الخميس 02 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

سامية نكروما لـ"البوابة نيوز": مصر لم تتخلَّ عن أفريقيا

سامية نكروما
سامية نكروما
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"في زيارتي هذه أدركت أن مصر عائدة إلى القارة الأفريقية مرة أخرى وبقوة" بهذه العبارة بدأت النائبة البرلمانية الغانية سامية نكروما ابنة الرئيس الأول لجمهورية ساحل الذهب كوامي نكروما حديثها لـ"البوابة نيوز".
زيارة سامية نكروما للقاهرة جاءت تلبية لدعوة وزارة الخارجية المصرية لبحث استعدادات مؤتمر "الثقافة الأفريقية" المقرر عقده في أسوان في سبتمبر المقبل الأمر الذي دعا القائمين على وزارة الثقافة لاستضافة كريمة الزعيم الغاني بالمجلس الأعلى للثقافة اليوم الأحد وتكريمها بمنحها درع المجلس والحديث معها حول الثقافة الأفريقية وسبل التعاون الثقافي بين مصر وغانا. 
اختيار نكروما لتكون أحد ضيوف المؤتمر لا يعتبر محض مصادفة، إذ تربطها علاقة قديمة وقوية بمصر وشعبها، حيث إن والدها كوامي نكروما أول رئيس جمهورية لدولة غانا بعد استقلالها، تزوج من فتاة مصرية وهي فتحية رزق التي نشأت وترعرعت في حي الزيتون بالقاهرة.
عارضت أسرة فتحية هذه الزيجة خشية أن تترك ابنتهم البلاد أسوة باخيها الذي رحل هو الآخر في هذه الفترة إلى إنجلترا ولم يعد منها مرة أخرى، ولكن تدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لإتمام الزيجة فأقنع ناصر أمها، حيث توفى والدها وهي صغيرة قائلا: أنت خايفة من إيه؟ بنتك حتتجوز أكبر زعيم أفريقي، وسأفتح سفارة مصرية في غانا وكذلك خط طيران مباشر ويمكنك زيارة ابنتك في أي وقت، وبالفعل عقد القران في عام1957.
أنجبت فتحية ثلاثة أبناء وهم جمال والذي سمي تينمًا بالزعيم الراحل جمال عبد الناصر، والذي يعمل صحفيًا بجريدة الأهرام ويكلي، وسامية وسيكو نكروما.
أحب المجتمع الغاني فتحية لمساعدتها للفقراء، ورعاية الأيتام مما جعلها قريبة لقلوب الغانيين ورغم إقامتها بغانا إلا أنها لم تنسَ وطنها الأم مصر فعقب النكسة عام1967 بادرت بالتبرع بكل مجوهراتها لصالح المجهود الحربي.
في عام 1966 اسنتجدت فتحية بالرئيس جمال عبد الناصر بعد الانقلاب العسكري على زوجها الزعيم الغاني، فأرسل ناصر طائرة إلى أكرا أحضرتها وأولادها الثلاثة إلى مصر وأقاموا بقصر الطاهرة لمدة ثلاثة أشهر لحين الانتهاء من تجهيز منزلهم بالمعادي، بينما نقل زوجها إلى المنفي، وتوفي في عام 1972 بعد إصابته بمرض السرطان، وقرر بعدها أولاده سامية وسيكو الإقامة بغانا بينما قرر جمال الأبن الأكبر الإقامة بمصر.
وتقول النائبة البرلمانية السابقة: "مصر لم تترك أفريقيا، ولكنها تحتاج إلى جهود أكبر في القارة الأفريقية، حيث تقوم دول أخرى ليست أفريقية مثل تركيا وإسرائيل بجهود كبيرة من أبرزها التبادل الثقافي والمعرفي مع دول القارة السمراء.
وتضيف سامية أن الدول الأفريقية تسعى في الوقت الراهن إلى تقوية اقتصادياتها، هذا الأمر لن يتحقق إلا بتكاتف وتعاون كافة الدول الأفريقية، مضيفة: "سعيدة أن تكون البداية والانطلاق من هذا المكان- في إشارة إلى دار الأوبرا المصرية – حيث إن الفكر والثقافة هم أساس أي تحرك، ووالدي كان يكرر دائما أن أي عمل لا يسبقه فكر وتخطيط فهو فراغ ولا فائدة منه".
زيارة سامية نكروما لمصر جاءت سريعة وخاطفة فهي ستغادر القاهرة فجر الغد الإثنين متوجهة إلى غانا لتعود إلى مصر مرة أخرى في سبتمبر المقبل للمشاركة في مؤتمر الثقافة الأفريقية والمقرر انعقاده في أسوان.