الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

على خطى المريمات.. "الأخت ليندا" رائدة التعليم: "كل يوم بتسألوا على فيه بتطوّلوا عمرى"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

عيد القيامة على خطى المريمات.. قصص حب وعطاء

سيدات شاهدات على القيامة.. و«فيبى الشماسة» و«أستير»..نماذج مضيئة تنير الطريق للنساء

مرميات العصر أنكرن أنفسهن.. ليقضين العيد بين السجون والمشردين

 

«مريمات باكيات.. بكينا على الحبيب المات بالصليب» هكذا تنشد الكنائس فى عيد القيامة، متغنية بما فعلنه المريمات من خدمة المسيح، ولآخر لحظة وبعد انتهاء الصلب، ذهبن لتطييب جسد السيد المسيح. فالمريمات.. شاهدات على قيامة السيد المسيح من الأموات، بحسب العقيدة المسيحية.

ففى فجر الأحد، ذهبن إلى القبر ليطيبن جسد السيد المسيح، ولكن القبر الفارغ أثار ذعرهن وقلقهن، وظهر لهن ملاك وقال: «لماذا تطلبن الحى من بين الأموات ليس هو ههنا.. ولكنه قد قام كما قال»، وبذلك أصبحن هن أول من احتفلوا بعيد القيامة، وهن ثلاثة نساء جمع بينهن اسم «مريم» تغيرت حياتهن بعد أن التقين بالسيد المسيح.

أولهن: «مريم المجدلية»، وذكر الأنجيل أنه كان بها سبعة شياطين، وخدمت المسيح وتلاميذه مع بقية النساء التقيات من أموالهن، وكانت أول من ظهر لها المسيح بعد قيامته وأمرها أن تبشر التلاميذ بقيامته.

و«مريم أخت لعازر»، بكت فى حزن عند قدمى المسيح، عندما مات لعازر، وحينئذ بكى يسوع، ومريم زوجة كلوبا أخت العذراء القديسة مريم، وهى لم تفارق أختها العذراء فى أحزانها ووقفت بجوارها عند الصليب، ومريم أم مرقس الذى كان أحد تلاميذ المسيح الاثنى عشر.

وأخيرًا «العذراء القديسة مريم»، وقال الكتاب المقدس عنها: «هو ذا منذ الآن جميع الأجيال تطوبنى».

قصص حب وعطاء «المريمات» لم تنتهى بانتهاء قصة المسيح، وإنما امتلات الكنيسة والمجتمع على مدار القرون، بقصص لنساء كن نماذج للبشارة بالفرح والسلام والتقدم.

فالكتاب المقدس يتحدث عن «فيبى الشماسة»، وعن «أستير» اللتين خدمتا الكنيسة والمجتمع كنماذج مضيئة تنير الطريق لغيرهن من النساء اللواتى اخترن أن يكن متميزات ومختلفات بما لديهن من طاقة حب وعطاء. كما يوجد بالكتاب المقدس نماذج لنساء لم يستثمرن عطايا الله بهن، مثل «دليلة» التى كانت واحدة من أشرّ نساء الكتاب المقدس، لقد استخدمت جمالها وحذقها فى الشهوة، لتدمر حياة رجل، يقابلها نساء أصبحن لاهوتياتٍ، راهبات، صوفيات، وطبيبات، ونساء أسسن جماعات دينية أو قادة عسكريين وملكات وشهيدات.

واليوم.. مازالت المريمات شاهدات على عيد القيامة.. «الأخت ليندا» والتى تركت كل شىء لتكرس أيامها لتعليم النشء، جمع بينها وبين تلاميذها علاقة متينة بنيت على العطاء والحب، تستمد قوتها من كلمات تلاميذها فتقول: «كل يوم بيسألوا عليا بيطول فى عمرى» كرمها الرئيس عبدالفتاح السيسى.

«الأخت ليندا».. رائدة التعليم

تقول: «كل يوم بتسألوا على فيه بتطوّلوا عمرى»

«أولادكم كلهم موجودين».. بهذه الكلمات مازح الرئيس عبدالفتاح السيسى السيدة ليندا سليمان، مديرة مدرسة «English Mission» خلال تكريمها فى احتفالية المرأة المصرية 2018 والأم المثالية، وهو يشير بيده إلى عدد من الوزراء الذين شاركوا «معلمتهم ليندا» تكريمها.

«كل يوم بيسألوا عليا بيطول فى عمرى» بهذه الكلمات أبدت السيدة ليندا سليمان سعادتها بالحفاوة التى تلاقها من «الطلبة»، رغم تركها العمل التربوى منذ سنوات طويلة، مضيفة: خلال فترة الانتخابات الرئاسية جاءنى تليفون من الدكتورة هالة السعيد تعرض على اصطحابى للإدلاء بصوتى، رغم مشاغلها، وبسبب عدة مشاكل صحية لم أستطع الخروج من المنزل والإدلاء بصوتى للرئيس السيسي.

ووصفت ليندا الرئيس قائلة: إنسان راق ومتواضع ويكن احتراما للجميع، وما زلت أتذكر خلال تكريمى، حيث قام باصطحابى إلى المنصة وتبادل الحديث معى، وبعد انتهاء التكريم قام باصطحابى حتى النزول من المنصة والجلوس معى وتبادل الحوار معى.

وأضافت، مازحنى الرئيس قائلًا: «الخرجيين قاعدين اتفضلى قولى ما تريدين لهم»، وكان يجلس وزراء من «تلاميذى» وهم الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والمتابعة، والدكتور خالد عبدالغفّار، وزير التعليم العالى والبحث العلمي، والدكتور هشام عرفات وزير النقل والمواصلات.

وأضافت: احتفلت بعيد ميلادى فى شهر ديسمبر الماضى، بحضور الوزراء الثلاثة الذين فاجأونى بحضورهم إلى منزلى لمشاركتى هذا اليوم، ولسان حال الوزراء: لماذا نكرم المميزين والجديرين بالتكريم بعد وفاتهم. يجب أن نكرم أمنا مسيز ليندا سليمان فى حياتها.

وعن تكريمها قالت: أرسلت رسالة للرئيس عبدالفتاح السيسى، قلت له: «بصلى لك لأنك بتشتغل بجد، أنا بحبك، وكمان لأن الخاتم اللى مامتك أهدته لك لابسه دايما، وده يدل أنك راجل أصيل»، مستطردة: «طلبت من الرئيس السيسى حق الأداء العلنى فى جملة تحيا مصر؛ لأنها هى قالتها قبل ما يستخدمها الرئيس بزمان».

«لم أكن أسعى يوما وراء مكسب مادى، استثمرت دمى وشبابى فى تربية النشء»، هذا ما قالته «ليندا» خلال تكريمها، مما دعا الوزراء الثلاثة الذين تعلموا على يدها للنهوض والوقوف بجوارها خلال التكريم، فقالت لهم: «كل يوم بتسألوا عليا فيه بتطوّلوا عمرى»، بينما تحرك لها الرئيس عبدالفتاح السيسى وقبّل رأسها.

تاريخ فى التعليم

«ليندا» كانت مديرة القسم الابتدائى لمدرسة «الإرسالية الإنجليزية English Mission School»، أو كلية السلام بعد التمصير، وإشراف المعاهد القومية عليها خلال الفترة من مطلع الستينيات إلى مطلع الثمانينيات من القرن الماضى، وقد عملت بها منذ 1947 إبان حكم الملك فاروق حتى تأميمها بعد ثورة يوليو.

«أشكر الله عملت بأمانة، كما أنه لا يوجد شخص لم تصادفه أحجار فى طريقه، ولكن بمجرد مرور الأمر تتحول هذه الأحجار إلى قطع ثلج وتذوب».. هكذا عبرت السيدة ليندا عن فترة عملها بالتربية والتعليم، وإدارتها للمدرسة التى تأسست عام 1936 وفق النظام التعليمى الإنجليزى الصارم، وحتى تأميمها فى عام 1956.

«الأخت ليندا» كما يناديها محبوها كانت مديرة منضبطة، فلا مجال للتراخى أو التكاسل من قبل أى من عناصر العملية التعليمية، فكانت أول شخص يصل المدرسة وآخر شخص يغادرها، كما كانت على صلة بأسر التلاميذ من خلال لقاءات دورية جادة.

اهتمت بكل تلميذ على حدة، وكان لطابور الصباح طابع مختلف فـ«مسيز ليندا» كانت تشكر الطلبة المشاركين فى الإذاعة المدرسية، وتهتم بالتفاصيل الصغيرة مثل نظافة الزى المدرسى، والنظافة الشخصية للطلبة، ومدى التزامهم بها، وكيفية تناول الطعام، وأين، وباختيار المدرسين وتقييم قدراتهم بصورة مستمرة، وبسلوكهم وزيهم شأنهم شأن التلاميذ.

كما اهتمت بحصص الأنشطة مثل: الموسيقى، والألعاب، والزراعة، والتدبير، والمكتبة، والهوايات، فلم تكن تقبل بإلغاء حصة نشاط لصالح الرياضيات أو العربى مثلا، وتصر أن تتم فى أماكنها، أى بانتقال التلاميذ إلى قاعة الموسيقى، وإلى الجيم، والمكتبة.

ليندا قالت: الأطفال مثل الجواهر لا بد أن نسعى لتكوين شخصيتهم، وكنت أشعر تجاههم شعور الأم التى تربى أولادها حتى يصبحوا جواهر غالية، وعملوا فى أماكن مرموقة ومناصب كبيرة داخل مصر وخارجها، وكانت دائما تتفاخر بهم، وعندما تسمع عن أحد منهم، كنت تقول: «الدينامو هم أولادى فى المدرسة».

وأضافت: لازم أطمن على أولادى ونظافتهم ومظهرهم، كل يوم قبل بدء اليوم الدراسي، مستطردة: أولادى أصبحوا قامات عالية فى كل المجالات التى يعملون بها.

كان عندنا 19 أتوبيسا كنت أطمئن عليها، وأتذكر فى إحدى المرات عندما كان عدد من الأطفال يشاركون فى مراسم استقبال بالرئاسة، وتأخر المسئول عن عودة الأطفال وقمت بتعنيفه لتأخر الأولاد عن موعد عودتهم، وقالت «سليمان» إنها فخورة بالوزراء الثلاثة وكانت فى غاية السعادة عندما علمت باختيارهم لتولى هذه الحقائب الوزارية، مشيرة إلى أن سلوكهم وأعمالهم يشهد بها الجميع. وأضافت أنها كانت حريصة على إلقاء تحية الصباح يوميًا على تلاميذها، وتعمل على بناء شخصيتهم، معربة عن سعادتها البالغة عندما قرر وزير التعليم العالى إلقاء تحية العلم فى الجامعات.