم العريان؟

 المقريزى
المقريزى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
المقريزى فى وصفه للدير: «شهران» كان من حكماء النصارى
البابا كيرلس الخامس قام بتعمير الدير.. واكتشاف بئر أثرية فى عهد الأنبا بولس
أشجار النخيل والجميز بالدير ترجع إلى مئات السنين
دير «شهران»، وهو الاسم القبطى القديم للمعصرة، والتى وصفها الشيخ المؤتمن أبوالمكارم سعد الله بن مسعود، فقال فى كتاب الكنائس والأديرة: «شهران قرية كبيرة كانت عامرة على شاطئ البحر، ويذكر أن موسى النبى عليه السلام ولد فيها، ومنها ألقته أمه إلى البحر فى تابوت خشبي، وشهران من المزارات الجليلة المقصودة لحسن وضعها وإشرافها على النيل». 
ويقول العلامة المقريزى عن وصف دير الأنبا برسوم العريان بمنقطة المعصرة بمدينة حلوان، «هو مبنى بالحجر واللبن، وبه نخيل، وعدة رهبان، ويقال إنما هو دير شهران، وإن شهران كان من حكماء النصارى. وقيل عنه إنه كان ملكًا، وكان هذا الدير يعرف قديما بمرقوريوس، الذى يقال له مرقورة ولما سكنه «برسوما بن التبان» عرف بدير برسوما، وله عيد يعمل فى الجمعة الخامسة من الصوم الكبير، فيحضره البطريرك وأكابر النصارى وينفقون فيه مالًا كبيرًا».
أما عن تاريخ المنطقة التى يقع بها الدير، «شهران» المعصرة، فكانت قديمًا يطلق عليها اسم حلوان البلد التى كانت تقع على الشاطئ الشرقى من النيل بين غابة كثيفة من أشجار النخيل، وأطلق عليها بعد ذلك «حلوان الحمامات»، فهى امتداد لحلوان البلد، وكانت مبانيها تمتد من شاطئ النيل إلى سفح الجبل الشرقي، ويذكر أن حمامات حلوان بنيت فى العصر الفرعونى ثم اندثرت، وأعيد بناؤها فى العصرين الرومانى والعربي، فحلوان كانت تتميز بالعيون الطبيعية.
قديمًا كان لمنطقة «شهران» بستان مساحته تسعة أفدنة يقصده الأعيان للنزهة والرياضة، وكانوا يقصدون الدير أيام الصيف للتمتع بالنيل، وأطلقوا عليه «العليل» فى زمن الفيضان، وسمى دير شهران فيما بعد باسم دير أنبا برسوم.
وقام البابا كيرلس الخامس 1874-1927 بتعمير الدير حتى إنه أنشأ فيه قصرا كان يقيم فيه طوال فترة الصيف، ويوجد بالدير مجموعة من أشجار النخيل والجميز يرجع تاريخها إلى مئات السنين. كما تم اكتشاف بئر أثرية داخل الدير فى عهد الأنبا بولس، عندما كان يقوم بتجديد بعض مبان فى الدير، والبئر ذات فوهة من حجر الجلمود الأحمر، الذى لا يتأثر بالماء وفمها مغطى بطبقة من البلاط المعصرانى السميك، ويرجح أن هذه البئر كانت خاصة بالرهبان الذين كانوا يسكنون فى هذه البقعة عندما كان الدير عامرا بهم.