الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة سبورت

الـ"var" للكبار فقط

تقنية الـ var
تقنية الـ var
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ فجر كرة القدم والأخطاء التحكيمية، جزء لا يتجزأ منها، ولطالما أثارت تلك الأخطاء العديد من الجدل إثر الظلم الذي تعرضت له الفرق، والمجد الذي حققته أخرى، ولطالما رغبنا بشدة عند تجرعنا من مرارة تلك الأخطاء، بوضع حد لها ورادع لانحياز الحكام في شتى البطولات، أما في حالة الاستفادة منها فنجد أنفسنا ننحاز تلقائيًا إلى ذلك التيار الذي يطالب ببقاء الأمور على ما هي عليه، مدعين أن تلك الأخطاء جزء من متعة الكرة، لما تسببه من حديث وجدل وجذب اهتمام العامة، فهناك من يرى في ذلك المتعة، إلى أن تقرر الانحياز إلى ذلك التيار المظلوم والغاضب من قبل «الفيفا»، وتطبيق تقنية تسمى بالـ«var»، وهى اختصار لـ«Video Assistant Referee»، في كأس العالم أغلى وأهم البطولات.
الأمر الذي جعل الجميع يعتقد بأن الأخطاء ستكون قليلة أو شبه معدومة، فمن يدري لو كانت تلك التقنية في مونديال 1986، لمنعت هدفًا تاريخيًا لـ«ماردونا» بيده، ولكن هل فعلًا حققت تلك التقنية العدل الكامل في كرة القدم؟، هل تستفيد منها كل المنتخبات والفرق على حد سواء؟، وهل لجوء الحكم لها اختياري أم إجباري؟، ومن المتحكم بها وكيف يتم تطبيقها في مباريات كأس العالم بروسيا 2018 حتى الآن؟.
المعروف أن تقنية الـ«VAR»، تستخدم في 4 حالات فقط هي: «الأهداف، ضربات الجزاء، البطاقات الحمراء، وفي حال أخطأ الحكم في تحديد هوية اللاعب الذي ارتكب الخطأ»، ويتكون طاقم حكام الـ«VAR»، من حكم مساعد لتقنية الفيديو، و3 مساعدين، ويراجعون جميعًا القرارات التحكيمية التي لها علاقة بالحالات الأربع، ويقدمون النصيحة للحكم الرئيسي في أي وقت، ولكن بالرغم من دقة التقنية إلا أنها مازالت خاضعة لميول وتقديرات حامل الصفارة.
وبدا ذلك واضحًا في مباراتي المغرب مع كل من إسبانيا والبرتغال، فعندما يلمس المدافع «جيرارد بيكيه»، الكرة بيده، داخل مربع العمليات، ويسقط «خالد بوطيب»، في منطقة الجزاء من طرف المدافع «بيبي» مثلًا، ويتجاهلها الحكم، لكن عندما يسجل هدف عليكَ من كرة ركنية منفذة من غير مكانها مع إشارة الحكم بيده للمكان الصحيح لها، هنا ينبغي أن نعود إلى التقنية؛ للتأكد من الحالة رغم أنها مؤكدة دون الرجوع لأحد، فهل الكبار محصنين ضد الـ«var».
وهنا مثال آخر للبلد المستضيف روسيا، أمام المنتخب المصري، حيث يظهر المدافع «كوتيبوف»، في الدقيقة 78، ممسكًا بمهاجم المنتخب المصري «مروان محسن» ليسقطه أرضًا أمام أنظار الحكم، دون الاحتكام لـ«var»، ولا يحتسب شيئًا، ولكن حتي التقنية رهن ميوله، وفي واقعة طرفها المنتخب المصري مرة أخري، ولكن تلك المرة تستخدم التقنية ضده من الحكم الكولومبي، في مباراة السعودية، حيث أصر الحكم على احتساب ضربة جزاء على مدافع المنتخب المصري «علي جبر»، لصالح «فهد المولد»، رغم سهولتها وإجماع «حكام الفيديو»، على عدم صحتها، وأن اللاعبين كانا في تلاحم مشروع، ولكنه أصر على احتساب ما لا يراه إلا هو فقط، وفي مباراة حاسمة بين إيران والبرتغال، ارتكب النجم البرتغالى «كريستيانو رونالدو» خطأ واضحًا على مدافع إيران بتعمد ضربه، ولكن الحكم رفض استخدام تقنية الفيديو، ولم يعاقب صاروخ ريال مدريد نهائيًا، بالرغم من أنه كان يتوجب عقوبته بالطرد.
وتغاضى الحكم عن ركلة جزاء أخرى لصالح إيران، دون اللجوء للتقنية، وأخيرا في مباراة الأرجنتين ونيجيريا الحاسمة هي الأخرى، نجد الحكم «مصطفى تشاكير»، يحتسب ركلة جزاء لنيجيريا من وحي خياله على «ماسكيرانو» إثر تلاحم بسيط، لطالما اعتدنا عليه في الكرات الثابتة، ويتكرر كل ركنية أو ضربة حرة غير مباشرة تقريبًا إلا أنه احتسبه حتى دون الرجوع للفيديو، ويلجأ للفيديو فيما يكاد يثقب العين من شدة وضوحه.
إلى متى ستظل التقنية لمساعدة الكبار فقط مع تطبيقها على استحياء على الآخرين، في محاولة لإبراز المساواة، هل ستنتهي البطولة بمهزلة تحكيمية، لا ينساها التاريخ؟، وكأن التقنية لم تكن، أم إن ما حدث يكفي حتى تتدارك «الفيفا» الأمر، ومحاولة تحقيق الموازنة والعدل الحقيقي.