الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

الأخبار

عبدالرحيم علي يكتب من سنغافورة: في أول زيارة لحاكم مصري لسنغافورة.. السيسي يستلهم خبرة وتجربة الجزيرة الصغيرة في إدارة الموانئ وإنشاء المشروعات الاقتصادية المتكاملة

حلم ميناء سنغافورة
حلم ميناء سنغافورة يراود السيسي في محور قناة السويس
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
في أول زيارة لحاكم مصري منذ استقلال تلك الجزيرة الصغيرة الواقعة في شرق آسيا يأتي الرئيس عبد الفتاح السيسي الي سنغافورة مصطحبا معه وزير الاستثمار والفريق مهاب مميش رئيس هيئة قناة السويس للاطلاع بنفسه وكعادته على تجربة ميناء سنغافورة، وتأتي الزيارة عقب الانتهاء من حفر قناة السويس الجديدة في محاولة لاستلهام التجربة السنغافورية التي استطاعت ان تحفر لاقتصادها مكانا رائعا وسط ما أطلق عليه مجموعة النمور الآسيوية بفضل خبرتها العريقة في ادارة الموانئ والمشروعات الاقتصادية المتكاملة.
ويعد ميناء سنغافورة، معجزة حقيقية تتحدث عن نفسها حيث استطاع أن ينطلق باقتصاد الجزيرة الصغيرة التي لا تتعدى مساحتها احدى محافظات جمهورية مصر العربية ، 750 كيلو متر مربع، وعدد سكانها ربع عدد سكان القاهرة 5.5 مليون نسمة، حتى أصبح رابع أهم مركز مالي في العالم.
تمكنت الجزيرة الصغيرة التي حصلت علي استقلالها عام 1965 من طرح حلول غير تقليدية في مجال الخدمات اللوجيستية، الامر الذي ساعدها في اقتناص نصيب الأسد من إيرادات الملاحة العالمية، وساعد في وصول إجمالي الناتج القومي إلى 310 مليارات دولار بنهاية عام 2014، مما مكنها من احتلال مراتب متقدمة للغاية من حيث مستوى التعليم.
ويشارك ميناء سنغافورة بنسبة كبيرة في الموازنة العامة للجزيرة، ويوفر ما يقرب من 200 ألف فرصة عمل سنوية، ساعدت بشكل كبير في امتصاص وتضاؤل حجم البطالة علي الجزيرة.
ويتميز الميناء عن بقية الموانئ الأخرى، بالتنافسية العالية، ونظام الرسوم المعقولة المفروضة على نقل الحاويات، بالاضافة الي الخدمات اللوجستية المتطورة.
حصل ميناء سنغافورة على جائزة أفضل ميناء في القارة الآسيوية 23 مرة، وأصبح الميناء الأفضل في العالم عام 2011، ويحتل حاليا المركز الثالث، في الاستفتاء الذي أدلى فيه مشغلو الموانئ ومناولو البضائع وأصحاب شركات النقل البحري من جميع أنحاء القارة الآسيوية، حيث وصل حجم السفن لضعف مساحة الجزيرة نفسها.
ووفقا لآخر تقارير اقتصادية، فالميناء سجل حركة مناولة للحاويات والبضائع بلغت 28.5 مليون حاوية ، و 505.5 مليون طن بضائع، وبلغت كمية حمولة الناقلات 48.8 مليون طن صافي، وحجم وصول السفينة من حيث الوزن سجّل 2.12 مليار طن إجماليا في العام الماضي، في حين نما تشغيل، كما تعد مدة الانتظار داخل الميناء الأقصر في العالم، فهي لا تتعدى الـ5 ساعات، وهو ما ساعد في تهافت السفن علي الميناء الاشهر في العالم، لأنه يوثر في انخفاض سعر السلع المحملة، وتكلفة النقل، فضلا عن دوره كميناء ترانزيت في تزويد السفن المارة بالوقود، حيث يتبادل سفن البضائع مع 600 ميناء في 123 دولة حول العالم.
مشروعات اقتصادية متكاملة:
وفضلا عن تجربة تشغيل المواني الرائدة في العالم والتي أتي من اجلها الرئيس السيسي ومعاونوه، تتميز سنغافورة بتجربة فريدة في بناء وإنشاء المشروعات والوحدات الاقتصادية المتكاملة، وكانت الخبرة السنغافورية سببا رئيسيا ضمن اسباب عديدة في نهضة الصين التي استعانت بخبرة سنغافورة في هذا المجال، وهو ما يسعي اليه أيضا الرئيس السيسي ومعه رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش الذي سبقه بأيام للاطلاع على التجربة ودراستها دراسة وافية، حيث علق قائلا إنه لم يشاهد مثل هذا الانجاز طوال تاريخه المهني.
إن استلهام التجربة السنغافورية في مجال ادارة الموانئ وانشاء الوحدات الاقتصادية المتكاملة هما ما يسعى إليه الرئيس عبد الفتاح السيسي في اول زيارة لحاكم مصري للجزيرة السنغافورية.