الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

ثورة "التعليم" الجديدة.. امتحان صعب للمدرس والطالب (ملف)

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
التطوير يحارب المناهج القديمة.. والتنفيذ سبتمبر المقبل.. وانطلاق تدريبات المعلمين اليوم 
تبدأ وزارة التربية والتعليم في تطبيق منظومة التعليم الجديدة، وسط استعدادات مكثفة من الوزارة لتدريب المعلمين على النظام الجديد، ومخاوف من أولياء الأمور بعد إلغاء كتب المستوى الرفيع وانتشار الدروس الخصوصية، في الوقت الذي أكد فيه خبراء التعليم أن النظام ركز على تطوير المناهج فقط، متجاهلا باقي عناصر العملية التعليمية، من انخفاض أجور المعلمين، والطالب والبنية التحتية والوسائل التعليمية وموازنة التعليم.

رسميًا.. المناهج باللغة العربية.. وخبراء من المعهد الدولي لتدريب المعلمين
تدريب 200 ألف معلم على المنظومة الجديدة
وتبدأ وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني، اليوم السبت، تدريب أول دفعة لمُعلمي المنظومة الجديدة، لتأهيلهم على أسلوب العرض، وإدارة الحلقات النقاشية، وأساليب التدريس الحديثة، وتسعى لتدريب ٢٠٠ ألف معلم خلال المرحلة المقبلة.. كما تعمل على تنفيذ مهارات توصيل المعلومة، والابتكار، والتطوير في الأداء.
يشمل برنامج التطوير المهني بداية لسلسلة من التدريبات والبرامج التي تعمل على الرفع من كفاءة المعلمين وتحضيرهم للمرحلة الجديدة؛ خاصة أن المعلمين هم الضلع الأساسي في تطوير العملية التعليمية، وأن تدريبهم يعد على رأس أولويات الوزارة، فهم المسئولون عن بناء شخصية الطلاب داخل الفصل وتشجيعهم على الإبداع والابتكار ليصبحوا قادة المستقبل.. كما أن الطلاب المصريين المقيمين بالخارج، والذين يتعلمون ضمن منظومة التعليم المصرية بنظام «أبناؤنا في الخارج» سيطبق عليهم كل تفاصيل نظام التعليم الجديد.
وأطلق الرئيس السيسي مشروع التعليم الوطني، بمؤتمر الشباب السنوي السادس، الذي عقد من ٢٨ إلى ٣٠ يوليو ٢٠١٨؛ لتدريب مُعلمي مراحل التعليم الأساسي على المناهج الجديدة والتغييرات في نظام التعليم المقرر تنفيذه في سبتمبر ٢٠١٨، فيما تواصل الوزارة، أيضًا تدريب مدربين مُعلمى مراحل التعليم الأساسي على المناهج الجديدة، والتغييرات في نظام التعليم ٢.٠ المقرر تنفيذه في سبتمبر ٢٠١٨، والتي بدأت الأربعاء الماضي.. المرحلة الأولى من برنامج التطوير المهني، يعد بداية لسلسلة من التدريبات والبرامج للمعلمين لرفع كفاءتهم وتحضيرهم للمرحلة الجديدة من تطوير العملية التعليمية.
وأكد الدكتور محمد عمر، نائب الوزير لشئون المعلمين، أنه تمت المرحلة الأولى من تدريب المدربين الرئيسيين على المناهج في محافظات القاهرة الكبرى، في الفترة من ٢ إلى ٤ أغسطس ٢٠١٨، وتضمن التدريب عرض مقدمة عن المقصود بالنوافذ التي تعرف بأنها فترة من فترات المنهج الجديد مخصصة لتنمية المهارات الأساسية المتعلقة بالرياضيات واللغة العربية، في أثناء اليوم الدراسي، ومعايير الرياضيات، وتطوير المهارات والفهم، والنظام اليومي، والدرس النموذجي، وتحليل الدرس، وروابط بفصول المحتوى متعـدد التخصصات، ومراجعة تأملية.
وأشار إلى أن المتدربين اتبعوا تسلسل «اكتشِف- تعلَّم – شارِك»؛ للتمكن من فهم ماهية التغييرات وسبب تعريفهم بها.. وتضمنت الجلسة الثانية مقدمة عن مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية: مهارات القراءة والتحدّث والاستماع، ومهارات الكتابة، كما تضمن التدريب مناقشة أهداف التعلم، وأنشطة التوكاتسو، واستخدام الموارد الرقمية، وإعداد الدرس. 
وكشف نائب وزير التعليم، عن أنه تم التدريب في ٢٤ محافظة باستثناء محافظات القاهرة الكبرى «القاهرة والجيزة والقليوبية»، وذلك لمدة ٤ أيام من ٤ إلى ٧ أغسطس ٢٠١٨ على نظام التعليم ٢.٠، والذي تموله الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية USAID، ويقوم بتنفيذه معهد التعليم الدولي (IIE).
واستهدف التدريب إعداد معلمي KG١، وKG٢ لتطبيق نظام التعليم في الفصول ابتداءً من أول سبتمبر ٢٠١٨، حيث إنه من المستهدف تدريب ١٠٠٠ مدرّب رئيسي على مجموعتين: المجموعة الأولى في الفترة من ٤ إلى ٧ أغسطس، والمجموعة الثانية من ٩ إلى ١٢ أغسطس، ويشتمل التدريب على التعريف بالمناهج الدراسية، والمهارات الحياتية، والقيم، والفصول الدراسية متعددة التخصصات.

أهم المناقشات
شمل التدريب على منظومة التعليم الجديدة، التعريف بنظام التعليم ٢.٠ الجديد، وأدوار المعلمين ومسئولياتهم، والأدوات والموارد الجديدة المتاحة للتطبيق. 
كما شارك المعلمون في تجارب عملية تأهيلهم لإدارة الفصل وشرح المناهج الجديدة المتعددة التخصصات باللغة العربية، والتي تتضمن مواد: «اللغة العربية، والرياضيات، والعلوم، والجغرافيا، والتاريخ»، مجتمعة في كتاب واحد، بالإضافة إلى اللغة الإنجليزية كمادة منفصلة ليكونوا على أتم الاستعداد لأول أسبوعين من الدراسة.
التدريب 
تتم عملية التدريب على مناهج نظام التعليم ٢.٠ للمدربين الرئيسيين بفاعلية من قبل ٢٠ مدربًا خبيرًا من قبل معهد التعليم الدولي (IIE)، وكذا ثمانية متخصصين في المناهج الدراسية من مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية (CCIMD)، والذين يقومون بالتدريب أيضًا في ثماني محافظات.
وعملية المتابعة تدعم التدريب في الأماكن المختلفة خلال أيام التدريب، وتتم هذه العملية باستخدام أداة ملاحظة للتدريب، يتبعها اجتماع موجز في نهاية كل يوم؛ لتقديم تغذية راجعة بناءة إلى الخبير/ المدرب الرئيسي، وتعكس نقاط القوة والضعف لكل يوم من أيام التدريب.
رياض الأطفال
بدأ البرنامج التدريبي لمعلمي رياض الأطفال والصف الأول الابتدائي، خلال برنامج التطوير المهني؛ للتدريب على أساليب جديدة للتدريس والتدريب، وتزويد المعلمين بالأدوات والموارد اللازمة للتطبيق، وكيفية توجيه الطلاب إلى الاعتماد على الفهم والابتكار والبحث، وتحفيزهم على استكشاف المعرفة. 

أهداف رئيسية
كشفت مصادر بوزارة التربية والتعليم، عن أنه تــم اختيار ثلاثة أهداف استراتيجية رئيسية تحتوي على أهداف فرعية، تحدد التوجه الاستراتيجي للتعليم قبل الجامعي حتــى عام ٢٠٣٠، وهي «تحسين جودة النظام التعليمي بما يتوافق مع النظم العالمية، وإتاحة التعليم للجميع دون تمييز، وبذات درجة الجودة، وتحسين تنافسية نظم ومخرجات التعليم المصري محليًّا، وإقليميًّا، ودوليًّا».
التابلت
قال الدكتور طارق شوقي، إن هناك عملية تأمين كامل للتابلت الذي سيسلم بدءًا من العام الدراسي المقبل، الذي يبدأ في سبتمبر ٢٠١٨.. وأضاف «شوقي»، أن ٧٥٠ ألف طالب سيكون بحوزتهم التابلت، الذي يمثل أداة للتعلم، لافتًا إلى أن المناهج باللغة العربية، كما يتم تسليم الطلاب الكتب الورقية لزيادة عنصر الأمان، مشيرًا إلى أننا سنغير في شكل المناهج، ليشمل التطوير المراحل كافة.. وأكد أن النظام الجديد يطبق تحديدًا على «كي جي ١» و«كي جي ٢» و«أولى ابتدائي»، مؤكدًا أنه في ٢٠٢٠/٢٠٢١ لن تكون هناك ثانوية عامة بشكلها القديم.

خبراء: بداية جيدة للتطوير.. ويحتاج كثيرًا من الوقت للتنفيذ
أثار عرض دكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، خطة التعليم الجديدة بمؤتمر الشباب السادس بجامعة القاهرة، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسي، ولفيف من الوزراء ورؤساء الجامعات وقادة الفكر والدولة، حالة من الجدل بين خبراء التعليم، حول جدوى النظام الجديد وإمكانية تطبيقه.
وقال الدكتور عادل رسمي، عميد كلية التربية جامعة أسيوط، إن نظام التعليم الجديد بداية رائعة للتطوير، لكنها ستأخذ كثيرًا من الوقت للتنفيذ، وأكد أن النظام الجديد لا يوجد به عوار، لكنه يحتاج إلى ترتيبات وتجهيزات تساعد هذا النظام على النجاح، وأيضًا الطلاب خلال هذا النظام لهم فصول بشكل معين في مجموعات عدة.
وأشار إلى أن خريجي كليات التربية، لديهم بالفعل الدراية الكاملة لهذا النظام، وهو ما نسميه المناهج التكاملية، والتي تكون فيها كل المقررات في كتاب واحد وهو التابلت، ويتناوب على الشرح المدرسين بكل تخصصاتهم، وطالب توفير الإمكانيات المطلوبة لتنفيذ هذا النظام، وأيضًا عمل حوار مجتمع لشرح النظام الجديد على أولياء الأمور ليكون الأمر سهلا أمامهم. 
ولفت إلى أن التطوير، والذي ستبدأ به الوزارة شامل وعام على كل المراحل، وإذا لم يتم توفير كل السبل سيؤدي إلى فشله، وهذا الأمر سيكون كارثيا على التعليم.. وقال الدكتور عبدالله سرور، وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر، إنه تابع بشغف بالغ جلسات عرض استراتيجية تطوير التعليم خلال مؤتمر الشباب الماضي، وأشاد بعرض وزير التربية والتعليم، واصفًا أنه كان عرضًا مبهرًا. 
ولكنه قال إن حديث الوزير عن النظام الجديد كان مليئا بالفجوات والمتناقضات، ومشروعه كان به عوار من ناحية التطبيق العملي، فضلا عن وجود عوائق تحول دون تطبيق أو تنفيذ المشروع، واصفًا إياه بالقفز إلى المجهول، وناشد الرئيس السيسي النظر إلى الأطروحات والأفكار الأخرى، تحقيقًا للفائدة وحماية للأمن القومي وتحصينًا للمال العام من الإهدار. 

ومن جانبه، قال دكتور عبدالعظيم الجمال، الأستاذ المساعد بجامعة قناة السويس، وعضو لجنة تحسين أوضاع هيئة التدريس بالمجلس الأعلى للجامعات، إنه متفق مع الوزير في ضرورة فلترة وتطوير المناهج التي عفى عليها الزمان، وأصبحت لا تواكب سوق العمل وتعتمد على الحفظ والتلقين لا على حرية الفكر والإبداع والابتكار.
أولياء الأمور: القرار صادم والغموض «مسيطر» وإلغاء كتب المستوى الرفيع.. أبرز المشاكل رغم ظهور الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم، في العديد من وسائل الإعلام المرئية والمؤتمرات الصحفية لتوضيح بعض تفاصيل النظام، فإن الغموض ما زال مسيطرًا على الوسط، وما زال هناك بعض التخوفات من قبل أولياء الأمور حول مصير أبنائهم بعد تطبيق ذلك النظام.
وقال أحمد محمد، ولي أمر، هناك بعض الغموض والمفاجآت بشأن النظام التعليمي الجديد، مستشهدًا بالقرار الذي فوجئ به أولياء الأمور مؤخرًا، وتم الكشف عنه أولًا بوسائل الإعلام، والخاص بإلغاء كتب المستوى الرفيع في صفوف رياض الأطفال والأول الابتدائي، قائلا إن ذلك الأمر كان مفاجأة كبيرة بالنسبة له، واعتبر القرار صادمًا؛ حيث كان يعتمد أولياء الأمور في المدارس الرسمية لغات والخاصة لغات على هذه الكتب لتحسين مستواهم في اللغة الإنجليزية.
كما أشارت مي عبدالجليل، وليّة أمر، إلى أن ذلك القرار أعاد بها الذاكرة إلى أزمة قرار التعريب، والذي سبق أن تراجع عنه الوزير، مشيرة إلى خشيتها من ذلك القرار غير المبرر، خاصةً في ظل ضعف المنهج في كتاب الوزارة، مضيفة أن المصروفات الدراسية تتضمن مصاريف تلك الكتب؛ حيث يسددون مصروفات أكبر من المدارس الحكومية بسبب اللغة الإنجليزية، ولكن الآن سيكون هناك شبه مساواة بينهم والحكومي، متسائلة: هل ستستطيع وزارة التربية والتعليم السيطرة على المدارس الخاصة وإلزامهم بالقرار مثلما يحدث بالمدارس الرسمية لغات؟
وعلى الجانب الآخر، قالت دينا محمود، ولية أمر، إنها ترى أن ذلك القرار يصب في مصلحة التلميذ؛ حيث سيكون هناك باقة تضم عدة مواد، وإلغاء المستوى الرفيع سيخفف عبء المذاكرة على التلميذ الذي بالتأكيد لا يستطيع تحمل هذا القدر من الكتب والمذاكرة، مضيفة أن النظام التعليمي الجديد سيختلف تمامًا عن المنهج السابق، لذا يجب إعطاء فرصة للوزارة لتطبيقه وعدم استباق الأحداث، فليتم التطبيق أولًا ثم الاعتراض على الأخطاء التي يمكن تلافيها في الأعوام المقبلة.
وبالنسبة للطلاب الملتحقين بالصف الأول الثانوي هذا العام، فما زال الوضع غريبا بالنسبة لهم، مشيرين إلى تخوفهم من فكرة الثانوية التراكمية، وقال الطالب أحمد حمدي إنه بدلًا من تركيز الجهود وأموال الدروس الخصوصية على عام واحد، فأصبح ثلاث سنوات، متوقعا أن قرار الثانوية التراكمية سيزيد من أعباء الدراسة عليه، فيما أشار حسام عبدالله، ولي أمر، إلى ارتفاع تكلفة الدروس الخصوصية، قائلًا إن ادعاء وزارة التربية والتعليم بأن النظام التعليمي الجديد سيقضي على الدروس الخصوصية هو أمر خيالي.
من ناحية أخرى، يجرى العمل على قدم وساق في مديريات التربية والتعليم، لتدريب المعلمين على النظام التعليمي الجديد، على رأسهم مديرية التربية والتعليم بالقاهرة، وأكد محمد عطية، مدير عام مديرية التربية والتعليم، أن مدارس القاهرة مستعدة تماما لاستقبال النظام التعليمي الجديد، مشيرا إلى أنه من أول المؤيدين لذلك النظام، قائلا: «نحن قادرون على مواجهة أي تحديات قد تواجهنا عند تطبيق هذا النظام بالتعاون والإخلاص في العمل والدقة في الأداء».