الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

الحيتان الـ 10 يسيطرون على 50 ألف متر بأراضي الروبيكي.. أصحاب المدابغ: لجنة الحصر جاملت الكبار.. وغرفة الصناعة: عملية النقل تمت بشفافية

مدينه الروبيكى
مدينه الروبيكى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بعد كر وفر، أخيرًا تم البدء في نقل المدابغ من منطقة سور مجرى العيون إلى منطقة الروبيكي بمدينة بدر، وهو القرار الذى قوبل بالرفض من قِبل الكثيرين بحجة أنهم سيخسرون زبائنهم ومحلاتهم التي ظلوا يعملون بها منذ قرون، أكثر من 1000 مدبغة يعمل بها قرابة الـ100 ألف عامل، من المفترض نقلهم إلى الروبيكي، قبل انتهاء العام الحالي.


وبحسب تقديرات رسمية، فإن عدد المدابغ المُتبقية بمنطقة سور مجرى العيون، وصل إلى أقل من 200 مدبغة فقط، وأن الباقي قد تم نقله بالفعل. إلا أن الإشكالية في عملية نقل المدابغ تتعلق ببعض الاتهامات التي رمى بعض أصحاب المدابغ الصغرى بها رجال الأعمال من أصحاب المدابغ الكبرى، حول سيطرتهم على أراضي الروبيكي، وحصولهم على مساحات أكبر.
وفي شهر مايو الماضي، أكد محمد حربى، رئيس غرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، أنه سيتم الانتهاء من نقل المدابغ من موقعها الحالي بمنطقة سور مجرى العيون، إلى الروبيكى قبل نهاية شهر أغسطس المقبل، على أن تتحمل الدولة كل تكاليف فك ونقل وتركيب المعدات الخاصة بالمدابغ من مكانها الحالى إلى المدابغ الجديدة بالروبيكى.


وكان طارق قابيل، وزير التجارة والصناعة، قد قرر نقل جميع المدابغ من منطقة مجرى العيون بمصر القديمة لمنطقة الروبيكى بمدينة بدر، بهدف توسعة التجارة في المدابغ والجلود وتطويرها وزيادة الإنتاج. 
مرحلة "دباغة الجلود" هي المرحلة الأولى للجلود الخام قبل مرحلة التصنيع النهائي، وتشمل فصل الطبقات والصباغة والرص والتشطيب، فيتم إخراج الجلود المدبوغة من محاليل الدباغة وتجفف ويجرى بعد ذلك شق بعضها، ثم صباغتها فى أسطوانات كبيرة ويضاف عليها زيت لزيادة نعومة الجلد، ثم تجفيفها ورصها وشدها، وتنتهى بمرحلة التشطيب، لكن لك مدبغة طبيعتها الخاصة، فمنهم من طوّر مدبغته ومنهم من أبقاها على حالتها، فمنطقة المدابغ بمصر القديمة تحتوى على ورش ومصانع لدباغة الجلود ومخازن لتمليح الجلود وورش لصناعة البراويز الخشبية، بالإضافة إلى مصانع الغراء يصل عددها إلى 1100 ورشة، ويعمل فى هذه المنطقة أكثر من 100 ألف عامل.


وفي هذا الشأن يقول وليد إسماعيل، أحد أصحاب المدابغ، إن لجنة الحصر التي حصرت المدابغ التي توجد في منطقة مجرى العيون بمصر القديمة منحت أصحاب المدابغ الكبرى أماكن ومساحات إضافية عن المخصصة لهم، في منطقة الروبيكى دون النظر إلينا، فحرمت صغار المدابغ من الحصول على مساحات مماثلة أو فرص التوسع بما لا يحقق فرص عادلة.
وأضاف وليد، أن المسئولين على حسب قوله "إنهم لم يعتبرونا موجودين ولم يسألوا فينا احنا هنسيب المدابغ دي ونروح فين، لا بد من وجود حل لنا كما فعلوا مع أصحاب المدابغ الكبيرة"، وأشار إلى أنهم يريدون منا أن نشتري أماكن في الروبيكى ولكن ارتفاع أسعار الأراضي الموجودة التي توجد هنا ليس باستطاعتنا المقدرة على ثمنها، لافتًا إلى أن الورش والمدابغ تعاني ارتفاعًا في أسعار التكلفة، نظرًا لارتفاع أسعار الخامات، وأكد أن هناك بعض المعدات لا يمكن إحلالها ومن المفترض أن تقوم الحكومة بتعويضنا عن هذه المعدات وعن تلف هذه الآلات". 
وفي السياق، يقول محمد وصفي، عضو غرفة صناعة الجلود، إن عملية نقل المدابغ التي تم نقلها إلى الروبيكى تمت بشفافية، للإعلان الذى نشرته وزارة التجارة والصناعة بغرفة دباغة الجلود باتحاد الصناعات، وفى منطقة مجرى العيون والصحف، مؤكدًا أن نقل المدابغ تم وفقًا للجنة الحصر.
وأشار وصفي، إلى أن الوزارة منحت مزايا إضافية لأول عشر مدابغ تنقل إلى الروبيكى في إطار توجهات وزارة التجارة والصناعة لتشجيع عملية النقل بعد حالة تأخر النقل التي تأخر لوقت طويل والتباطؤ الذي سيطر على أصحاب المدابغ، رغم الانتهاء من كل أعمال المرحلة الأولى، وتضمن الإعلان ميزتين، الأولى تتحمل الحكومة تكلفة النقل، والثانية منح المدبغة مساحة إضافية حتى 50% من المسجلة بلجنة الحصر، بشرط سداد تكلفتها بواقع 2000 جنيه للمتر.
وأشار وصفي إلى وجود مساحات كافية لنقل باقي المدابغ ولكن المدابغ التي تم حصرها فقط، موضحًا أن إجمالي المساحة التي حصلت عليها المدابغ الـ10 الأولى 50 ألف متر فقط، من إجمالي 180 ألف متر جاهزة للنقل فورًا، واللجنة انتهت من أوراق نقل أكثر من 100 مدبغة جديدة، وسيتم الانتهاء من نقلها سريعًا، وأكد أن المدابغ الصغيرة، التي تم حصرها في لجنة الحصر ستأخذ أماكن مماثلة ومساحات مماثلة للأماكن التي كانت لديها في منطقة مجرى العيون بمصر القديمة، مشيرًا إلى أن النقل سيكون خلال هذه المرحلة، وفقًا للمساحات المسجلة فى لجنة الحصر، أما التوسعات فستكون من خلال المرحلة الثانية من المشروع، وسيتم طرحها خلال شهرين على الأكثر، وستكون جاهزة تمامًا لاستقبال المدابغ، بعد انتهاء الأعمال. 


وأوضح المهندس ياسر المغربى، مستشار وزير التجارة والصناعة للمشروعات القومية، أن اختلاف المساحات المخصصة عن المسجل فى لجان الحصر، جاء وفقًا لقرار رئيس مجلس الوزراء، فالتسليم يكون طبقًا لأقرب مساحة مسجلة، لأن الهناجر المنشأة حاليًا، مساحاتها ثابتة، أصغرها 1000 متر، وأكبرها 6 آلاف متر، وبالتالي فأي مساحة محددة فى لجنة الحصر لو كانت 500 متر فستحصل على الهنجر الأصغر بمساحة 1000 متر، مع تحمل سعر الأمتار الزائدة، وهو ما تم فى حالة محمد حربى، رئيس غرفة الدباغة، حيث إن عدد الأمتار المسجلة فى لجنة الحصر، 9800 متر، وبالتالي كان المتاح له الحصول على هنجرين للإنتاج، كل منهما بمساحة 6000 آلاف متر ليصل إجمالى ما حصل عليه 12 ألف متر، خاصة أنه أيضًا من الـ10 الأوائل الذين نقلوا إلى الروبيكى.